لا يزال لبنان «تحت تأثير» العملية الإرهابية التي نفّذها عبدالرحمن مبسوط في طرابلس وذَهَبَ ضحيّتها 4 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، والتي عاد معها الوضع الأمني إلى دائرة الضوء في لحظةٍ سياسيةٍ بالغة الحساسية ومن منطقةٍ (عاصمة الشمال) غالباً ما شكّلت «ملعباً خلفياً» وصندوقَ «بريد بالنار» لرسائل من الداخل والخارج.
وتوزَّع الاهتمام في بيروت أمس على خطيْن:
● الأوّل متابعة التحقيقات في «عملية المبسوط» التي انتهتْ بمقتله، وما إذا كان بالفعل «ذئباً منفرداً» أم من ضمن «خلية نائمة»، علماً أن التباساتٍ عدة خلّفتْها تقارير متضاربة حول حقيقة قتال إرهابي طرابلس في صفوف «داعش» في الرقة (العام 2015 – 2016) بعدما كان دَخَلَ إدلب وتواصَل من هناك مع «داعش»، وذلك قبل العودة إلى لبنان حيث حُكم عليه بالسجن سنة ونصف السنة بجرم الانتماء إلى تنظيمات إرهابية ليخرج في 2017.
وفيما حرصتْ وزيرة الداخلية ريا الحسن والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على تأكيد أن العملية الإرهابية فردية، ثم وضْع الاجتماع الأمني الموسع الذي ترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون الاعتداء في سياق «خلفيات ثأرية من الجيش والقوى الأمنية» بحسب «المعلومات التي توافرتْ لدى الجيش وقوى الأمن الداخلي والتحقيقات الأولية»، فإنّ هذا التطوّر البالغ الأهمية الذي فَرَضَ أسئلة كبرى حول خلفيّاته وخفاياه و«سلّة الأهداف» التي يُخْفيها وسط خشية من أن يكون مقدّمة لمسارٍ جديد دخلتْه البلاد.