صوّت المشرعون في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية على إلغاء الإعفاءات الدينية من اللقاحات المدرسية للأطفال، بعد تفشي مرض الحصبة في الولاية.
وقد أُقر القانون ليلة الخميس، وأدى إلى مشاهد فوضوية في مبنى الولاية حيث اشتبك أنصار مكافحة التلقيح مع المشرعين.
وتركز تفشي وباء الحصبة، بشكل كبير، في المجتمعات اليهودية الأرثوذكسية في الولاية. وشُخصت إصابة أكثر من 1000 أميركي بالحصبة في عام 2019. ويقول مسؤولو الصحة إن المرض آخذ بالتفشي.
اقرأ ايضا :
تقارير صحية تؤكد أن مرض الحصبة يتجاوز 1,500 حالة إصابة منذ بداية العام في فرنسا
وحذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في الولايات المتحدة، من أن البلاد التي قضت فعليا على مرض الحصبة في عام 2000، قد تفقد "حالة التخلص من الحصبة" مع ارتفاع الإصابات إلى أعلى مستوى لها في 27 عاما.
ويحظر القانون الجديد في نيويورك، الذي أقره أعضاء مجلس الشيوخ والمجلس التشريعي في الولاية، الآباء من المطالبة بالإعفاءات الدينية التي كانت تسمح بعدم تلقي أطفالهم اللقاحات المطلوبة عادة في المدارس.
وقال عضو المجلس التشريعي في ولاية نيويورك، جيفري دينوفيتز، الراعي لمشروع القانون "لست على علم بوجود أي نص في التوراة أو الإنجيل أو القرآن يوحي بوجوب عدم التلقيح".
وأكد عضو مجلس الشيوخ في الولاية براد هويلمان: "إننا نقدم العلم على المعلومات الخاطئة عن اللقاحات ونؤيد حقوق الأطفال والنساء الحوامل والرضع والبالغين في الحصول على اللقاحات التي تمنحهم المناعة".
وقال حاكم الولاية، أندرو كومو، الذي وقع مشروع القانون ليصبح قانونا بعد ساعات فقط من إقراره من قبل المشرعين: "العلم واضح تماما، فاللقاحات آمنة وفعالة وأفضل طريقة للحفاظ على صحة أطفالنا".
وأضاف: "أتفهم وأحترم حرية الدين، لكن مهمتنا الأولى تبقى حماية الصحة العامة وبتوقيع هذا القانون، سنساعد في منع انتقال المرض ووقف تفشيه".
ووقعت نحو ثلاثة أرباع حالات الإصابة بالحصبة في الولاية، بين اليهود الأرثوذكس في حي ويليامزبرغ في بروكلين في مدينة نيويورك. وكانت ولايات كاليفورنيا ومسيسيبي ووست فرجينيا وماين، قد حظرت الإعفاءات غير الطبية من اللقاحات لأطفال المدارس.
ولا تزال هناك إعفاءات مماثلة في الولايات الخمس والأربعين الأخرى، لكن المشرعين في بعضها بدأوا جهودهم لمنعها. ومع صدور القانون تجمع متظاهرون في مدينة ألباني للتعبير عن معارضتهم لمشروع القانون ورددوا كلمة "العار"، بينما كال آخرون الشتائم للمشرعين.
وينص القانون على أنه ينبغي على الطلاب تقديم إثبات عن تلقيهم كافة اللقاحات المطلوبة، ويمنحهم 30 يوما من التحاقهم بالمدرسة. وبدون مثل هذا الإثبات، يمكن منع الطلاب من الالتحاق.
وأُغلقت مدرستان في ويليامسبورغ من قبل مسؤولي الصحة، بعد أن كشفت عمليات التفتيش أنهما سمحتا للطلاب غير الملقحين بحضور الفصول الدراسية.
وإلى أن بدأت حملة التلقيح الأمريكية في الستينيات من القرن الماضي، كان الآلاف من الأطفال يصابون بالمرض، الذي قد يكون قاتلا في بعض الأحيان، كل عام.
قد يهمك ايضا :
تحذّيرات من عدم تلقي 170 مليون طفل تحصنات الحصبة
طوارئ في الولايات المتحدة عقب انتشار وباء مميت بين الأطفال