عندما تتحول الخدمة العامة من ميدان للتنافس على الإنجاز والخير، إلى ساحة صراع على الألقاب والمناصب والمصالح الشخصية نفقد جوهرها، وندخل في مرحلة خضوع المصلحة العامة لنزوات الأفراد والجماعات وأهوائهم.
عندها يتراجع الأداء، ويتآكل الضمير، ويتقدّم أصحاب النفوذ على أصحاب الكفاءة، وتصبح المؤسسات مرتعًا للشلل بدلًا من أن تكون منارات للعطاء والعمل.
الخدمة العامة في جوهرها، رسالة ومسؤولية، تتطلب من صاحبها الإخلاص والتجرد والتفاني في خدمة الناس، بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية أو مكاسب ذاتية.
لكن حين تنقلب المعايير، وتتحول إلى صراع على الألقاب والمناصب، ووسيلة لتحقيق الأهواء الخاصة والمصالح الضيقة، تفقد هذه الوظيفة معناها وتتحول من وسيلة للبناء إلى أداة للهدم.
ويتحول العامل في هذا المرفق العام من خادمٍ للناس،،،
إلى مستثمرٍ في النفوذ من دون إحساس.
ومن صانع أثر،،، إلى باحث عن واجهة اجتماعية أو سلطة معنوية بين البشر.
وإذا أردنا أن نُعيد للخدمة العامة مكانتها، علينا أن نسعى كلّ من موقعه،
بأن نجعل من مؤسساتنا ساحات إنتاج لا دوائر نفوذ.
بروح الفريق، وقيمة العطاء، ومتعة الخدمة.
وأن نكرس في تزكيتنا واختيارنا من يؤمن بأن:
“النجاح الحقيقي هو أن تترك أثرًا لا أن تحصد لقبًا”.
عندها فقط، سيكون الكل أهلًا للموقع، وأهلًا للثقة، وأهلًا لتقدير المواطن والوطن.
موقع سفير الشمال الإلكتروني