انتهى شهر رمضان، وانتهت معه العلاقة الوطيدة التي جمعت المشاهدين في لبنان بمسلسلاتهم المفضلة على مدى «ثلاثين ليلة وليلة»، وتميز الموسم هذه بقدرته القوية على جذب المشاهدين، إذ تمكنت المسلسلات الست الأول من أن تستقطب ما يزيد على 390 ألف مشاهد لكل منها، ضمنها مسلسلان تابعهما ما يزيد على 500 ألف مشاهد على القنوات اللبنانية، علما أن بعض هذه المسلسلات قد عرض أيضا على قنوات فضائية عربية.
والمسلسلات التي أحبها وتابعها المشاهدون اللبنانيون كانت جميعها وبشكل لافت من إنتاج شركات لبنانية وبطولات مشتركة بين نجوم الشاشة اللبنانية والسورية خاصة.
وتشارك في المرتبة الأولى كل من «آخر الليل» (549 ألف مشاهد) و«إنتي مين» (530 ألف مشاهد) بفارق ضئيل إحصائيا، كما تشارك في المرتبة الثالثة كل من «الباشا» (498 ألف مشاهد) و«خمسة ونص» (473 ألف مشاهد)، تبعهما «الهيبة - الحصاد» (446 ألف مشاهد) و«دقيقة صمت» (391 ألف مشاهد)، وعرضت هذه المسلسلات الست مناصفة على شاشتي «الجديد» و«أم تي في».
كما حصدت خمس مسلسلات أخرى نسب مشاهدة مقبولة تراوحت بين 288 ألف و220 ألف مشاهد وهي: «الحب الأعمى» (288 ألف مشاهد)، «أسود» (274 ألف مشاهد) وعرض على قناة «أل بي سي أي»، «ضيعة ضايعة» (224 ألف مشاهد) و«بروفا» على قناة «أل بي سي أي» و«عطر الشام» (220 ألف مشاهد لكل منهما).
ومما لا شك فيه، أن التنافس في رمضان 2019 قد جرى على صعيدين، المسلسلات والقنوات التلفزيونية، وتمركز السباق في المسلسلات بين «آخر الليل» و«إنتي مين»، وكان «آخر الليل» المسلسل المفضل لدى الذكور ولدى المشاهدين الذين تقل أعمارهم عن 41 سنة، و«إنتي مين» كان المفضل لدى الإناث والمشاهدين الذين تزيد أعمارهم على 40 سنة.
وفي القنوات التلفزيونية، تجلى السباق بين «الجديد» و«أم تي في»، وجذبت «الجديد» غالبية المشاهدين في محافظتي البقاع والجنوب وفي ضاحية بيروت الجنوبية، بينما استحوذت «أم تي في» على غالبية المشاهدين في محافظتي بيروت وجبل لبنان.
وحدها محافظة الشمال نوعت في اختياراتها، إذ انتقى المشاهدون فيها ما يحلو لهم من مسلسلات على قناتي «الجديد» و«أم تي في» على السواء.
والغائب الأكبر هذه السنة كانت قناة «أل بي سي آي» التي تدنت نسب مشاهدة مسلسلاتها مقارنة بمنافستيها، فضمن ساعات المشاهدة التلفزيونية من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى منتصف الليل، حصلت قناة «الجديد» على حصة المشاهدين الأكبر 32%، و«أم تي في» على 25%، بينما حصلت «أل بي سي آي» على 17% من إجمالي المتابعة، أما القنوات اللبنانية الأخرى فكانت أصلا خارج المنافسة، ربما بسبب أوضاعها المالية التي منعتها من تقديم باقة برامج رمضانية مشوقة.
ومن اللافت تراجع حصة القنوات الفضائية إلى نسب ضئيلة لكل منها، مما يؤكد أن القناة الشاملة لا مكانة لها، ومن الأنسب تسمية ما يطلق عليه القنوات الفضائية بالقنوات السعودية أو الإماراتية إسوة بالكويتية أو العراقية أو المصرية واللبنانية بطبيعة الحال.