جيش الثلاثون مستشاراً!
2019-06-14 00:14:17
- عبدالله قمح مزاج رئيس الحكومة سعد الحريري هذه الأيّام «معوكر»! الرجل كان يأمل ببضع وجبات «راحة نفسيّة» يتناولها خلال العطلة، لكن الحظ السيء لحقه إلى الخارج.. عادَ الرّجل إلى بيروت متخماً بالجراح ولا يظهر انّه مرتاح نفسيّاً، بل يبدو انّ تراكمات الهجمات الاخيرة ما زالت تأثيراتها عليه واضحة.. والدليل «ضيق صدره» من السيلفي المحبّبة إلى قلبه حتّى!حاول الرئيس الحريري حين عودته «خفض منسوب التوتّر»الذي يعتريه بالاستفادة من «هواية المشي» ونفث الانبعاثات السلبيّة خارجاً مستفيداً من حضور رئيس الجمهوريّة ميشال عون إلى جانبه.. تعلّم «الشيخ» هذه العادة من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، المناوب على ثقافة المشي والمحافظة على اللياقة الجسديّة.. والسياسيّة!لم يبخل رئيس الجمهوريّة في منح الحريري «إجازة حكوميّة» قصيرة بعد قذف جلسة الخميس إلى الثلاثاء، كبادرة حُسن نيّة، من أجل ترتيب أموره وأمور بيته، ثمّ الافساح في المجال لأن تسلك إتصالات «التبريد» مسارها.. في هذا الوقت، انبرى الحريري، كما يؤكّد أكثر من مصدر، إلى إصلاح أجواء تيّاره التي دخلها «غبار كثيف» مصدرهُ «الجالسين على الرصيف» الذين «شوّشوا» على الداخل.هذه المرّة، وخلافاً للمسار السابق، لم تأتِ «وجعة الرأس» من «خصوم الحريري» في الطائفة أو خارجها، ولا من «مجموعة العشرين» التي نشأت ذات مرّة على قارعة بيت الوسط، لوظيفة تحمل جينات «لوبي الضغط»، بل أتت «الطوشة» من المحسوبين على الدائرة المتاخمة - اللصيقة ببيت الوسط، هنا كان لا بد من اعادة استنهاض «المجموعة» لكن بتعديل جذري دخل عليها، قضى بتحويلها من «لوبي» إلى «هيئة مشورة».«خصوم الحريري» بدوا أكثر لطفاً اثناء خوضه «معركة الدفاع»، أكثر من ذلك، كانوا أبعد ما يكون عن الاشتباك معه، لا بل تفحّص اوراق المعركة، يظهر انّ جانباً يسيراً منهم تموضعَ في خانة الدفاع عن الحريري ولو بطريقة غير مباشرة، متغطّياً بـ«صلاحيّات رئاسة الحكومة» رافضين التعرض لها من أحد.حزب الله لم يكن بعيداً عن هذه الأجواء. أثناء سريان مفاعيل «الخبصة» مارسَ نموذجاً مرناً من السياسة تجاه الحريري، لم يدخل في ايٍة مشاحنات، أبقى الجدل في ما خص«قِمم مكة» ضمن الخلاف المسموح به تحت سقف التعايش، لا بل انّ التنقيب، يظهر قيام الضاحية بجولات من أجل «تأمين التهدئة»، إن كان على مستوى الوزير جبران باسيل «المطالب بخفض مستوى الاحتقان» بعدما سمح شروحاً عن التأثيرات التي قد تطال التسوية، أو على مستوى «الحلفاء السُنّة» الذين احيطوا علماً انّ الوقت الراهن ليس وقت الخوض في نزالات من النوع القاسي ابداً.الرئيس فؤاد السنيورة الذي تمر علاقته بالحريري هذه الأيام في «طقسٍ مستقر»، تبنى «مشروع تعديل جينات مجموعة العشرين» تماماً كما تبنّى إطلاقها ذات مرحلة، مستغلاً حدث التهجّم على «السُنيّة السياسيّة» والدعم الهائل الذي تلقاه الرئيس الحريري على «حب صلاحيّات رئاسة الحكومة»، داعياً نفس أركان المجموعة تقريباً للالتئام، مع ملاحظة ادخال تعديل طفيف على الأسماء ورفع منسوب اعضائها إلى 30! هؤلاء التقوا مع السنيورة على نفس المدرجات التي انطلق منها مشروع «حماية صلاحيّات رئاسة الحكومة» المترجمة في «لجنة حراس الهيكل» المؤلفة من رؤساء الحكومة السابقين، مع إطار اكثر وضوحاً، وهو منح شرعية سياسية أكبر للرئيس سعد الحريري والسير في ربوعه، لا معاكسته وخلق حالة من الضغط تدفعه للتنصل من التسوية! هذه المرة، العنوان هو «تعزيز دور الحريري ضمن التسوية».هناك على ضفّة «المستقبل» من يصفق راحٍ على راح، بعدما اصبح يرى بأم العين درجات التخبّض السياسي، كنتيجة طبيعية لغياب «العقل المحرّك» وكثرة المستشارين المرضى بداء قصر النظر، أصحاب الهفوات القاتلة.تأكد لهذا الجانب اليوم، مدى التأثير البالغ الذي خلفه غياب نادر الحريري عن اجواء الشيخ سعد، بكل حضوره وتأثيراته التي كانت تنأى بالتسوية عن أي خضات، لم يقدر أحد على تعويضها رغم مرور الزمن، لا بل انّ «المستقبل» بات ينقب اليوم عن هيئة استشارية outdoor مؤلفة من 30 شخصاً لتعويض مهام شخص واحد!
وكالات