لم يكن موسم 2018-2019 من الدوري السعودي لكرة القدم عاديا، بل شهد الكثير من الإثارة والندية مع صراع شرس دار على اللقب لم يحسم إلا قبل صافرة نهاية آخر جولة بدقائق معدودة ومثلها كان الصراع على المراكز الأسيوية وتجنب الهبوط ما عكس التطور الكبير الذي أصاب الكرة السعودية حيث صنف الدوري أحد أقوى الدوريات في آسيا مع استقطاب أبرز المدربين واللاعبين الأجانب من مختلف الجنسيات. دعونا الآن في هذا التقرير نتعرف على أبرز ما حمله هذا الموسم من أمور فنية وعلى صعيد التنافس الكروي بين الفرق.
النصر حسم اللقب بفارق نقطة يتيمة
نجح النصر في تحقيق لقب الدوري السعودي بعدما حسم المعركة النارية التي دارت بينه وبين الهلال ووصل إلى 70 نقطة مقابل 69 للـ الهلال في مد وجزر شهدته معركة اللقب وتبديل في هوية المتصدر فتارة كان اللقب يميل لمصلحة النصر وتارة يذهب باتجاه الهلال لكن الكلمة الأخيرة كانت للفريق النصراوي والذي تفوق بتفاصيل صغيرة عن الهلال لكن الأهم كان خط دفاعه القوي فمع قوة هجومية كبيرة امتلكها الفريق بقيادة هداف الدوري اللاعب المغربي عبد الرزاق حمدالله، أبدى النصر أيضا شكلا دفاعيا صلبا مع عكس المتانة التكتيكية للفريق وهذا يعود للعمل المميز لمدرب النصر روي فيتوريا والذي نجح بعد استلامه تدريب الفريق في مرحلة الإياب من جعل الفريق أكثر هدوءا مع أنياب هجومية وشراسة دفاعية.
أما الهلال فهو لم يقدم موسما سيئا بالطبع رغم ضياع الدوري لكنه دفع فاتورة التغيير الذي حصل في الجهاز الفني حيث تم الإستغناء عن خدمات المدرب خيسوس وحل مكانه زوران الذي فشل في التقدم بالفريق ليترك مكانه قبل النهاية بجولات قليلة للمدرب البرازيلي بريكليس شاموسكا الذي تعثر في بعض المباريات الهامة مع غياب الشخصية القوية للفريق وهذا كان كافيا لمنح النصر الأفضلية.
صراع ثلاثي على مراكز دوري أبطال آسيا لم يقل شأنا عن صراع اللقب
احتل التعاون المركز الثالث برصيد 56 نقطة مقابل 55 نقطة للـ الأهلي و54 نقطة للـ الشباب ما عكس المعركة المحتدمة التي جرت على المركزين الثالث والرابع المؤهلين لدوري أبطال آسيا. وبقي الشباب في المركز الثالث لحتى ما قبل الجولة الأخيرة مع أداء دفاعي مميز قدمه الفريق طوال الموسم مع المدرب الروماني ماريوس سوموديكا حيث لم تهتز دفاع الفريق إلا 25 هدفا وكان الأفضل دفاعيا في الدوري لكن هذا لم يكن كافيا إذ أن الخسارة في الجولة الأخيرة أمام الهلال قتلت كل أحلام الفريق وأذهبت مجهوده طوال الموسم حيث استغل الأهلي الوضع وخطف المركز الرابع على الرغم من معاناة الفريق طوال الموسم وكثرة التغيير في الجهاز الفني للفريق لكن هذا لم يؤثر على فريق مدينة جدة إذ خطف في النهاية مركزا أسيويا. وهنا لا بد من التوقف مع الموسم المميز الذي قدمه التعاون حيث يعتبر الفريق الأكثر تطورا هذا الموسم مع عمل أكثر من رائع للمدرب بيدرو إيمانويل وأسلوب لعب هجومي أكثر من مميز والأهم الثبات في المستوى الذي عكس شخصية الفريق القوية وما تتويج التعاون بلقب الكأس هذا الموسم إلا دليل ساطع على استحقاق التعاون الحصول على المركز الثالث والتأهل بشكل مباشر لدوري أبطال آسيا الموسم المقبل.
المنطقة الدافئة في وسط الدوري امتدت على مساحة صغيرة
وإذا ما نظرنا إلى المنطقة الدافئة في وسط جدول ترتيب الدوري، نجد هناك فريقين فقط وهذا يدل على المستوى المتقارب بين كافة الفرق. الفريقين هما الفيصلي والوحدة. الفيصلي قدم موسما جيدا للغاية لكنه عانى من بعض المشاكل الدفاعية والتي منعته من التقدم أكثر في جدول الترتيب أما الوحدة فهو بدوره قدم مرحلة ذهاب جيدة للغاية وكان منافسا على المركز الرابع لكنه تراجع بشكل واضح إيابا مع عدم القدرة على الإستمرار بنفس النسق وهذا يعود لقلة خبرة لاعبي الفريق والتغيير الذي حصل أكثر من مرة في الجهاز الفني للفريق.
تسعة فرق عاشت ضغط معركة الهبوط حتى آخر الجولات
نأتي إلى صراع الهبوط، الذي شهد معركة شرسة كانت أطرافها تسعة فرق بقيت حتى الثلث الأخير من الدوري لم تضمن بقائها وعلى رأسها نادي إتحاد جدة العريق الذي وجد نفسه في موقف حرج وتذيل جدول الترتيب لعدة فترات من الموسم لكن مجيئ المدرب التشيلي سييرا قلب الموازين ونجح الإتحاد في خطف عدة انتصارات ضمن بها تجنب شبح الهبوط الكارثي على الفريق.
أول الهابطين كان نادي احد والذي حصد 21 نقطة فقط وكان أول الهابطين مع أداء لم يرق أبدا إلى المطلوب وهو كان صاحب أسوأ خطي دفاع وهجوم في الدوري حيث لم يفز الفريق إلا 5 مرات في 30 جولة وبالتالي كان الهبوط أمرا متوقعا.
أما ثاني المغادرين فكان الباطن الذي اكتفى بحصد 25 نقطة وهو حاول المنافسة حتى الرمق الأخير لكن تعرضه لست خسارات في آخر سبع جولات كان ضربة قاضية لحظوظ الفريق في البقاء ضمن دوري المحترفين. آخر بطاقات الهبوط شهدت صراعا شرسا بين أربعة فرق هي القادسية، الحزم، الفيحاء والإتفاق لكن القادسية كان الحلقة الأضعف بعدما حقق نقطة واحدة في آخر 4 جولات وهذا ما جعل رصيده يتوقف عند 28 نقطة ويودع الدوري فيما احتل الحزم المركز الثالث عشر وخاض ملحق الهبوط مع رابع الدرجة الأولى مع الخليج وحسمه لمصلحته 2-1 بصعوبة كبيرة لكنه حقق الأهم وهو البقاء لموسم جديد في دوري الأضواء.