وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي بسبب ملفات عدة، أبرزها خطط أنقرة لشراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية “إس-400”.
وتهدد المواجهة بفرض عقوبات أميركية من شأنها أن تضر الاقتصاد التركي المصاب بالركود بالفعل وتثير تساؤلات حول دور تركيا في حلف الناتو.
وتمت الموافقة على القرار في مجلس النواب، الاثنين. وطرح القرار في مايو تحت عنوان “إبداء القلق بشأن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا”، وفق “رويترز”.
ويحث القرار تركيا على إلغاء شراء أنظمة “إس-400 “، ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إذا قبلت تسلمها، وهو الأمر الذي قد يحدث قريبا في يوليو المقبل.
وقال القرار البرلماني الأميركي إن الصفقة ستقوض التحالف الدفاعي عبر الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.
“مزاعم جائرة”
وردا على ذلك، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن سياستها الخارجية ونظامها القضائي يتعرضان للإساءة من خلال مزاعم “جائرة” و “لا أساس لها” في القرار.
وأضافت “من غير المقبول اتخاذ قرارات لا تؤدي إلى زيادة الثقة المتبادلة ومواصلة الإبقاء على لغة التهديدات والعقوبات على جدول الأعمال وتحديد مهل مصطنعة مختلفة”.
وتواجه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لحظة دقيقة في علاقاتها مع الغرب وروسيا التي تربطها بها علاقات وثيقة في مجال الطاقة، وتتعاون معها أيضا فيما يخص الأزمة في سوريا المجاورة.
وتضغط الولايات المتحدة أيضا على تركيا ودول أخرى لعزل إيران، بما في ذلك تعطيل صادرات النفط.
وقال مسؤولون أميركيون، الاثنين إن تدريب الطيارين الأتراك على طائرات مقاتلة من طراز “إف-35 ” توقف بشكل أسرع من المتوقع في قاعدة جوية في ولاية أريزونا، حيث انتهت مشاركة أنقرة بسبب الخلاف الدائر حول أنظمة الدفاع الروسية.
وتؤكد الولايات المتحدة أن حصول تركيا على أنظمة إس-400 يشكل تهديدا لطائرات الشبح المقاتلة إف-35 التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، وتخطط تركيا أيضا لشرائها.
“خياران لا ثالث لهما”
وذكر إليوت إنغل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي “نادرا ما نرى هذا الأمر في الشؤون الخارجية، لكن هذه قضية أسود وأبيض. لا يوجد حل وسط. إما أن يلغي السيد أردوغان الصفقة الروسية، أو لا يفعل”.
وأضاف “لا يوجد مستقبل لأن تمتلك تركيا أسلحة روسية وطائرات إف-35 الأميركية. لا يوجد خيار ثالث”.
وبصرف النظر عن التحذيرات الأميركية، يبدو أن تركيا تمضي قدما في شراء أنظمة إس-400. وقال أردوغان الأسبوع الماضي إنه “غير وارد” بالنسبة لتركيا التراجع عن اتفاقها مع موسكو.