عقد النائب السابق خالد الضاهر مؤتمرا صحافيا في دارته في طرابلس، تناول فيه الأوضاع الراهنة. وقال: “الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بحق شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي او شهداء الوطن، شهداء لبنان كله، هي جريمة موصوفة لا احد يعترض عليها، وهي مدانة ومرفوضة شريعة ووطنا ومجتمعا، وهناك جريمة إرتكبت في شبعا طالت الشيخ محمد جرار هي ايضا جريمة إرهابية قام بها مجرمون قتلوا رجل خير يعطف على الفقراء والارامل والأيتام، لذلك لا بد ان نعلن ان هذه الجرائم هي جرائم ضد الحق والإنسانية”.
أضاف: “جريمة طرابلس الإرهابية التي قام بها عبد الرحمن مبسوط، كل المدينة وكل اهل السنة يرفضونها، وهم الآن غاضبون لان هناك استغلالا لهذه الجريمة للنيل من المدينة ومن اهل السنة، ولاحقا من كل لبنان. الناس في طرابلس غاضبون من الإتهامات التي تطالهم وتطال المجتمع بكامله، وتريد النيل من المجتمع لاستهداف طرابلس وقياداتها السياسية وعلمائها وشعبها، وهنا نحن لا ننكر وجود ذئب منفرد أو مجرم او قاتل في بيئتنا، ولكن عندما كانت ترتكب جرائم افظع مما إرتكب، كالكمين الذي قتل فيه اربعة عسكريين من ابناء عكار في بعلبك وجرح فيه الضابط علام دنيا، والآن هو عقيد، بثلاثين رصاصة، لم يقم أهل طرابلس ولا اهل السنة باتهام البيئة والمنطقة والطائفة، اما الحرب التي أعلنت على طرابلس بسبب جريمة ارتكبها احد ابناء هذه المدينة، فهو امر يدل على إستمرار الإستهداف الذي له تاريخ”.
وأكد أن “طرابلس ليست بحاجة إلى فحص دم، هي المدينة التي قدمت الشهداء والتضحيات قبل الإستقلال، سقط من اطفالها وابنائها العشرات تحت الدبابات الفرنسية من اجل نيل الإستقلال، هي المدينة التي شاركت وقاومت الإحتلال الإسرائيلي قبل ابناء الجنوب مع المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية الإسلامية والوطنية، هذا الإستهداف ليس مقبولا، ليست طرابلس بحاجة إلى شهادات من احد في الوطنية وهي التي تحمل المشروع الوطني وترفض الميليشيات والسلاح غير الشرعي، وتؤمن بالدولة والمؤسسات وترفض ان ينازع سلاح الدولة ومؤسساتها أي سلاح واي ميليشيا واي فئة تعمل على ضرب الإستقرار في هذا البلد”.
ولاحظ أن “هناك مناطق بكاملها خارج سيطرة الدولة، وما جرى بالأمس في بعلبك وفي الهرمل أكبر دليل، لماذا لا تشيطن إلا طرابلس ولا يشيطن إلآ الحدث البسيط في مناطق السنة؟ هذا الأمر ليس في مصلحة السنة ولا الشيعة ولا المسيحيين ولا الدروز ولا اي فئة في لبنان، الإستقرار يعم الجميع والفوضى تسيء إلى الجميع. ترى السلاح الذي صوب إلى الجيش اللبناني أليس سلاحا إرهابيا؟”
واعتبر أن “ضرب التوازن الوطني والاعتداء على مكون، وممارسة الظلم والإقصاء والإرهاب على فئة معينة هذا يضر بمصلحة الوطن كله، والتعاطي مع المعتقلين في السجون بلا رحمة وبلا إنسانية، كل هذه الأعمال رأينا صورا عنها في الفيديوات، الا تؤدي هذه الممارسات إلى “تصنيع” إرهابيين؟ ألا تعملون على تصنيع ذئاب منفردة وضرب العدالة وصورة لبنان؟ اين السجون الإصلاحية؟ واين المعالجة الفاعلة؟”.
وتوجه إلى “دار الفتوى وإلى القيادات السياسية والدينية السنية اولا ثم الوطنية لمعالجة كل الإشكاليات. من ذهب إلى سوريا وقاتل مع اي مجموعة سواء إرهابية او غير إرهابية هو إرهابي، ومن يذهب بالآلاف لقتال الشعب السوري والمشاركة في هدم بيوت الناس ومساجدهم وكنائسهم ومدارسهم هذا ينظر إليه ويتم التعاطي معه وكأنه “حمامة سلام”، إذا كان عندنا ذئب منفرد او مجرم الآخرون عندهم “قطعان” من الضباع النتنة المتوحشة التي تقتل وتهدم وتحرق. كفى إستهدافا لنا، ونحن لسنا ضعفاء ولسنا في موقع الدفاع عن النفس، نحن اول من يتصدى لأي عمل إجرامي إرهابي، واول من يدين ذلك، ولكن الآخرين يمارسون ذلك ويفاخرون بهذه الأعمال الإجرامية ويفتحون بذلك في المستقبل جروحا ومشاكل واعباء “الله يعين لبنان على تحملها”.
وقال: “طرابلس وكل الشعب في طرابلس وعكار وكل أهل السنة يشعرون اليوم بمرارة من هذا الاستهداف، لكنهم متمسكون بالحق وبالعدالة وبالتوازن. وعلى المستوى السياسي، عندما قام الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل بالتسوية السياسية مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي والكتائب وحركة امل وحزب الله وغيرهم، التسوية السياسية تقوم على إحترام الجميع وتمثيل الجميع والإلتزام بالدستور وبإتفاق الطائف وعلى العدالة والقانون وعدم المساس بالتوازنات الوطنية.
هناك إهتزاز في هذه التسوية السياسية في لبنان، وهناك اداء سياسي يخرب التسوية ويزيد منسوب التوتر الطائفي والمذهبي ويعمل على إضعاف لبنان وبنيته السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.
وسأل: “هل مشكلة لبنان اليوم في زيادة صلاحيات هذا الرئيس او ذاك الرئيس، او هذا الحزب أو ذاك، أو هذه الفئة او تلك، أو هذه الطائفة او تلك؟ أليست المشكلة في الفقر والوضع الاجتماعي والاقتصادي السيىء وعلى الجميع بعد التسوية السياسية التي قام بها الرئيس الحريري، ثم انتخاب الرئيس ميشال عون من الفريق الآخر لحماية المجتمع اللبناني؟”.
أضاف: “أنا سأتقدم بطرح. إذا كان البعض يريد زيادة صلاحيات لرئيس او لغيره، اعتقد ان هذا الأمر لا يفيد لبنان بكل مكوناته، وبالذات المسيحيين، وسأطرح رأيي وأتوجه إلى الوزير جبران باسيل بشكل مباشر. يا معالي الوزير، إذا كنت ترى أن صلاحيات رئيس الجمهورية منقوصة وضعيفة، وإذا كانت صلاحيات رئاسة الحكومة كبيرة وكثيرة ومهمة، فأنا أتمنى ان نقدم لك رئاسة الحكومة بصلاحياتها وبدورها وبالسلطة التنفيذية، خذها، إذا كان هذا يريح المسيحيين. واقول هذا الكلام ليس من باب الزكزكة. نحن قلنا منذ البداية إننا حرصاء على أن نريح المسيحيين وان يشعروا بالاطمئنان وبالثقة بالدولة وبالبلد، وانهم مواطنون لهم وضعيتهم، والآن الطروحات أساءت الى الجميع، والرئيس الحريري مستاء وإن كان لا يتكلم، وهو حريص على التسوية، ولكن إذا كان البعض لا يريد التسوية، فأنا اقترح ان نقدم رئاسة الحكومة وصلاحياتها لك (الوزير باسيل) إذا كان هذا يريح المسيحيين. وفي المقابل، لنتبادل ويأخذ السنة رئاسة الجمهورية بالصلاحيات المنقوصة والقليلة، وان كنا نعتبر ان رئاسة الجمهورية هي حامية الدستور وهي التي ترعى لبنان وتحفظه”.
وتساءل: “هل تريدون ان تعود الأمور إلى الصراع السياسي والاتهامات المتبادلة؟ هناك عملاء كانوا في صفوف التيار الوطني الحر، لم نتهم كل البيئة وكل الناس، هنالك مجرمون من كل الفئات، وعلى الوزير جبران باسيل أيضا أن يقدم رسالة إلى طرابلس لأن هناك السيد عبد السلام ضناوي الذي كان قنصل لبنان في كوراساو، ووالده كان قنصلا قبله. فلماذا يتم شطب إسم عبد السلام ضناوي والإتيان بأحد ابناء البترون؟ أليس هذا رسالة سيئة وتضر بالتيار الوطني الحر وبصورته؟ وما قيمة هذا الأمر؟ هل هذا ينصف المسيحيين؟ هل هذا يمنع هجرة الشباب ويؤمن فرص العمل؟ هل يخدم العيش المشترك؟ إذا الرسالة واضحة وعلى العبث السياسي أن يتوقف”.
وتوجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “الذي انتخبناه ليكون لكل اللبنانيين، ومسؤوليته الآن كبيرة، أن يضرب بيده على الطاولة لردع العابثين بالمصلحة الوطنية ووقف من يريد زرع الخلل والإضطراب في الساحة السياسية، لبنان يجب ان يستقر وينهض، الآن الموازنة تترنح، وهناك مزايدات ومحاولات هيمنة على بعض الأجهزة وإستهداف اللواء عماد عثمان، اللبنانيون رأوا وكأن هناك مؤسسة بسمنة كمؤسسة الجيش التي يجب ان نحتضنها جميعا، بأبنائها وشهدائها، وهم ابناؤنا، نحن اهل عكار واهل طرابلس واهل الشمال، ومؤسسة أخرى هي قوى الأمن ومديرها العام، يتم محاولة ضرب معنوياتها والإساءة إلى كرامتها، هذا لا نقبل به، وعلى الجميع ان يتوقف عن هذا العبث السياسي المسيء والمدمر”.
واعتبر ان “الاستياء ليس عندنا فقط بل عند عدد كبير من المسيحيين يعتبرون أن ما يجري الآن يضر بمصلحة لبنان وبالمسيحيين وبالمسلمين، لذلك، نصيحة لوجه الله، يجب ان يتوقف العبث ويعود الرئيس الحريري إلى ممارسة دوره من دون الإساءة الى صلاحياته وموقعه والى اللبنانيين جميعا، وأعتقد ان الأمر لم يعد يحتمل. واتوجه إلى دار الفتوى وإلى القيادات السياسية لمعالجة مشاكل الشباب المنحرف بمعالجة فكرية واجتماعية من خلال تأمين فرص العمل وإصلاح السجون التي لا تدل على لبنان الحضاري وحقوق الإنسان، بشهادة المنظمات العالمية التي وجهت رسائل إلى فخامة الرئيس وإلى الحكومة اللبنانية بهذا الشأن، والخطر الأكبر ليس من ذئب منفرد منبوذ من كل اهل طرابلس وكل المسلمين واللبنانيين، بل من قطعان الضباع التي تذهب إلى خارج لبنان، خلافا للدستور والقانون والاعتداء على شعب والقيام بأمور لا تخدم لبنان”.
وختم الضاهر: “أتوجه إلى كل القيادات الوطنية المسلمة والمسيحية لتوحيد الصفوف واستنقاذ الاستقلال اللبناني وجعل المؤسسات وحدها تعمل لمصلحة البلد وليس لمصلحة ميليشيات وقوى امر واقع غير شرعية، وعلى الوطنيين السياديين ان يجتمعوا لحماية لبنان، وفي السياسة هناك حرص وتنازلات من اجل الأمن والاقتصاد، ولكن ايضا في السياسة يجب ان يكون هناك تصد لمن يريد الهيمنة على لبنان والسيطرة عليه. وقد استفزني موضوع إطلاق المهندس نزار زكا، ونقول له الحمد لله على السلامة، ولكن لا احد “يربحنا منية”. فالرجل مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات وهو في سجون إيران، بعدما لبى دعوة رسمية من رئيس الدولة، واعتقلوه، وما عليه شيء، وإذا كانت الدولة الإيرانية تحترم لبنان كان يجب ان تطلقه من قبل وعن طريق الحكومة اللبنانية، وليس كما يجري الآن عن طريق “حزب الله” ومن اجل السيد نصرالله، وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة، ويا ليتهم قاموا بمكارمة السيد نصرالله وحزبه قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، بدل أن يسجن طيلة هذه الفترة ظلما وبناء على دعوة غدر وخيانة. وأتوجه إلى اللبنانيين بأن يكونوا يدا واحدة مع الدولة والدستور والقانون ورفض السلاح غير الشرعي والميليشيات وكل الإرهابيين، إن كانوا مسلمين سنة او شيعة او دروزا او علويين، او كانوا مسيحيين او عملاء لإسرائيل من كل الطوائف والفئات”.