تأهلت هولندا إلى الدور النهائي من دوري الأمم الأوروبية بعدما تخطت إنكلترا 3-1 عقب اللجوء لأشواط إضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 في المباراة النصف النهائية التي جرت على ملعب أفونسو هينريك في مدينة غيماريش البرتغالية.
المدير الفني لهولندا رونالد كومان لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ممفيس ديباي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لإنكلترا غاريث ساوثغايت بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي سانشو، ستيرلينغ وراشفورد في خط الهجوم.
الشوط الأول:
هولندا بدأت المباراة بنفس هجومي حيث أمسكت بزمام الأمور في خط وسط الملعب، فيما كانت إنكلترا ملتزمة بالشق الدفاعي،مع تنظيم عالي وترابط تكتيكي جيد بين الخطوط الثلاثة ما جعل الإستحواذ الهولندي على الكرة من دون خطورة على المرمى الإنكليزي رغم بعض الكرات العرضية الخطرة والتحركات في العمق للنشط ممفيس ديباي.
هولندا اعتمدت على الضغط العالي في منطقة إنكلترا من أجل افتكاك الكرة بشكل سريع والعودة للصورة الهجومية بينما سعى الإنكليز لاستغلال سرعة الثلاثي الهجومي في اللعب خلف الدفاع الهولندي، لينجح الإنكليز من خطأ دفاعي هولندي في الحصول على ركلة جزاء ترجمها ماركوس راشفورد بنجاح.
بعدها سعى الهولنديون للتحرك هجوميا أكثر، خاصة خماسي خط الوسط لدعم ديباي لكن الفريق الإنكليزي استمر في انضباطه التكتيكي الجيد حيث تعامل كما يجب مع كافة الكرات الهولندية وسط تفاهم واضح بين رباعي خط الدفاع وثلاثي خط الوسط ما جعل الأمور تنتهي في شوطها الأول بتقدم إنكلترا 1-0.
الشوط الثاني:
بين الشوطين، دفع مدرب إنكلترا ساوثغايت بهاري كاين مكان مكان ماركوس راشفورد المصاب، ليبدأ الإنكليز الشوط الثاني بطريقة مميزة للغاية حيث أمسكوا بالكرة وضغطوا في خط وسط الملعب مع تحرك من ستيرلينغ في الجهة اليسرى وعكس كرات عرضية خطرة، وسط تراجع هولندي تام وضياع في أول عشر دقائق من هذا الشوط قبل ان يستوعب الهولنديون الفورة الإنكليزية، ويعودوا للضغط العالي وأخذ المبادرة الهجومية من جديد لكن الهجوم الهولندي استمر من دون فعالية مع غياب القدرة على فك شيفرة الدفاعات الانكليزية، ليقوم ساوثغايت بتبديله الثاني، مع دخول لينغارد مكان سانشو في الجهة اليسرى، لكن هولندا تابعت ضغطها الهجومي مع اعتماد التسديد عن بعد وعكس الكرات العرضية بجانب البقاء على الضغط العالي في ملعب إنكلترا.
وإجرى مدرب هولندا كومان تبديلين حيث ادخل بروميس مكان بابل في الجهة اليسرى وفان دي بيك مكان دي رون في خط الوسط ولتتحول الخطة إلى 4-1-4-1 لينجح دي ليخت بعدها عند الدقيقة 73 من متابعة ركلة ركنية برأسه إلى داخل الشباك ويعدل النتيجة 1-1.
الهدوء بعدها سيطر على اللقاء مع لعب محصور بين الفريقين في وسط الملعب ودخول هندرسون في خط وسط إنكلترا مكان ديلف ليحاول الإنكليز التركيز في العمق، ونجحوا بتسجيل هدف ألغته تقنية الفيديو بداعي التسلل.
الدقائق الأخيرة من المباراة شهدت ضغطا إنكليزيا كبيرا مع تراجع هولندي للخلف لكن المباراة لم تشهد أي تغيير لتنتهي بالتعادل 1-1 ويلجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية.
الأشواط الإضافية:
بعكس نهاية الشوط الثاني، تراجع الإنكليز للخلف مع تمركز في وسط الملعب ما سمح للهولنديين بأخذ زمام المبادرة من جديد والبقاء في ملعب إنكلترا واعتماد الضغط العالي، ما أجبر الدفاع الإنكليزي على ارتكاب خطأ كبير سجل من خلاله والكر بالخطا في مرماه عند الدقيقة 97 لتتقدم هولندا 2-1، ليبدأ الإنكليز محاولة العودة من جديد لكن الفريق الهولندي أظهر التزاما دفاعيا كبيرا رغم دخول ديلي آلي مكان ديكلان رايس ليتحول الفريق فعليا إلى 4-2-4 لكن الإنكليز افتقدوا للحلول الهجومية أمام الإلتزام الدفاعي الهولندي، وإغلاق منطقته كما يجب ثم الصعود بالهجمات المرتدة مع بعض المساحات التي بدأت تظهر في الدفاع الإنكليزي، واستمرار الاخطاء الدفاعية الكارثية التي سجل منها بروميس عند الدقيقة 114 هدف تأكيد الفوز لهولندا وتنتهي المباراة بعدها لمصلحتهم 3-1.
ملاحظات عامة:
عانى الإنكليز كثيرا في الأشواط الإضافية من قلة التركيز الدفاعي، حيث اركتب خط دفاعهم خطأين ساذجين كلفهما خسارة اللقاء لكن هذا يعود للضغط العالي المميز الذي مارسه الهولنديون في هذه الأوقات الحاسمة مع عكس معدل لياقتهم البدنية العالية وهذا الأسلوب كان كافيا من أجل حسم الأمور وتسجيل هدفين وضعا هولندا في النهائي.
مرة أخرى، تدخلت تقنية حكم الفيديو حيث كانت حاسمة في مسار المباراة إذ ألغت هدفا لإنكلترا قبل خمس دقائق من النهاية كان كفيلا بحسم المواجهة لمصلحة إنكلترا لكن تقنية الفيديو أنقذت الهولنديين من هذا الهدف، وسمح لهم فيما بعد لخوض الأشواط الإضافية وحسم الأمور لمصلحتهم.
كانت المباراة ممتعة للغاية حيث لم يلجأ أي فريق لقتل إيقاع المباراة مع لعب هجومي وفرص ضائعة من قبل الفريقين ما أمتع المشاهدين على مدى 120 دقيقة بكرة قدم من مستوى هجومي وفني عالي، كما حاول كل مدرب فرض أسلوبه التكتيكي وبدل من الرسم التكتيكي عندما دعت الحاجة، وهذا إن دل على شيئ فيدل على العمل الجيد الذي يقوم به كلاهما من منتخب بلادهما.