الاحداث الكبرى التي حصلت من البحر الأبيض المتوسط الى ممر الخليج الى مضيق هرمز ومدخل المحيط الهادي عبر حشد الولايات المتحدة اكبر قوة عسكرية نارية من 170 مدمرة وبارجة وحاملات طائرات وغواصات إضافة الى حشد حوالى 400 طائرة من طراز اف 15 واف 16 مع سرب من الطائرات الاستراتيجية الضخمة بـ 52، وإعلان ايران المقاومة وجهوزيتها للقتال.
ثم استتبع ذلك خطاب لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله معلنا انه اذا جرت الحرب ضد ايران فستشتعل المنطقة كلها، دون ان يحدد السيد نصرالله كيفية اشتعال المنطقة، لكن المراقبين اعتبروا ان الحشد الشعبي العراقي الشيعي سيقوم في الهجوم على القواعد العسكرية الجوية الثلاث الاميركية في العراق حيث يوجد 14 الف جندي أميركي، وطبعا الامر ليس سهلا لأن الطائرات الاميركية ستقصف بعنف، انما الحشد الشعبي الشيعي المؤلف من 180 الف عنصر وقائد بينهم ينتشرون في بغداد وحولها باتجاه القواعد العسكرية الأميركية، ليس امرا سهلا على الطيران الأميركي ان يضرب العراق اذا لم يجلب الجيش الأميركي كما حصل في عدوان 2003 ضد العراق من قبل اميركا وبريطانيا حوالى نصف مليون جندي، لكن على الأقل يحتاج الى 100 الف جندي في العراق للسيطرة على العراق.
اما في سوريا، فالمراقبون لا يعتقدون ان الرئيس بشار الأسد الذي لديه جبهات عسكرية واحتلال تركي لاراضي سورية، سيكون مندفعا باتجاه حرب نحو إسرائيل او نحو اميركا، لكن القوة الضاربة هي حزب الله الذي يملك 150 الف صاروخ وقادر على ضرب إسرائيل مع العلم ان إسرائيل تملك قوة جوية كبيرة قادرة على تدمير كل البنية التحتية في لبنان، لكن إسرائيل ستصاب أيضا بتدمير البنية التحتية وتدمير تل ابيب ومطار بن غوريون بالصواريخ الدقيقة الإصابة التي يملكها حزب الله.
وهنالك تهديد من العراق بقصف صواريخ كونه على حدود السعودية والكويت من قبل الحشد الشعبي الشيعي على السعودية وعلى الكويت مما يعني ان ايران ستقصف دول الخليج والحشد الشعبي الشيعي سيقصف دول الخليج العربية أيضا.
في اطار هذا الجو الاستثنائي ضاع السياسيون اللبنانيون عندنا في تصور الوضع الخطير القائم في المنطقة، وانصرفوا الى خلافاتهم السياسية المملّة والتي بدأت منذ عام 1975 وخاصة السنّة مدعومين من الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات بالمشاركة في الحكم وتم التصويب على المارونية السياسية، الى سنة 1989 حيث تم ابدال الميثاق الوطني الذي قام على رئاسة الجمهورية للموارنة وإعطاء الرئيس صلاحيات هامة، وان يكون رئيس الحكومة السنّي أي كما فعل الرئيس الراحل بشارة الخوري والرئيس الراحل رياض الصلح، فاذا بنا نعود الى القول ان السنيّة الإسلامية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية، ونسبوا القول الى الوزير جبران باسيل الذي نفى هذا الكلام كليا وانه بعيد كل البعد عن الصراع المذهبي والطائفي، لكن النائب نهاد المشنوق اعلن في بيان عنيف انه اذا استمر التطاول على رئاسة الحكومة فلا بد من إعادة النظر في التسوية الرئاسية، ويسأل اللبنانيون ما هي التسوية الرئاسية، فالتسوية الرئاسية، ليس فيها اسرار غامضة، وهي انه بعد ترشيح الرئيس الحريري للوزير فرنجيه لرئاسة الجمهورية وتعذر ذلك بسبب موقف حزب الله وموقف القوات اللبنانية، اجتمع الرئيس الحريري مع الرئيس ميشال عون، وتمت التسوية الرئاسية بأن يكون الرئيس عون رئيسا للجمهورية وان يكون رئيس مجلس الوزراء الرئيس الحريري ولم يأخذ احد من صلاحيات رئيس الحكومة بل جرت تصريحات تتعلق بدور رئيس مجلس الوزراء وصدرت أصوات سنية تقول بانه لا يجوز التطاول على موقع رئاسة الحكومة حتى وصل الامر الى توجيه الأسئلة الى الحريري اين انت يا حضرة الرئيس الحريري في موقع رئاسة مجلس الوزراء ولماذا لا تمارس كل صلاحياتك وتترك الوزير باسيل او قوى أخرى تتطاول عليك.
التصعيد الذي حصل بدأ عندما تم تكليف الرئيس الحريري تمثيل لبنان في مؤتمر مكة المكرمة حيث صدر عن القمة العربية ادانة لإيران بكل اشكالها، فرد امين عام حزب الله بأن موقف رئيس الحكومة الذي وافق على ادانة ايران هو مرفوض ومدان، لان البيان الوزاري يقول بالنأي بالنفس عن ادانة أي دولة بل ان على لبنان التصويت بورقة بيضاء كي لا يدين أي دولة على مستوى الدولة اللبنانية والسلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية.
