إسرائيل التي كانت تعتمد في جزء كبير على حماية نفسها من خلال القرارات الدولية والإتفاقات الموقعة مع الدول المجاورة مع سوريا إتفاقية (338)
وإتفاقية وادي عربة (الاردن) وكامب دايفد (مصر) بالاضافة لقرار مجلس الامن مع لبنان (1701) مزّقت بعض هذه الإتفاقات وبالخصوص بعد المكتسبات التي حصلت عليها في سوريا تحديداً وبقائها بإحتلال النقاط الخمس في لبنان
فبدأت تلوّح للتملّص من اتفاقية مصر والتي تكلمت سابقاً عنها في مقال (مروحة مخاطر امام الجيش المصري
ونشر في وكالة الاخبار الدولية)
والاردن لرسم إستراتجيتها الجديدة ونزع السلاح الذي تعتبره يشكل خطر عليها مما أقلق مصر والأردن ، وخاصة بعد الطلب الإسرائيلي من امريكا بإبلاغ مصر بتفكيك جميع ترسانتها العسكرية من سيناء ، فسارعوا للإجتماع مع الرئيس الفرنسي ووضعوا مخاوفهم وقلقهم من التصرفات النتنه بين يد الأخير ...
وفي خضم هذه الصراعات في المنطقة عاد الملف النووي الإيراني الى الواجهة ، وبدأت الرعود والوعيد الأمريكي بضرب إيران إن لم ترضخ لترامب ، وإشتدت المعارك بالضغط على اليمن ، ظنناً من الإدارة الأمريكيه بأنه الحلقة الأضعف التي يستطيع من خلال ضربها سبع إيران وإخافتها ، وعلى ان تكون اليمن حقل تجارب له فكانت المفاجاة الكبرى بأنه دخل في وحل البحرين العربي والأحمر ، وإنهالت الصواريخ اليمنية على بوارجه وحاملات طائراته وليس أخرها ترومان ،
وقع الأمريكي في شراك الحوثي وبان التخبط الأمريكي على وجه البنتاغون الذي سارع لإيجاد الحل الأنسب لوقف الخسائر التي مني بها على ايدي اليمنيين .
فكيف سيكون حاله إذا دخل بحرب مباشرة مع إيران ؟ التي تمتلك ألف أضعاف ما يمتلكه اليمن فضلاً عن موقعها الجغرافي واسلحتها الإستراتيجية وخاصةً منظومة (دي) و (باور) والكثير وما خفي أعظم
والتي كشفت يوم الاثنين الماضي في 7/4/2025 طائرة من نوع f35 دخلت الاجواء العراقية ووصلت فوق بحيرة الرزازة في محافظة كربلاء فأبلغت إيران الدولة العراقية بوجودها وتحديد مكانها ، فكانت رسالة ذو حدين قد فهمها الأمريكي جيداً .
فاختار تقزيم السقوف والعودة لرأس المحور (ايران) والقبول بالتفاوض الغير مباشر
بدأت المفاوضات الغير مباشرة منذ أكثر من اسبوعين في سلطنة عمان وتم الإتفاق على التفاوض بما يخص السلاح النووي وإبعاد كل ما دونه عن التفاوض ، رضخ ترامب وأعلن من البيت الأبيض بدء التفاوض مع إيران يوم السبت المقبل (وبحسب خبراء إيرانيين لما كان هذا لولا رضوخ امريكا قبل اسبوعين والقبول بالتفاوض الغير مباشر والتي حدد بها مسار المفاوضات ) وكان لجانبه النتن ياهو الذي بان على وجه الخذلان ( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ) موعزاً له من غير المسموح لإسرائيل التدخل بالملف الإيراني ويجب عليك القبول بالإتفاق إذا ما أبرم .( تهديداً لا تمنياً )
عاد النتن الى كيانه خالي الوفاض مكسور المعادلات التي حاول رسمها عبر إستراتيجياته الهوجاء وادرك بأن المعادلات الإستراتيجيه التي يحدد شكلها الجديد ستكون إيران على رأسها ..
الباحث السياسي جواد سلهب
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع