يشهدُ لبنان، اليوم الجمعة، الذكرى الـ29 لمجزرة قانا – جنوب لبنان، والتي ارتكبتها إسرائيل يوم 18 نيسان 1996 وطالت مركز قيادة فيجي التابع للأمم المتحدة.
المجزرة حصلت خلال عدوان عسكري إسرائيلي أسمته تل أبيب آنذاك “عملية عناقيد الغضب”.
ووقعت المجزرةفي قرية قانا التي تقع في جنوب لبنان وتتبع لقضاء صور، يحدها من الشرق دير عامص ومن الشمال عيتنيت ومن الغرب حناويه، أما جنوبا فتحدها صدّيقين.
وتضم البلدة التي تسمى رسميا “قانا الجليل” أحياء كثيرة منها: حارة الفوقا، حارة التحتا، حي السيدة صالحة (يوجد مقام لسيدة جليلة) حي البركة، حي المحافر، حي الجامع الشرقي، حارة مار يوسف، حي الحافور، حي الوارداني، حي الخشنة، حي الماصية، حي الحمارة، الخريبة.
ويوجد في قانا مقر لقوات الطوارئ الدولية الأممية (يونيفيل) وتعرضت تلك القرية الوادعة لمجزرة أخرى فجر 30 تموز 2006 خلفت 57 قتيلا على الأقل أكثرهم من الأطفال، كانوا قد لجؤوا لبناية هربا من القصف الإسرائيلي الذي تشنه على قريتهم، في مذبحة عرفت بمجزرة قانا الثانية.
تفاصيل المجزرة
في الفترة ما بين 11 نيسان و27 نيسان 1996، شنت إسرائيل عدواناً عسكرياً على لبنان، قتلت وجرحت خلاله العشرات، وقصفت أثناءه عدداً من المدن والبلدات اللبنانية من بينها العاصمة بيروت، وأطلقت إسرائيل على تلك العملية “عناقيد الغضب”.
وفي يوم الـ 18 من الشهر نفسه ونتيجة لكثافة ودموية القصف، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال هربا من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا ظنا منهم أنها ستحميهم، وأن إسرائيل ستمتنع عن ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولكن إسرائيل -وكعادتها- لا تمنعها قدسية المكان ولا حرمة الزمان -دينيا أو قانونيا- من ارتكاب جرائمها ومجازرها بالطريقة التي تحلو لها.
وبعد الثانية ظهرا بقليل يوم 18 نيسان صوبت إسرائيل مدافعها نحو الكتيبة الفيجية التابعة للأمم المتحدة -حيث يحتمي مئات المدنيين- فقتلت منهم 106، وأصابت نحو 150 شخصا بجروح وعاهات وإصابات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة.
استخدمت إسرائيل خلال ذلك العدوان الذي استمر أسبوعين جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية، وكان إجمالي ضحايا هذا العدوان ـوفق تقارير إعلاميةـ نحو 175 شهيدا وثلاثمئة جريح، ونزوح عشرات الآلاف، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنشآت.
وكانت إسرائيل قد شنت قبل ذلك عدوانا على لبنان باسم “تصفية الحساب” (تموز 1993) وشمل ذلك قصفا جويا وبريا لمناطق جنوب لبنان والبقاع والشمال وضواحي بيروت، ودام سبعة أيام، وقد أدى لاستشهاد أكثر من 120 لبنانياً وتهجير عشرات الآلاف إضافة لخسائر مادية كبيرة، في حين لقي 26 جنديا إسرائيليا مصرعهم.
وانتهت العملية بوساطة أميركية، وعرف الاتفاق الشفهي باتفاق “موز” الذي نص على منع استخدام صواريخ كاتيوشا داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل حزب الله.