تخرق حركةٌ خارجيةٌ، عربية – دولية، في اتجاه بيروت الأجندةَ اللبنانيةَ المشدودة إلى محاولاتِ إطفاء التوتراتِ السياسية المُتَناسِلة تحت سقف «التسويةِ الصامدةِ» وعلى تخوم ملفات تتعدّد عناوينها ولكن محورها الرئيسي يبقى واحداً وهو صراعٌ لم يعُد مكتوماً حول إدارة الحُكْم وتَوازُناتِه والصلاحيات».
وفي هذا الإطار تتجه الأنظار إلى 3 محطات:
• الأولى الزيارة التي يبدأها مساء اليوم لبيروت وفدٌ من مجلس الشورى السعودي، واعتُبرت الأولى لوفد سعودي على هذا المستوى، وستتخلّلها لقاءاتٌ ابتداءً من الأربعاء مع الرئيس عون ورئيسيْ البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري إضافة الى اجتماع لجنة الصداقة اللبنانية مع السعودية برئاسة رئيسها الرئيس تمام سلام (بحضور أعضاء الوفدين في مجلس النواب).
وفيما تشتمل الأجندة المعلنة للوفد السعودي على لقاء يوم الخميس مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لاحظت أوساطٌ سياسية عبر «الراي» أن هذه الحركة السعودية تؤشر الى استمرار احتضان الرياض للبنان.
• والثانية المباحثات التي سيجريها الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى سورية الكسندر لافرنتييف في بيروت التي يصل إليها اليوم وتتركّز على الواقع السوري والمبادرة الروسيّة لإعادة النازحين والتي كانت تَفَرْمَلَت في ضوء تَعَثُّر الحل السياسي وارتباط إعادة الإعمار به، وهي المبادرة التي يوليها لبنان أهمية لمعالجة ملف النزوح الذي تحوّل عنوان استقطاب داخلي. علماً أن تقارير صحافية لم تستبعد أن يحمل لافرنتييف معه أيضاً دعوة لبيروت للمشاركة في جولة مفاوضات «استانا» 13 التي تُعقد في تموز المقبل.
• أما المحطةُ الثالثةُ فتجلّتْ في حضورِ الديبلوماسي الأميركي ديفيد ساترفيلد في بيروت رغم غيابه وإرجاء زيارته التي كانت مقرَّرة أمس لحمْل أجوبة حاسمة حول التحضيرات لمفاوضاتِ بتّ النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل.