الحريري في المواجهة: ملف النازحين خط أحمر
2019-06-13 05:17:45
"" – علاء الخوريلا ورقة حتى الساعة بيد رئيس الحكومة بشأن ملف النازحين السوريين، تلك الورقة التي وعد بإنجازها الوزير صالح الغريب لم تصل حتى الساعة الى الرئيس سعد الحريري الذي قال في مؤتمره الصحافي الاخير أنه ينتظر ما ستقدمه هذه الخطة للبناء عليها.ولكن ورقة الغريب يمكن أن تكون قد ولدت ميتة، لا لشيء الا لأن الوزير المعني هو في عين تيار المستقبل وبعض القوى الاخرى محسوب على النظام السوري وبالتالي فان ما سيكتبه أو يقدمه من طروحات ستكون بنظر هؤلاء معلبة ومستوردة من خارج الحدود.في المقابل تولي الاطراف الاخرى وعلى رأسها حزب الله والتيار الوطني الحر أهمية كبيرة على خطة وزير الدولة لشؤون النازحين، وهي قدمت بعض الافكار لتكون جزء منها، وستكون المدافع الشرس على كل ما كتب في حال شنت القوى الاخرى هجوما معاكسا.الغريب الذي وضع ورقته في عهدة رئيس الجمهورية ينتظر ادراجها على جدول اعمال مجلس الوزراء، وتشير مصادر وزارية الى ان الحريري لن يعطيها الاولوية وسيضغط لأبعادها عن جدول الاعمال طيلة هذه الفترة، لان بنظره ملف النزوح يتخطى ورقة وزير ونقاشه ربما يكون مشابها لنقاش الاستراتيجية الوطنية لأنه مرتبط بعوامل وظروف اقليمية ودولية لم تنضج بعد.وتؤكد المصادر أن الحريري لن يعطي النظام السوري فرصة للتسلل الى الحكومة عبر ملف النزوح وسيكون بالمرصاد لأي محاولة التفاف على النازحين، وهو يصر على التوافق الدولي وبضمانات روسية لهذا الامر، وسيستعمل كل صلاحياته لهذا الامر.وتشدد المصادر على ان خلاف الحريري مع الوزير جبران باسيل في قسم كبير منه هو في كيفية تعاطي التيار الوطني الحر مع النازحين والحملة "العنصرية" التي انطلقت بتغطية نيابية ووزارية من قبل التيار على اللاجئ، حيث كان من الافضل برأي المصادر التشاور مع رئيس الحكومة لإيجاد آلية لهذه الخطوة كما يجرى في عرسال بعد قرار تفكيك خيم اللاجئين من دون "بروباغندا" اعلامية غرضها اثارة النعرات الطائفية والعنصرية، في وقت نبحث فيه عن تهدئة في البلاد وقطع الطريق أمام "الارهابيين" وغيرهم من الذين يستغلون قضية اللاجئ السوري لهز استقرار البلاد.وتشير المصادر الى ان الرئيس ميشال عون سيعمد في المرحلة القريبة الى فتح الملف لأنهائه ولكنه سيعتمد الاسلوب "التوافقي" لان أي مبادرة لن تمر في حال لم ترض الرئيس سعد الحريري المستعد للتصعيد بوجه الوزير باسيل وغيره من الاطراف التي ستقارب الملف بطريقة غير صحية وبعيدة عن السياق العام للأحداث التي تمر بها المنطقة.
وكالات