اعتبر مفتي صور وجبل عامل العلامة القاضي الشيخ حسن عبد الله، لمناسبة ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ان “هذه الذكرى الأليمة، ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، نستحضر بحزن ومرارة واحدة من أشد المحن التي عصفت بوطننا الحبيب لبنان، وأزهقت فيها الأرواح، وتمزقت فيها الأواصر، وغرقت البلاد في دوامة من العنف والانقسام”.
كلام عبدالله جاء خلال استقباله عددا من الوفود الأهلية والروحية في دار الإفتاء الجعفري في صور. وأضاف: “نترحم على أرواح جميع الضحايا الذين سقطوا في تلك الحرب المشؤومة، ونؤكد أن هذه الذكرى يجب أن تبقى محفورة في الوجدان الجماعي، لا لتأجيج الأحقاد، بل لاستخلاص العبر وبناء وطن يتسع لجميع أبنائه، على قاعدة العدالة والمساواة واحترام الآخر”.
واعتبر أن “الحقبة السوداء، علمتنا أن لا خلاص للبنان إلا من خلال تعزيز مؤسسات الدولة، والاحتكام إلى منطق الحوار، والتمسك بالوحدة الوطنية كحاجة دائمة، لا كشعار موسمي”. كما نؤكد أن الاستقرار والسلم الأهلي هما الركيزة الأساسية لأي نهوض أو إصلاح، ولا يمكن تحقيقهما إلا بتكاتف الجهود السياسية والدينية والاجتماعية”.
وجدد الدعوة إلى الجميع لنبذ كل أشكال الخطاب التحريضي، والعمل الجاد من أجل ترسيخ ثقافة التسامح والمصالحة والعيش المشترك، وفق القيم الإسلامية والمسيحية والإنسانية التي تشكل صمام أمان لهذا الوطن.
وختم: ‘نسأل الله أن يحمي لبنان من كل فتنة، وأن يوفق أبناءه لتجاوز أزماتهم الحالية بروح المسؤولية والتضامن، لأننا أمام مخاطر جمة، حيث يشكل الكيان الصهيوني الغاصب رأس الشيطان فيها، وعلينا مواجهته بكل الوسائل الممكنة”.