وضع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي حدّاً لكلّ الأقاويل والشّائعات التي تحدثت عن أنّ الجلسة الإشتراعية المقرّرة يوم الخميس المقبل، في 17 نيسان الجاري، لإقرار مشاريع قوانين مقترحة، ستشهد مناقشة وإمرار مشروع ما يتعلق بـ”المناصفة” في بلدية بيروت والبلديات الكبرى، عندما أكّد أمس بأنّ “تعديل قانون الإنتخابات البلدية أصبح مستبعداً نظراً إلى ضيق الوقت”، وإنْ ترك الباب موارباً أمام احتمال ضئيل لتأجيلها عندما أشار إلى أنّه “لم يعد هناك من متسعٍ أمامنا لإجراء الإنتخابات سوى أسابيع معدودة، ومجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الإنتخابات البلدية التي لا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق”.
أكثر من إقتراح قانون معجّل مكرّر قدّمه نواب وطلبوا إدراجه ومناقشته في أول جلسة اشتراعية سيعقدها المجلس، تهدف بشكل أو بآخر إلى الحفاظ على عرف المناصفة في بلدية بيروت بين المسلمين والمسيحيين، المهدّد بسبب عدم وجود رعاية سياسية تضمنه بسبب الفراغ الذي تركه الرئيس سعد الحريري منذ عزوفه مطلع العام 2022، وعدم قدرة أيّ طرف بديل على ملء الفراغ الكبير الذي تركه في العاصمة وضمن الطائفة السنّية، إنطلاقاً من كونه الأكثر تمثيلاً فيها.
من بين هذه القوانين المُقترحة أن تكون اللوائح في العاصمة مقفلة لمنع التشطيب، وهو مشروع قانون يرى من اقترحه بأنّه الوحيد الذي يضمن الحفاظ على عُرف المناصفة، على أن يشمل إلى ذلك البلديات التي يزيد عدد اعضائها على 21، وحتى 18 عضواً، وكذلك بلديات مراكز المحافظات، في موازاة إقتراح قانون مقابل يهدف إلى تقليص صلاحيات المحافظين، والمقصود هنا محافظ بيروت، بسبب التضارب بالصلاحيات بين المحافظ والبلدية، في محاولة لإرضاء مزدوج لمسيحيي العاصمة وسنّتها.
هذا الحفاظ على عُرف المناصفة في بلدية بيروت الذي لم يعد ممكناً الحفاظ عليه إلّا بقانون، نظراً لاستمرار عزوف الحريري بسبب “الفيتو” السعودي عليه، كما أشارت مصادر سياسية عدة مؤخّراً، وهو ما أشار إليه بري بقوله إنّ غياب الحريري مستمر وفق “ما توارد إلينا”.
ولأنّ تعديل القانون الإنتخابي للبلديات يصطدم بضيق الوقت، وأنّ تأجيل الإنتخابات ليس مطروحاً، يقترح بري الإستعاضة عن التعديل بـ”قيام أوسع تحالف سياسي تنخرط فيه الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات؛ خصوصاً الفاعلة منها، شرط أن تلتزم بالإقتراع للائحة الأقرب إلى تحقيق المناصفة”، مؤكّداً “إلتزامه وحزب الله بذلك فعلاً لا قولاً”.
كلام برّي جعله بنظر كثيرين يوصف بأنّه “الراعي” البديل للحريري في رعاية المناصفة في بلدية بيروت، أو الحفاظ على أكبر قدر من التوازن فيها، ووضع بقية الأفرقاء في العاصمة، الذين يبدون خشيتهم من أن تطيح الإنتخابات بمبدأ المناصفة، مضطرين للتأكيد على صحّة ومصداقية مواقفهم مدّ اليد إليه، والتعاون معه، وإلّا فإنّ صناديق الإقتراع ستطيح في 18 أيّار المقبل، موعد إجراء بلدية بيروت، بالمناصفة وتضع الجميع أمام أزمة بلدية ـ سياسية غير مسبوقة.
موقع سفير الشمال الإلكتروني