أعلنت منتجعات فورسيزونز المالديف عن زراعتها للإطار 9000 من الشعاب المرجانية في المحيط ضمن احنفاليةٍ خاصة جرت في شهر أبريل بالتعاون مع ريف سكيبرز. وتعدّ هذه الخطوة أحدث الإنجازات ضمن سلسلةٍ من المشاريع الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة البحرية والتي تمتد لأكثر من عقدين من الزمن.
ويعدّ مشروع ترميم الشعاب المرجانية في منتجعات فورسيزونز المالديف، الذي بدأ في أعقاب ظاهرة النينو لتبييض المرجان المدمر في الفترة 1997-1998، واحداً من أنجح مشاريع ترميم المرجان من نوعه في العالم، الذي كان ثمرة تواصل عالم المحيطات الساحلية توماس لو بير من شركة سيمارك الخاصة - التي أصبحت الآن ريف سكيبرز - مع منتجعات فورسيزونز التي كانت حديثة العهد بالمالديف آنذاك، وعرض رؤاه حول استزراع وإكثار المرجان. وهكذا نشأت شراكة ناجحة وطموحة أدت إلى تشكيل واحدة من أكبر الكتل المرجانية الاصطناعية في المحيط الهندي حتى الآن، وتغطي مساحة2351 متراً مربعاً.
وبدعمٍ من فورسيزونز، أدى بحث توماس إلى تطوير تقنية إطارات المرجان الثورية، وهي تقنية يعتمدها الآن خبراء الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء العالم، وتتضمن تثبيت قطع مرجانية صغيرة على إطارات معدنية تزرع بعد ذلك في قاع البحر لتجديد الشعاب المرجانية.
وتوسع هذا المشروع بشكل ملحوظ على مر السنين، فقد أدى نجاح عملية إكثار المرجان في منتجعات فورسيزونز المالديف في لاندا جيرافارو وكودا هورا إلى إنشاء مراكز اكتشاف بحري متطورة في كلا المنتجعين، يديرها فريق متخصص يضم 11 عالم أحياء بحرية بدوام كامل. ولا يقتصر عملهم على ذلك، بل يشمل أيضاً إجراء أبحاث متقدمة حول تكاثر المرجان، وإعادة تأهيل السلاحف البحرية، وتأسيس مختبر للأسماك لتربية أسماك الشعاب المرجانية في بيئة آمنة، مما يساهم في تخفيف الضغوط على الشعاب المرجانية الطبيعية. كما شهدت لاندا ولادة مؤسسة مانتا ترست - التي أصبحت اليوم مؤسسة خيرية عالمية رائدة في مجال حماية أسماك مانتا راي في جميع أنحاء العالم.
وتواصل ريف سكيبرز ومنتجعات فورسيزونز تطوير عملية ترميم الشعاب المرجانية، كما يمكن لضيوف المنتجعات في جزيرتي فورسيزونز، بالإضافة إلى جزيرة فورسيزونز الخاصة في فوافاه، زراعة الشعاب المرجانية الخاصة بهم ومتابعة نموها عبر تحديثات الصور عبر الإنترنت. وفي عام 2020، أدى التطوير في الموقع لقارب يعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدم الروبوتات لتحسين جهود المراقبة إلى نشر أكبر دراسة لترميم المرجان في العالم حتى الآن في مجلة "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن" وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم البيانات وتحليلها وتسجيلها.
ومن المعروف أن تغيّر المناخ يشكل تهديداً كبيراً لدولة تعتمد على الشعاب المرجانية، ففي عام 2016، شعر الفريقان بالصدمة عندما نفقت 90 بالمائة من الشعاب المرجانية في المياه الضحلة في با أتول بسبب ظاهرة التبييض. وعندما تم التنبؤ بحدوث تبييض جماعي في عام 2024، تمكنت فرق ريف سكيبرز الموجودة في الموقع من اتخاذ إجراءات وقائية، حيث نقلت 28000 قطعة مرجان - ما بين 450 و500 إطار - من مواقع ضحلة بعمق 2-3 أمتار إلى أعماق 6-12 متراً في محاولة لإنقاذها.
ويساهم بناء إطارات المرجان في جزيرة فولهادهو المجاورة في دعم الاقتصاد المحلي.، وتصنع الإطارات من قضبان حديدية مضلعة وتغطى بمزيج خاص من الرمل والراتنج لحمايتها من التآكل. وتثبت قطع مرجان الأكروبورا التي تجمع من مستعمرات بالغة صحية محلية بإحكام قبل أن يُضع على الإطار ملصق، ويزرع في الشعاب المرجانية، ويصوّر لأغراض المراقبة.
وتعليقاً على هذه المناسبة، قال أرماندو كراينزلين، نائب الرئيس الإقليمي والمدير العام لمنتجع فور سيزونز لاندا جيرافارو:" تمثل زراعة الإطار المرجاني رقم 9000 لحظة تاريخية تبعث على الأمل والتفاؤل. إن فرق ريف سكيبرز في منتجعات فورسيزونز المالديف، مدفوعة بشغف مشترك بالمحيط، تكرس جهودها لحمايته من الأضرار البشرية. ومع توسع مواقع الترميم، نشهد زيادة ملحوظة في أعداد الكائنات البحرية الصغيرة التي تتخذ المرجان موطناً لها. وهذا بدوره يجذب الحيوانات الأكبر حجماً، مثل أسماك القرش وأسماك المانتا والسلاحف، مما يعيد الحياة والأمل إلى هذه المواقع".
وتدرك فرق ريف سكيبرز في لاندا جيرافارو وكودا هورا وفوافاه أن التعليم هو أحد أهم جوانب تجديد الشعاب المرجانية. وتساهم الزيارات المدرسية إلى الجزر المحلية في نشر رسالة الحفاظ على البيئة وإلهام الشعور بالمسؤولية تجاه الشعاب المرجانية. كما تدير لاندا برنامج تدريب داخلي في علم الأحياء البحرية للطلاب المحليين، والذي يبلغ الآن عامه الثالث، بينما يمكن للضيوف في كلا المنتجعين التعرف على هذا المشروع الرائد من خلال بناء الشعاب المرجانية العملي، بالإضافة إلى البرامج التفاعلية للصغار في كودا هورا ووحدات متدربو حماة البيئة البحرية للمراهقين المهتمين بالبيئة في لاندا جيرافارو.
وتدعم فور سيزونز أيضاً عدداً من الإطارات كل أسبوع، على الرغم من أن الغالبية يتم رعايتها من قبل الضيوف. وختم كراينزلين حديثه بالقول:" جزء أساسي من دورنا هنا هو نشر المعرفة وإثارة الاهتمام، وما يحدث بعد ذلك يعتمد إلى حد كبير على شغف ودافع والتزام أولئك الذين يزورون جزر المالديف ويختارون أن يصبحوا حراس المحيطات في المستقبل من خلال المشاركة في برامج الرعاية والتدريب الداخلي. عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على البيئة البحرية، فنحن جميعأ معنيون بذلك".
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع