الإغماء هو حالة من فقدان الوعي لفترة موقّتة ومحدودة . غالبًا ما يكون حميدًا ويُعزى إلى نقص إنسياب الدّم إلى الدّماغ لفترة 3-5 ثوانٍ ، ما يؤدّي إلى فقدان السيطرة على وضعيّة الوقوف لفترة تتراوح بين بضع ثوانٍ ودقيقة واحدة.
وتُعرَّف أسباب الإغماء في 20% من الحالات على أنّها وعائيّة مُبهميّة vasovagal ، وتعود إلى نقص ضغط الدّم الانتصابيّ orthostatic hypotension في 10% من الحالات ، وإلى مشاكل متعلّقة بالقلب والأوعية الدّمويّة (إضطراب نبض القلب arrhythmias في 15% من الحالات ومشاكل متّصلة بالصّمّام في 5% من الحالات) . وهناك مسبّبات عصبيّة في 10% من الحالات ، وباقي الأسباب تنطوي على الإصابة بالجلطة (الدّورة الدّمويّة القاعِدِيّة basilar أو الخلفيّة posterior) أو تكون غير معروفة.
وتعود غالبيّة حالات الوفاة إلى مشاكل متعلّقة بالقلب ، والذين يعانون من أسباب وعائيّة مُبهميّة (السّعال، أو الاضطرابات التي تلي التبوّل أو تلك المتعلّقة بالبلع) لا يواجهون خطر الموت بشكلٍ متزايد . أما المريض الذي يتغيّر ضغط دمه كما في حالة نقص ضغط الدّم الانتصابيّ OH، فيجب أن يشرب في الصّباح 500 مل من الماء وأن يتعلّم كيفيّة النهوض والنّوم في وضعٍ مستقيم . وعلى جميع المرضى أن يقدّموا للطبيب تاريخهم الطبّيّ ، وأن يخضعوا لاختبارٍ جسديّ ، كما عليهم إجراء تخطيط لكهربائيّة القلب EKG مع إحتمال إجراء فحوصات إضافيّة للتحقّق من حالتهم، على غرار استخدام جهاز هولتر holter أو إجراء الدّراسات الفيزيولوجيّة الكهربائيّة.
وفي هذا الإطار، يُنصَح المريض بتجنّب الحواف ، والقيادة أو التواجد في أماكن يكون فيها حواف حادّة . كما أنّ المريض الذي تظهر عليه علامات مُنذرة مثل ضيق النّفس ، وازدواج الرّؤية ، وعُسر التلفُّظ ، والصّداع ، وآلام الظهر أو آلام الصدر ، يجب أن يخضع لتحليلٍ طبّيٍّ أوسع من أجل استبعاد توافر الأسباب التي تهدّد حياته.