قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بعد مغادرته طهران “لقد عقدنا قمة مع الرئيس روحاني، وأخذت اليابان على عاتقها المواصلة في لعب دور الوساطة من دون كلل لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مضيفاً: “كلي ثقة بأن محادثاتنا اليوم ستكون الخطوة الأولى لتحقيق ذلك”.
وخلال هذه الزيارة التي تتم بغية السعي لإيجاد مخرج للأزمة المتصاعدة بين واشنطن وطهران، التقى رئيس الوزراء الياباني المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، وقبيل توجهه إلى طهران أجرى آبي اتصالا هاتفيا بالرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وعلق المتحدث باسم الحكومة اليابانية، یوشیدا سوجا، أمس الثلاثاء، على الاتصال الهاتفي بين آبي وترمب، قائلا إن الزعمين ناقشا القضايا الإقليمية ومن ضمنها إيران.
وأعرب رئيس الوزراء الياباني في تصريح للصحافيين قبيل مغادرته طوكيو متوجها إلى طهران، عن أمله في أن تؤدي محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين إلى تعديل الأزمة أو إنهائها.
وتعيش اليابان حالة قلق تجاه احتمال عسكرة الأزمة في منطقة الشرق الأوسط التي تستورد اليابان 90% من وارداتها النفطية منها.
وفي هذا السياق تحاول طوكيو استغلال “علاقاتها الوطيدة” مع واشنطن، و”علاقاتها التقليدية” مع إيران لتقوم بدور الوسيط عبر نقل وجهات نظر الصريحة بين الجانبين.
وذكرت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية أن شينزو آبي يستفيد من “رصيد علاقات الصداقة التقليدية” بين طهران وطوكيو، خاصة للبحث عن مخرج للأزمة بين إيران وأميركا.
وكان ترمب أعرب في 27 مايو الماضي في مؤتمر صحافي مشترك مع شينزو آبي في طوكيو، عن استعداده للتفاوض مع إيران، مؤكدا على تفهمه لـ”التقارب الكبير” بين رئيس الوزراء الياباني مع القيادة الإيرانية، مضيفاً أن الولايات المتحدة لا تريد تغيير النظام الإيراني و”كان بإمكان إيران أن تكون دولة كبرى بهذا النظام”، على وصفه، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تريد إلا “تغيير سلوك النظام الإيراني في المنطقة”، في إشارة إلى دعم طهران للميليشيات في سوريا واليمن والعراق واليمن ولبنان.
وتأتي الوساطة اليابانية والوساطات الأخرى في الوقت الذي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن خطتها لتصفير النفط الإيراني وأرسلت حاملة الطائرات إبراهام لينكولن والقاذفات الاستراتيجية “بي 52” إلى المنطقة على خلفية التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز لمنع تصدير النفط من قبل الدول الأخرى عبر هذا الممر.
وبالإضافة إلى اليابان، شهدت الأسابيع الأخيرة محاولات للتوسط من قبل ألمانيا وسلطنة عمان والعراق بهدف تشجيع طهران على التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية التي وضعت 12 شرطا للتفاوض، أهمها وقف الأنشطة النووية بالكامل ووقف الأنشطة الصاروخية وإنهاء التدخل في شؤون دول المنطقة.