52 عاما على التنحي.. كيف عاد عبد الناصر إلى السلطة؟
2019-06-09 15:15:14
مساء 9 حزيران 1967، تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة مصر متحملا مسؤولية الهزيمة في حرب 5 حزيران 1967، إلا أنه تراجع عنها في اليوم التالي بعد خروج ملايين الناس للتظاهر رفضا لتنحيه. ولم يقتصر الرفض الشعبي لتنحيه على مصر وحدها، بل عم السودان ولبنان والعراق وليبيا وتونس والجزائر وسوريا والأردن، حتى الجاليات العربية في المهجر تظاهرت رفضا لقرار استقالة عبد الناصر.
وقال عبد الناصر في خطاب تنحيه الذي أذيع على كافة وسائل الإعلام: "هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسؤولية تبعات هذه النكسة؟ وأقول لكم بصدق - وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفي في الأزمة - فإنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه: لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر".
والمفارقة أن الشعب المصري الذي خرج مطالبا عبد الناصر بالبقاء بعد الهزيمة، هو نفس الشعب المصري الذي خرج في مظاهرات ضخمة ضد عبد الناصر في شباط وتشرين الثاني 1968 مطالبا إياه بمحاسبة المسؤولين عن الهزيمة، وبالديمقراطية.
بعد 52 سنة على تنحي عبد الناصر في مثل هذا اليوم من عام 1967، يعتبر محللون أن الشعب المصري رفض في 9 و10 حزيران 1967 استقالة جمال عبد الناصر حتى لا تتحول الهزيمة العسكرية التي ألحقتها إسرائيل بالجيوش العربية قاطبة وعلى رأسها الجيش المصري، إلى هزيمة سياسية شاملة تسلب الوعي القومي وتقود إلى استسلام للجبروت الإسرائيلي.
بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية عام 1970 ، تعرض عبد الناصر (15 كانون الثاني 1918 - 28 أيلول 1970) لنوبة قلبية وتوفي وشيع جنازته في القاهرة خمسة ملايين شخص. ويعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان.
لكن المؤرخين يعتبرون ناصر واحدا من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث في الشرق الأوسط في القرن العشرين.
وكالات