وِسام شرف من رتبة حِذاء
2019-06-05 05:14:23
"" - روني ألفا********* *********لستُ مِن مناصِري فرضيَّة أن عبد الرَّحْمَن المَبسوط كانَ عَليلاً نفسيّاً أو مختلّاً. مسارُهُ الإرهابي يدلُّ أنه ناضِج إرهابيّاً. العِلَّةُ والإختلال في نِظامِنا السياسي. لسنا بِحاجَة إلى أهلِ إختِصاص للتأكد من الملفّ المَرَضي لِنِظامِنا. لا أبالِغ إن قلتُ أنَّ الإرهاب وَرَم خَبيث لِنِظام سياسي مُسَرطَن. لا يمكن تصوّر حِقد طائِفي في حياتِنا اليوميَّة بهذا الكَمّ دونَ أن نَرَى " المبسوط " وغير المبسوط يشهرونَ سَكاكينَهم ويرمونَ رمّاناتهم ويَقتلون فيها جَيشَنا وقِوانا الأمنيَّة.الجيش والقِوى الأمنيَّة لأنهم الخاصِرَة الرّخوَة؟ لا. هؤلاء طّهروا الأرض وحرّروها. كانوا منذ إندلاع نِظام 1943 العلاج الكيميائي لوَرَم النظام. ساهَموا في تقليصِه بدَمِهم. لم تقوَ دماؤهم على استئصاله. الإرهابُ يريدُ للطبَقَة السياسيَّة أن تَبقَى عَلى أحقادِها. أكبَر هديَّة للإرهاب أن يسمَعَ أننا ما زِلنا في حقبَة مارونيَّة سياسية أو سنيَّة سياسيَّة أو شيعيَّة سياسيَّة أو درزيَّة سياسيَّة وأننا شطّارٌ في إبداعِها كلَّ يوم في السياسة والإقتِصاد وفي أصغَر تَفاصيل حَياتنا. مجتَمعنا مثير للشهيَّة. الإرهاب يبحَثُ عَن ماروني قلِق. عَن سنّي مَغبون. عَن شيعي مَظلوم. عَن درزي مضطَهَد. هذه بيئَتُهُ. يرَى كلّ يوم أننا أرض خَصبَة. مَرعَى مناسِب. تقاتُلُنا ذات طبيعَة إلهيَّة. شياطينُنا جاهِزَة. يضرب الإرهاب ويبتسِم. يتابِع ردّات فِعلِنا.يَتهافَت السياسيون في الأسبوعَين الأوَّلَين عَلى نَعي حَسَن فَرحات وإبراهيم صالِح وجوني خَلَيل ويوسِف فَرَج. يتبارونَ بالكليشيهات. تأبينُ الشهداء هوَ الطّبَق المفضَّل للسياسيين. يحتَسونَه ببراعَة. أغلبُهُم حتّى لا نقترِف خَطيئَة التّعميم. ثمَّ عَودٌ عَلى بَدء. لا يمكِن لهذه الطبَقَة التّعويل الأبدي عَلى الجيش والقِوى الأمنيَّة. هؤلاء الأبطال لا يستَطيعون مواجَهَة خَطَرَين في آنٍ معاً. حِمايَة نِظام طائِفي عنصري وحِمايَة الحدود. الطبقَة السياسيَّة مسؤولَة عَن هذه الإفرازات. طالَما أن الشهداء عسكريّون فالثّمَن إكليل. هذا إذا لَم تأكله الموازَنَة. طبقة سياسيَّة مَدعومَة بِنظام مِسخ صنَعَا المولَوي والأسير والمبسوط وأوساما مَنصور وغيرهم. سيصنَع هذا النظام المَزيد منهم في المستَقبَل لأنه لَم يعالِج إرهابَه الدّاخِلي. إرهاب فكري في الأساس تحوَّل إلى إرهاب ممارسة يوميَّة. في نِظامِنا السياسي حالَة رعب. رعب من الآخَر. يعشق الإرهاب هذا الرّعب. يَقتاتُ منه. يأخذُ بَعضاً من منشِّطاتِه منه. عبد الرّحمن مبسوط ودَّعَ عائلَته بِوداعَة. طلّقَ زوجَته بِوداعَة. خابَرَ دَوائرَ الجنَّة فَوعدته بِنَعيم. الرّجل ليسَ في حالَة إضطراب نَفسي. من فاته أن " مبسوط" أفرغَ مشط بندقيته أيضاً على واجهة مصرف لبنان فرع طرابلس مدعو لأخذ العِبَر. انتقام من ليرة لبنانية غير متعاونة. كلمَة أخيرَة في وداع حسن وإبراهيم وجوني ويوسِف. أنتم حرّاسُ الجنَّة. مغاوير الذاكرة. فَوق حيث أنتم الله واحِد. لا طائَفَة لَه ولا مَذهَب. أمّا عندَنا فله قصَّة أخرَى. لا أعرِف كيفَ سيجرؤ البعض عَلى التعزِيَة بِكم في اليومين المقبِلَين. أحذيَتُكم مسكُ الدّنيا والآخِرَة. قلِّدوها لهؤلاء. هذا إذا استَحقّوا تَقليدهم ذات يَومٍ وسامَ الشَرَف من رتبَة حِذاء عَسكَري.
وكالات