2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo المرتضى: لبنان متمسك بتطبيق كامل للقرار 1701 logo "مسيرات مجهولة" فوق 3 قواعد جوية ببريطانيا logo بعد فقدانه في الإمارات... العثور على جثة "الحاخام" تسفي كوغان logo محلل إسرائيلي: الاتفاق المؤقت مع حزب الله لن يضمن القضاء على تهديده logo لا تسوية راهناً.. بايدن وماكرون يتابعان جهود وقف النار وبوريل في بيروت ويلتقي ميقاتي logo "الحزب لن يستسلم"... وهاب: لا حل في لبنان إلا بدور عربي يعيد الاستقرار logo بين الضغط السياسي والتدمير... "لا خطوط حمراء لإسرائيل" logo بلبلة عند الحدود.. تسلّل “طائرات لبنانية” باتجاه مستوطنات إسرائيل
«الوحوش» إلى الخطّة «ب»
2019-06-05 00:15:11


ما حدثَ ليلة العيد في طرابلس، بكل فظاعته، لا يمكن اعتباره عملاً أتى من خارج السياق، أو جاء نتيجة قرار ذاتي إتّخذه «متطرّف»، بل يندرج ضمن خانة تبدل استراتيجيّة عمل الإرهابيين منذ أن ضُرِبَ ظهرهم اللوجستي والمادي ثم قواهم الميدانيّة، بفعل العمليّات العسكريّة التي جرت في سوريا أو عند الحدود، أو تلك ذات الطابع الأمني التي شُنت على خلاياهم داخل لبنان.
الأكثر فظاعة من فعلة الإرهابي، هو «سيل البيانات» الممهورة بتواقيع أعضاء «النادي السياسي»، أغلبهم أدانَ وإستنكرَ ورفضَ التعّرض للجيش وقوى الأمن، أغلبهم ايضاً، نقول أغلبهم، كان في الأمس القريب يُركّب التركيبات التي تتح سلب حقوق العسكر ومنها الـ75 مليون ليرة المخصّصة للورود على أضرحة العسكريين الشهداء! اليوم ضربهم النسيان، يتسابقون لحجز مقعد في «بوسطة» المستنكرين بعدما غرسوا في الأمس خناجرهم في ظهر الجنود، هؤلاء لا يستحون!
في الشكل والمضمون، يطلق على ما ارتكبه الإرهابي عبد الرحمن مبسوط تسمية «ذئب منفرد» وهي الإستراتيجيّة (الذئاب المنفردة) التي اتّبعها تنظيم «داعش» تحديداً في عمليّاته الخارجيّة بعد انهيار إمارته في سوريا والعراق، وبحسب ما باتَ يُعرف عن هذه التركيبة و حمضها النووي، انّ الفاعل ليس بالضرورة انّ يكون عضواً في مجموعة، بل يعمل بصورة مستقلّة تماماً.
هذا بالضبط ما يجب انّ يُحال النظر إليه، بحيث انّه وبحكم نجاح الأجهزة الأمنيّة من تفكيك غالبيّة الخلايا الإرهابيّة وضرب بينتهم التحتيّة والوصول إلى النواة، ما ادّى إلى إخراجهم من دائرة النشاط ودفعهم إلى التموضع ضمن «خلايا نائمة»، يبدو انّ الخيار الذي ذهبَ إليه أبناء الفكر المتشدّد الموالي لـ«داعش» أو الذين يدورون في فلكه، هو الذهاب نحو اعتماد استراتيجيّة «الذئاب المنفردة»، وهذا يعني دخول تبدّل تكتيكي واضح على سياق عملهم في لبنان.
ما كشفتهُ الساعات التي دارت فيها العمليّة الإرهابيّة، انّ المستهدف حَرصَ بعناية على انتقاء أهدافه التي يبدو انّه رصدها بأريحيّة مطلقة انعكست أريحيّةً في تنقّلاته. ويظهر من السياق، توفّر النيّة لديه في إتمام ما خطّطَ له، وإلى جانب الطريقة التي ادارَ بها عمله، دلّت أكثر من إشارة إلى انّه شخص عاقل مُدرك لما يفعل خلافاً إدعاء البعض انّه «مريض نفسي»، لو انّ هذا البعض يرمي من وراء الإتّهام إلى عدم زرع الخوف في نفوس الناس وإبعاد الشبهات حول «الإعداد المسبق والنوايا المبيّتة».
حقيقةً، يمكن القول انّ الأجهزة الأمنيّة كانت موضوعة في أجواء احتمال عودة نشاط المتطرّفين في ضوء «الهجرة العكسيّة» التي بدأت من إدلب، وفي ظل تنامي هذه العودة، يُصبح منطقيّاً لا بل متوقّعاً حدوث «عمل أمني ما».
حتى انّ المعلومات تكشف تلقّى لبنان تقارير وصفت بـ«المقلقة» من أجهزة غربيّة، حذّرت من خطر تسلّل إرهابيين من سوريا نحو لبنان، كُلّما اشتّدَ الضغط عليهم من معاقلهم. من هنا، كان الجانب الأمني اللبناني يزيد من الحيطة والحذر ويرفع من حضوره الاستخباري و الإستعلامي تحت طبقةٍ من الضجيج.
وما اُعِدَ لافتاً، انّ الأجهزة الأمنيّة تعاملت مع المعلومات المشار إليها بجديّة تامة، بخاصة تلك المتعلّقة بقرار صدرَ إلى الناشطين في «داعش» عبر قنواتهم، بضرورة «فك الارتباط الاتصالي» مع القيادة الأم، لصعوبة التواصل في ضوء المتغيّرات الميدانيّة التي طرأت كسقوط الرّقة مثلاً، وبالتالي، عُمِمَ التوجّه لدى المنتسبين العائدين أو الناشطين النائمين، بضرورة ممارسة نشاطهم تحت «قيادة محليّة»، أي الابتعاد عن الأسلوب السابق دون انتظار توجيهات من القيادة.
ويمكن القول انّ هذا بالضبط، ما أتاح َللأجهزة الأمنيّة، البحث عن احتمالات موجودة تتعلّق بإمكانيّة نشوء «تنظيمات محليّة الصنع» تضم إلى صفوفها نخب الإرهابيين العائدين أو اولئك الذين جمّدوا حضورهم، ينطوي نشاطهم عن قيادة محليّة صرفة غير مرتبطة بالخارج، ما يمنحهم هامش أكبر من الإستقلاليّة، من دون إغفال أنّهم يستمدّون خلفيّاتهم من تنظيم «داعش» من دون وجود إمرة له عليهم نتيجة الظرف الطارئ.
من هنا، كان ثمّة ورشة تجري من خلف الكواليس، تعلّقت بانشغال الأجهزة الأمنيّة مؤخّراً بملاحقة متسلّلين إلى لبنان الذين جاؤوا من إدلب ثمّ القبض عليهم، وأضيف إلى ذلك، رفع درجة اليقظة من المعابر الحدوديّة، ثم البدء بورشة إغلاق ما هو غير شرعي منها بنيّة تخفيف المخاطر، لسبّب انّ جانب كبير من هؤلاء قد يُفضّل اعتماد طريقة المعابر على القدوم عبر المطار.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top