"أم الفقير" في لبنان.. مدينة بـ 25 جولة عنف
2019-06-04 14:15:06
تحت اشتباكات طرابلس (شمال لبنان) مجدداً جرح المدينة اللبنانية القابعة بين ضفاف الفقر والحرمان المزمن منذ سنوات طوال.فإذا كان لبنان في عموم مناطقه يشهد شللاً اقتصادياً وسط تحذيرات دولية من سلوكه طريق الانهيار الاقتصادي، يبقى لعاصمة الشمال اللبناني حصة الأسد من التدهور الاقتصادي الذي بلغ الحضيض مع ارتفاع معدلات الفقر وانتشار البطالة في صفوف شبابها."أم الفقير"إنها "أمّ الفقير"، التي لم تجد بديلاً عن المفاخرة بمرارة لقبها شكلاً ومضموناً.يعكس هذا اللقب الذي يطلقه اللبنانيون على المدينة التي شهدت حوالي 25 جولة من الاشتباكات خلال السنوات الأخيرة، بحسب ما أكد للعربية.نت رئيس البلدية، واقعاً صعباً من الفقر والعوز الناتج عن ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت ذروتها، لاسيما عند الشباب.عامٌ بعد عام وطرابلس عاصمة لبنان الثانية كما تُلقّب، تتراجع اقتصادياً نحو الأسوأ حتى أضحت المدينة الأفقر على حوض المتوسط. فنسبُ البطالة ارتفعت، وتدفقات أموال المستثمرين تراجعت، مؤسسات وشركات أغلقت أبوابها معلنةً الإفلاس.قد تبدو المدينة أقرب لقرية نائية منسلخة عن لبنانيتها. هكذا يقول رئيس بلديتها أحمد قمر الدين لـ"العربية.نت"، ويأسف "لأن طرابلس "مُهملة" من قبل الدولة منذ أن نال لبنان استقلاله في العام 1945".وشهدت طرابلس ليل الاثنين - الثلاثاء احداث ارهابية دامية، حيث قام الإرهابي عبدالرحمن مبسوط بإطلاق النار على عناصر حماية مصرف لبنان في طرابلس، وإستشهد: الملازم في الجيش اللبناني حسن فرحات، الرتيب في الجيش اللبناني ابراهيم صالح، الرقيب في قوى الأمن الداخلي جوني ناجي خليل، والعسكري في قوى الامن الداخلي يوسف فرج، ليزفهم لبنان شهداء.لم يترك الفقر حياً.. والسلطة تصم آذانهاباتت أغلبية سكان المدينة تحت خط الفقر نتيجة غياب اهتمامات الحكومة بشكل مباشر بحرمان الطرابلسيين من أدنى مقومات الحياة وآذان نواب ووزراء المدينة قد صمّت عن واقع المدينة الأليم.فلم يترك الفقر حيّاً إلا وزحف إليه تاركاً للرخاء بقعاً جغرافية محدودة من المدينة لا تتجاوز 20 في المئة من إجمالي مساحتها. وإن كان الأمر عادياً قياساً للمنطق اللبناني، إلا أن العجيب في طرابلس، أن أكثر من رئيس حكومة في لبنان كان من طرابلس كالرؤساء بحسب التسلسل الزمني، عبد الحميد كرامي، رشيد كرامي، أمين الحافظ، عمر كرامي ونجيب ميقاتي. ولا تخلو أي حكومة تتشكّل من وزير طرابلسي.كما أن عدداً كبيراً من رجال الأعمال من الطرابلسيين من أهل السياسة يملكون ثروات طائلة تٌقدّر بالمليارات، منهم من وردت أسماؤهم في قائمة أغنى أثرياء العرب على مستوى العالم، كرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إضافةً إلى الوزير السابق محمد الصفدي.ومع ذلك، بقيت المدينة أسيرة الفقر والبطالة.
وكالات