في الملكيين الكاثوليك لمرة واحدة وأخيرة
2019-06-12 07:12:55
"" - روني الفاسليم وفادي وقبلهما كثر مع حفظ ألقابِهِم أفواج إطفاء سياسي كامل التجهيز. أفواج بخراطيم لتدوير الزوايا. إختصاصهم إقتِحام المعالم المحترقة. إنقاذ مستأجري الشقق السياسية من التفحّم الأخلاقي.السياسة اللبنانية بحاجّة ماسَّة للروم الملكيين ليس كطائفة. كَيدٍ ممدودة وقيمة رسوليّة. من دونهم تتجدّد اللهب وتحترق كاتدرائيات وفاق التكاذب. قدرة على اجتراح الوسطيَّة من جحيم التحزّب. الملكيون جندرمة أخلاقية ودوريّات تنظيف لصيت الأحزاب وأمرائِها. تحزّب الأمراء وجماهيرهم يكاد يتحوّل إلى أكياس رمل بين أبطال الطوائف اللبنانية. الكاثوليكيَّة السياسيَّة حبَل وطني بلا دنس وسط تسميات مقيتة مثل المارونية السياسية والسنية السياسية والشيعية السياسية. طائِفَة مغبونة محرومة ومظلومة من المكاسب والمناصب والكراسي. تبحث عن القواسم المشتركة للمكوّنات المتناحرة على جبنة تكاد تتعفّن من الأحقاد. طائفة لم تدخل الحرب فكوفِئت بطردها من السلم الأهلي. فيها قديسون من دون مزارات وأبطال من دون أقواس نصر وشهداء من دون رقيم. وزير دولة لشؤون هيبة الرئاسة ووزير بيئة لكنس نفايات السياسة. مجلس إقتصادي إجتماعي يكاد يشكّل حواراً وطنياً ممكناً في دولة مستحيلة. باستثناء الملكيين لم تنجح الطوائف في دفن نهمها إلى السلطة. لم تتعب من ماراتون المواقع. يعلم قادة المحاور أن الملكيين مرهم الصراع الداخلي. وضعتهم مرجعيات الطوائف في خانة معبّدي خطوط الرّجعَة. إذا تروّس خطاب التحدّي أوَّلوه. مهذِّبو المواقف، رسلُ الإجتِهاد وحُماة الإعتدال. لهم في الشرق عروقٌ ضاربة ومع الغرب عروةٌ وثقى. حصَصُهم في الحكومة ملحقة.الملكيون يلوذون بانتماءٍ وطني جميل. مُلَقّحون بالحكمة ومُقَطَّبون بصنّارات الصمت. كنيستهم متعالية وزعماؤهم بلا لوثة أحزاب. منتشرون كرائحة الياسمين في كل المناطق اللبنانية. شهداؤهم منسيون وجنودُهم مجهولون. أكَلَهُم الطائف لحمة ورماهم عَظمَة. لم يلحظهم في دستور المحاصصة وسجّلهم في إخراجات قيد الأقليّة. أعدادهم جديرة بحصّة كاملة. دولة الطوائف لا تستحسن الطائفة التي لا تقاتل. الملكيون لا يقاتلون ولا يتقاتلون. لبنانُهم جغرافيا روحيّة وتاريخ من الكتب والأيقونات. وطنٌ يحتاجون فيه دائماً إلى من يعترف بهم طائفة مؤسِّسَة. فوج إطفاء على شكل وحدات دعم وتدخّل. يافطات بأسهم تدلّ المتقاتلين على طريق الصّفح. يعود إليها المتقاتلون وقد تصالحوا. يقتلعونها من جذورها ويبنون فوق رفاتها أقواس نصرهم...على الوطن!
وكالات