وأوضح السيد حسن نصرالله قائلا يمكنني انا كأمين عام لحزب الله ان اتخذ موقفاً ادين فيه جهة معينة، لكن الحكومة لا تستطيع والدولة الا الالتزام بالبيان الوزاري الذي حدد النأي بالنفس، لكن حزب الله ما لبث ان استوعب الأمور، بعد التوضيح الذي تفاهم فيه رئيس الجمهورية مع حزب الله وهو ان ادانة ايران في مؤتمر قمة عربية لا يمكن للبنان ان يخرج عن هذا الاجماع، وان الرئيس عون كان متفاهما مع الحريري ان ادانة ايران يوافق عليها اما اذا قامت القمة العربية بادانة حزب الله فعندها يمتنع عن التصويت الرئيس الحريري. وقد عادت العلاقات مقبولة بين تيار المستقبل ورئيسه الرئيس الحريري وبين حزب الله.
لكن أي جهة سياسية لبنانية لم تستطع التعليق على كلام السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله وقائد المقاومة، حول انذاره باشعال المنطقة كلها اذا تمت مهاجمة ايران، لان ذلك يعني ان حزب الله هو حزب وخاصة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله، ان قال تهديدا نفذه، وان قال كلاما التزم به، وهذا يعني حرب بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، إضافة الى احتمالات أخرى ذلك ان صواريخ حزب الله قادرة على الوصول الى مدينة تابوك في السعودية التي تبعد عن لبنان 570 كلم، ولدى حزب الله صواريخ تصل الى مدى 800 كلم وربما 1000 كلم، انما المؤكد هو 800 كلم في شكل اكيد.
السياسيون اللبنانيون التهوا بالأمور السطحية
هذان الجوان من التصويت في مؤتمر القمة العربية في مكة المكرمة، إضافة الى محاصرة ايران عسكريا من كل الجهات ومنعها من تصدير نفطها، واستطرادا اعلان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انه اذا تم الهجوم على ايران فستشتعل المنطقة كلها، ارخى بظلال ثقيلة على السياسيين اللبنانيين، فالتهوا بالامور السطحية ما بين صراع مذهبي وما بين حرب قواتية مع التيار الوطني الحر، كانت شرارته الاعتراض على إعطاء 40 مليار ليرة لوزير المهجرين العوني غسان عطالله، وقام جمهور القوات وجمهور التيار الوطني الحر بصراع عنيف على خطوط التواصل الاجتماعي ووصل الامر الى اشتراك نواب ووزراء في هذه الحملة، ثم انتقل الى صراع بين التيار الوطني الحر والرئيس سعد الحريري واعتبار نواب من تيار المستقبل مثل النائب المشنوق وسمير الجسر والرئيس فؤاد السنيورة ان الوزير جبران باسيل يحاول اخذ صلاحيات من صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء، وان خطاباته كلها تدل على انه الوزير الملك في الحكومة وهو الذي يقرر والدليل انه أخر الموازنة أسبوعين لطرح نقاط أرادها الوزير باسيل ان تخفف من عجز الموازنة اكثر مما حصل مع الرئيس الحريري الذي كان يطلب في الجلسات الإسراع وطلب من باسيل الكف عن تخفيض العجز لان العجز وصل الى حده الأدنى وهو 7.52 ، لكن النقاش في الموازنة سيبدأ غداً في لجنة المال والموازنة النيابية وسط اجماع نيابي من الكتل بإلغاء تخفيض رواتب العسكريين والمتقاعدين والحسومات على الطبابة بعد أحداث طرابلس والعمل الارهابي وسقوط شهداء للجيش وقوى الأمن.
الرئيس سعد الحريري يعود اليوم
اليوم يعود الرئيس سعد الحريري من السعودية مساء، ومن المنتظر ان يجتمع الاثنين او الثلثاء مع الرئيس عون ويبدو ان التحضير جار لاجتماع الرؤساء الثلاثة، الرؤساء عون وبري والحريري، خصوصا ان توترا كبيرا نتج عن استشهاد العسكريين وخاصة النقيب الشهيد حسن فرحات، الذي اعلن والده العميد علي فرحات في حضور مشايخ شيعة ومشايخ من حزب الله انه لن يقبل بان يستشهد نجله مرتين، وأضاف انا راض، وانا مسلم بإرادة الله، لكن ستكون كرة ثلج ضخمة ولن تتوقف مني ومن أهالي شهداء الجيش، ولم يوضح شيئا عن كرة الثلج، لكن العميد علي فرحات المتقاعد والمفجوع بنجله الشهيد حسن فرحات، اعتبر انه ما لم يجر تحقيق كامل في شأن الإرهابي عبد الرحمن مبسوط ورفاقه واعتقال رفاقه وجلبهم الى المحاكمة، فان عملا انتقاميا سيحصل حتما لان تصريح وزيرة الداخلية ريا الحسن قالت ان الحادث فردي، مع العلم انه بعض الضغط قامت مديرية المخابرات من خلال داتا الاتصالات الخليوية واطلعت على اتصالات الإرهابي القاتل عبد الرحمن مبسوط وكان على تواصل مع مجموعة من رفاقه فقامت مديرية المخابرات باعتقال 6 ينتمون الى الفكر الداعشي في احياء طرابلس الداخلية، لكن العميد علي فرحات والد الشهيد حسن فرحات يريد تحقيق كامل في هذا الموضوع وعدم طمسه بالقول كما قالت الوزيرة ريا الحسن وكما قال اللواء عثمان اذ قالت انه حادث فردي وقال اللواء عماد عثمان ان القاتل الإرهابي كان يعيش ازمة كبيرة وليس متوازنا، لكن هذا الامر لن يمر عند العميد المتقاعد علي فرحات. ولربما اول تلبية لطلب العميد علي فرحات هو دخول المخابرات الى الاحياء الداخلية في طرابلس واعتقال الستة افراد الذين كانوا على تواصل مع الإرهابي عبد الرحمن مبسوط.