2025- 04 - 15   |   بحث في الموقع  
logo واشنطن وطهران مفاوضات نَدِّيَة وشروط إيرانية مُستجابة كيف ستكون نهايتها؟.. (إسماعيل النجار) logo ايهاب حمادة: حزب الله لن يتخلى عن نقطة قوّته logo رسالة من وزير الاقتصاد إلى المودعين logo هبة قطرية للجيش logo اللواء عبد الله عرض الاوضاع مع السفير الفرنسي logo قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا في العبودية logo الوزير حيدر يستقبل السفير الروسي ونقابة اطباء بيروت ووفد من “اللبنانية الأميركية” logo فيديو لمحاولة إنتحار.. الضحية فتاة!
بين خذلان وإنهاء الدول الإسلامية ونصرتها الطائفة الشيعية أنموذجاً..( جواد سلهب)
2025-04-13 13:58:44

كانت منطقة المشرق العربي قبيل سقوط الدولة العثمانية مليئة بالصراعات الخفية منها والعلنية وقد كانت في الغالب تنتظر الفرص السانحة المناسبة لتخرج وتعبر عن وجودها ، وتحركت بأسباب عديدة أهما التدخل الأجنبي في شؤون الدولة العثمانية بعد بدء تقهقرها بسبب وصول حكام ضعاف الى مراكز الحكم من جهة ومن جهة أخرى اعتماد المستعمرين لتحقيق أهدافهم في القضاء على السلطنة وعلى اقليات كثيرة من غير المسلمين مثل المسحيين واليهود إضافة الى تمكن الاستعمار من استغلال مشاعر بعض المسلمين العرب وآثار الروح القومية العربية عندهم من طريق عملائه حتى تمكن أخيراً بفضل مساعدة هؤلاء المسلمين العرب من فسخ عرى الأخوة والوحدة بين المسلمين العرب والترك والعجم . هذه الوحدة التي أرادها الله تعلى وعمل رسوله الكريم على تحقيقها وجاهد الإمام الخميني من أجلها .

وقد تمكن الاستعمار بأساليبه المتعددة وعبر أنشطته الثقافية بواسطة نشر المدارس اليسوعية والإرساليات التي كانت تبث تعاليمه بين طلابها وكذلك بواسطة العمليات الحربية المباشرة وغير المباشرة تمكن من الوصول الى رد الإعتبار لكرامته ( التي هدرت حينما كان المسلمون متمسكون بفريضة الجهاد ) وإستطاع أن يرد الضربة للمسلمين ولكن في الصميم ، إذ عمل الإستعمار بواسطة رجاله تارة وعملائه تارة أخرى على إلغاء الخلافة الإسلامية الممثلة بالدولة العثمانية بما تمثل من مركز روحي وصفوي للمسلمين كافة ، حيث استطاعت تلك الدولة ومن فترات كثيرة من هزيمة الأوروبيين في عقر دارهم وهددت عاصمة المسيحية في العالم في ذلك الوقت الذي كانت تحتله (فينّا) .
وعلى الرغم من تضارب مصالح المسلمين وإختلافاتهم الفقهية فقد كان هناك فريقاُ منهم معروف بإسم ( الشيعة ) والذي كان على خلاف كبير مع الحكم التركي حيث لم يكن أحد الطرفين يعترف بالأمر فقد وقف هؤلاء الشيعة الى جانب الدولة التي تمثل الوجود الإسلامي حينما كان الامر متعلق بوجود او لا وجود لهذه الدولة التي كانت تربط المسلمين بماضيهم الذي يرجع الى عهد الدعوة الأول .

وهكذا ظهر هؤلاء بأبهى صورهم عبر التاريخ إذ لم يستغلوا ظرف ضعف السلطنة للإنقلاب عليها والتعاون مع أعداء الإسلام الحقيقيين من المستعمرين ، وخاصة الإنكليز ، كما فعلت بعض الزعامات الكبيرة في العالم العربي والإسلامي أمثال الشريف حسين الذي أشهر تمرده على إعلان الجهاد لصالح الدولة العثمانية وأعلن بدلاً من ذلك الثورة العربية بمؤازرة إستعمارية وفرنسية وإنكليزية وذلك في أحلك ظروف الدولة العثمانية التي تمثل الوجود الإسلامي في ذلك الوقت وكذلك أيضاً بعض رجال الدين المسلمين مثل محمد رضا صاحب مجلة المنار الذي أيد في بداية الحرب الدعوى الى الجهاد والدفاع عن الدولة العثمانية انقلب على موقفه بتأييده للثورة العربية التي كانت بمثابة الضربة التي قصمت ظهر الدولة العثمانية حيث سلخت عنها اهم ولاياتها التي كان من الواجب ان تكون سندا لها وسدا منيعا بوجه المستعمرين للقضاء على اهدافهم بتمزيق العالم الإسلامي !!

وهكذا استطاع أتباع آل البيت أن يثبتوا أنهم الملتزمون الحقيقيون بالتعليم والقيم والمبادئ الإسلامية كما كان سيدهم وأميرهم علي بن أبي طالب حيث قال ( والله لئن فعلها بنو الأصفر لأضعن يدي في يد معاوية ) تعبيراً عن أن وجود الإسلام كدولة أهم من وجود الأشخاص وأكبر من المصالح الفئوية الضيقة ..
 الباحث السياسي جواد سلهب




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top