بعدما ألمحت بكين إلى احتمال وقف صادراتها من المعادن النادرة كرد على الرسوم الأميركية، قالت واشنطن إنها ستتخذ إجراءات غير مسبوقة لضمان إمدادات هذه المعادن الهامة لقطاع التكنولوجيا.
وأصدرت وزارة التجارة الأميركية الثلاثاء تقريرا، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد طلبه في ديسمبر 2017 للنظر في مسألة وصول الولايات المتحدة إلى ما يسمى “بالأرض النادرة”.
ويحض التقرير على اتخاذ إجراءات لتحسين الإمدادات “من خلال الاستثمار والتجارة مع حلفاء واشنطن”، مع تحسينات تسمح بالتنقيب داخل الولايات المتحدة، كما أشار إلى خطة لتطوير جمع البيانات لتعزيز عمليات التنقيب المحلية عن المعادن.
وقال وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، الثلاثاء، إن “هذه المعادن المهمة كثيرا ما يتم إغفالها، لكن الحياة العصرية تكون مستحيلة بدونها، لذلك ستتخذ الحكومة الفدرالية إجراءات غير مسبوقة لضمان عدم حرمان الولايات المتحدة من هذه المعادن المهمة”.
من جهتها قالت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، إنها ناقشت فرض “ضوابط تصدير محتملة” على المعادن النادرة خلال ندوة لخبراء الصناعة.
وجاءت الخطوة الصينية بعدما صعد ترامب الشهر الجاري موقفه تجاه الصين في مسعى للضغط عليها لتغير ممارسات تجارية يعترض عليها، لكن التصعيد الأخير تسبب في انهيار المفاوضات التجارية بين الجانبين، وخصوصا بسبب الإجراءات الأمريكية ضد شركة الاتصالات الصينية “هواوي”.
وتهيمن الصين على إنتاج العناصر النادرة في العالم، حيث أنتجت العام الماضي 70% من هذه العناصر، تليها في المرتبة الثانية أستراليا والولايات المتحدة، لكنهما أنتجتا معا أقل من ثلث إنتاج الصين الذي بلغ 120 ألف طن، وفقا لمسح جيولوجي أميركي.
وكدليل على اعتماد الولايات المتحدة الكبير على الصين في إمدادات هذه العناصر، التي تدخل في صناعات حساسة مثل التكنولوجيا والأسلحة، أشارت “بلومبرغ” إلى أن واشنطن اشترت من بكين أربعة أطنان من أصل خمسة استوردتها ما بين 2014 و2017.