بيروت - جويل رياشي
تخطى مهرجان كابريوليه للأفلام القصيرة سنته العاشرة، وها هو في نسخته الـ11 التي افتتحت على درج مار نقولا في الاشرفية، يخرج من عمر الطفولة الى مرحلة النضوج الفني بكامل ثقته من دون ان يعبر في مطبات عمر المراهقة.
المهرجان رسخ حضوره عبر السنوات ولم يعد بحاجة الى إثبات هويته المكرسة في سينما الهواء الطلق. «كابريوليه» أخرج السينما من جوها التقليدي في الصالات المبردة ليقدمها للناس حيث هم في الشارع.
شاشات عملاقة تتوزع على درج مار نقولا او «درج الفن» الذي يربط شارعي الجميزة وسرسق، وجموع من المهتمين تفترش السلالم. مع السنوات، أصبح لهذا المهرجان جمهوره: جامعيون، أكاديميون، ممثلون محترفون، فضوليون، محبو الفن السابع، سياح، أولاد، مراهقون، وبالغون من كل الاعمار... هو مهرجان للجميع، الدخول اليه مجاني والتنقل فيه او الخروج منه يتم بكل حرية. لا مكان للبهرجة والخطابات الافتتاحية الرنانة وتسويق الأشخاص. فريق العمل منتشر بين الناس، يوزع الملصقات، يستقبل ويودع ويسهر على راحة المشاهدين.
نسأل مؤسس المهرجان ابراهيم سماحة عن ثيمة هذه النسخة «Untold» أو «غير محكي» فيقول: «نحن نعيش في مجتمع يعرف كيف يحصن التابوهات. نخفي الكثير. ولكن هل فكرنا يوما ماذا خلف القصص التي لم ترو؟ مشاعر. اعتقادات. مخاوف. أحلام. وعود. أسرار. مخططات. آراء. حقائق. أناوات. اللائحة تطول ويبقى جوهر القصص غير المروية واحد: الحقيقة، او أقله انطباع عنها. كما الكذبة، القصص غير المروية تخفي الحقيقة. غالبا ما لا نخبر حقيقة ما خشية أذية الآخرين أو خوفا من أحكامهم. هكذا يخيل إلينا أننا نحمي أنفسنا».
47 فيلما قصيرا عرضت على مدى ثلاث ليال متتالية، امتدت من الدقيقتين حتى الـ 21 دقيقة، تحكي كلها قصصا غير مروية من قبل. هكذا تحول «كابريوليه» الى منصة لأشخاص أرادوا رفع الصوت أو على العكس تعزيز صمتهم.
حتى ان ملصق المهرجان وفي إطار الترحيب برواده يعترف ان «بيروت مدينة تخفي الكثير من حقيقة كيانها».
وتجدر الإشارة الى فيلم «قصف ذهبي» لباتريك الياس الذي يحكي قصة ثنائي أصر على الزواج تحت القصف وعلى هامش جنازة رجل أصيب في الاشتباكات. كل هذا لإخفاء حمل الفتاة و«ستر فعلتها». فيلم أبطاله ممثلون معروفون على الشاشة اللبنانية الصغيرة ويحكي قصة حقيقية حصلت ابان الحرب اللبنانية.