الجيش في مواجهة "ذئب" آخر!
2019-06-11 08:19:19
ذكرت صحيفة "الجمهورية" أنه لم يكن أمراً عادياً ان يرفع العماد جوزف عون الصوت عالياً، وان يحذّر من خطورة استباحة موازنة الجيش، التي يكاد يؤخذ بآراء الجميع فيها، إلّا الجيش نفسه. ويبين التدقيق في الأرقام انّ نسبة الحسومات في مجالات الإنشاءات والتغذية والصيانة والتجهيزات بلغت وحدها نحو 103 مليارات ليرة.
والمفارقة، أنّ وصفة الـ"دايت" التي يُراد للجيش ان يطبّقها تترافق مع استمرار تهديد الإرهاب التكفيري بأشكاله المختلفة التي كان عبد الرحمن مبسوط أحدها.
ولكن الجيش المنزعج من محاولات التضييق المالي عليه، يحاذر في الوقت نفسه من الإنزلاق الى ردود فعل تتخطّى الهامش الممنوح له أو تعلو فوق سقف القوانين المرعية الإجراء. ولئن كان بعض المتحمسين للمؤسسة العسكرية والغاضبين مما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والمالية والسياسية والبيئية في لبنان، يتمنون همساً أو جهاراً، لو انّ الجيش ينتزع المبادرة من الطبقة السياسية وينفذ انقلاباً عسكرياً عليها، إلاّ انّ القيادة في اليرزة تعلم استحالة هذا الخيار الذي ليس له أي حيّز في حساباتها، مع تفهمها لمشاعر "المنفعلين".
ويؤكّد مصدر عسكري، انّ كل كلام عن إنقلاب او ما شابه، ليس سوى طرح عاطفي وانفعالي، يفتقر الى الواقعية ولا مكان له في الإعراب. لافتاً الى أنّ الجيش يدرك جيداً طبيعة التوازنات اللبنانية ودقتها، ومشيراً الى انّ تحريضه على الإمساك بالسلطة تحت شعار "الأمر لي" لا يدغدغ عواطفه، بل هو يؤذي الجيش في معرض مدحه.
ويشدّد المصدر على "انّ الجيش حريص على احترام الديموقراطية والحرّيات في لبنان وحمايتهما، وهو حتى في سعيه الى وقف الظلامة المالية والمعنوية في حقه يتحرّك ضمن الأُطر الدستورية والقانونية ويتجنّب القفز فوق الاصول، مع أنه يشعر بالمرارة جرّاء محاولة استهدافه".
وإزاء هذا الترسيم الدقيق لحدود تحرّك الجيش في مواجهة "ذئب" من نوع مختلف، يبدو انّ الضباط والعسكريين المتقاعدين أخذوا على عاتقهم المهمة، وهم أرسلوا من الإشارات ما يفيد أنّهم مستعدون لتنفيذ "ميني انقلاب"، ما لم تتراجع السلطة السياسية عن استهداف حقوقهم المكتسبة.
وكالات