فتح الاعتداء الارهابي الذي وقع في طرابلس وإستهدف دوريات للجيش وقوى الأمن الداخلي ما أدى الى إستشهاد عسكريين وجرح ثلاثة آخرين إثنان منهم في حالة خطرة باب الأسئلة على مصراعيه لجهة: لماذا طرابلس اليوم؟ ومن يريد إعادة إلباس المدينة قناعا كانت خلعته منذ سنوات وتحديدا منذ إنجاز الخطة الأمنية في الأول نيسان عام 2014؟ وهل من قرار لاعادة التوتر الى المدينة؟، وهل أن الاحتقان السياسي في البلد والذي بلغ ذروته يحتاج الى تنفيسة أمنية ما بهدف الضغط على كل القوى السياسية للعودة الى رشدها والبقاء تحت السقف المحدد؟، أم أن ما جرى أمر عابر أو تصفية حسابات معينة أراد المسلحون من خلالها توجيه رسالة الى الجيش وقوى الأمن الداخلي أو للدولة برمتها؟.
بغض النظر عن كل هذه الاسئلة، فإن ما حصل جاء من خارج السياق العام الذي تعيشه طرابلس التي شهدت في الأيام الأخيرة حركة تجارية ناشطة جدا إنعكست إيجابا على أسواقها، وكانت تعيش إستقرارا أمنيا كاملا، وهو الأمر الذي إستغلته المجموعة المسلحة لتستهدف دوريات قوى الأمن والجيش والتي كانت تهتم بضبط أمن المواطنين ولا يوجد توجه لديها لأي عمل إرهابي قد يطالها.
ماذا حصل في طرابلس؟
بدا واضحا أن الاستهداف كان منظما ومدبرا ومحضرا له من قبل، خصوصا أنه الاعتداءات جاءت متلاحقة، وبدأت من أمام سراي طرابلس حيث أشارت معلومات أمنية أن بعض الأشخاص المسلحين بقيادة المدعو عبدالرحمن مبسوط وهو كان في سجن رومية بتهمة الارهاب في أحداث طرابلس السابقة وخرج مؤخرا منه، بدأت مسلسل إعتداءاتها من محيط سراي طرابلس حيث ألقت قنبلة صوتية وتبعتها برشقات نارية ما أدى الى إصابة شخص مدني كان يمر صدفة في المكان، ثم إنتقلت الى محيط سنترال الميناء حيث إعترضت سيارة لقوى الأمن الداخلي وفتحت النيران عليها بشكل كثيف، من دون أن يستطيع العناصر الرد، ثم أطلقت النار في الهواء إرهابا وفرت باتجاه مرفأ طرابلس وإٍتهدفت دورية لمخابرات الجيش اللبناني، في غضون ذلك كانت قوة أمنية من فرع المعلومات قد بدأت بملاحقة المسلحين بمؤازرة من الجيش اللبناني، ما دفع المسلحون الى الهروب من قرب المرفأ صعودا باتجاه شارع دار التوليد وسط تبادل لاطلاق النار بينهم وبين القوى الأمنية التي كانت تعمل على تطويقهم، وتحصنوا تحديدا في بناية إيعالي وعملوا على تهديد ناطور البناية وعائلته، في وقت كانت القوى الأمنية تطوق المبنى على وقع تبادل لاطلاق النار، وما يزال الطوق الأمني قائما حول المبنى وتحاول القوى الأمنية إحكامه أكثر فأكثر تمهيدا لمحاصرة المسلحين وتوقيفهم أو مواجهتهم.
وكان الحادث إنعكس خوفا على الشوارع الطرابلسية المحيطة بأماكن الاستهداف، لكن سرعان ما عادت الحالة الى طبيعتها في أكثرية شوارع المدينة، باستثناء شارع دار التوليد الذي تم قطعه وقطع شوارع محيطة حيث طلت أصوات الرصاص تسمع بين الحين والآخر بين المسلحين والقوى الأمنية والعسكرية.