استشهد 23 فلسطينياً وأصيب العشرات، منذ فجر اليوم الثلاثاء، في الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن إسرائيل حوّلت القطاع إلى "ساحة قتل".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن 1449 فلسطينياً استشهدوا، وأصيب 3647 آخرين منذ استئناف الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في الثامن عشر من آذار/ مارس الماضي، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 50 ألفاً و810 شهداء، و115 ألفاً و688 إصابة. "حماس": التصعيد لن يعيد الأسرى
وفي ردها على اعتداءات الاحتلال، أكدت "حماس" أن "التصعيد العسكري لن يعيد الأسرى أحياء وإنما يهدد حياتهم ويقتلهم ولا سبيل لاستعادتهم إلا عبر التفاوض"، مشيرةً إلى أن "ما يجري في غزة ليس ضغطاً عسكرياً فحسب، بل انتقام وحشي من المدنيين الأبرياء، وعلى دول العالم تحمّل مسؤوليتها في وقفه فوراً".
وشدّدت الحركة على أن "زيادة وتيرة العدوان لن تكسر إرادة شعبنا، وإنما ترفع منسوب التحدي والعناد والإصرار على التصدي للعدوان"، لافتةً إلى أن "سياسة نتنياهو في الانتقام من الأطفال والنساء والمسنين ليست خطة لتحقيق انتصار مزعوم، بل وصفة لفشل محتوم".
بدورها، أدانت "الجهاد الإسلامي" تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وما تضمنته من مماطلة في وقف إطلاق النار وإعادة طرح التهجير في غزة. ووصفت التصريحات بأنها عدوانية "وتجرد شعبنا الفلسطيني من حقوقه"، مؤكدةً أن "تبرير قتل الأبرياء بدعم أميركي متواصل للاحتلال، يثبت أن إدارة ترامب لا تختلف عن سابقاتها".
ساحة قتل
وتعليقاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "قطاع غزة أصبح ساحة قتل"، منتقداً إسرائيل بسبب منعها دخول المساعدات بدلاً من احترام "التزاماتها الصريحة" بتلبية احتياجات السكان.
وقال للصحافيين: "مرّ أكثر من شهر كامل بدون وصول ذرة مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت مجددا أبواب الرعب". وأضاف: "غزة أصبحت ساحة قتل. والمدنيون محاصرون في دوامة موت لا تنتهي".
ورفض ادعاءات إسرائيل أن هناك مخزونات كافية في غزة لإطعام السكان، وذكّرها بالتزاماتها، لافتاً إلى أنها "باعتبارها قوة احتلال، تتحمل التزامات صريحة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وفي إشارته إلى اتفاقيات جنيف، شدد غوتيريش خصوصاً على مسؤولية "قوة الاحتلال" في ضمان توفير الغذاء والمعدات الطبية للسكان. وقال: "لا شيء من هذا يحدث اليوم"، كما رفض أيضاً مقترحات إسرائيلية جديدة بشأن المساعدات.
وأكد أن "آليات الموافقة الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لتسليم المساعدات تهدد بفرض سيطرة شديدة على المساعدات وتقييدها، حتى آخر سعرة حرارية وحبة طحين". وأضاف: "يجب أن أكون واضحاً، لن نشارك في أي نظام لا يحترم بشكل كامل المبادئ الإنسانية، الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد"، مطالباً بضمان وصول المساعدات "بدون عوائق".ماكرون: إدخال المساعدات أولويةمن جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر هو "أولوية الأولويات".وقال ماكرون، في تصريحات خلال جولة في مدينة العريش المصرية القريبة من قطاع غزة، إن الوضع اليوم في غزة لا يمكن التساهل معه "وهو لم يكن أبدا بهذا السوء". وأضاف: "نطالب أولا باستئناف دخول المساعدات في أسرع وقت ممكن".
هولندا تستدعي سفير إسرائيل
وفي هولندا، استدعى وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب، السفير الإسرائيلي في بلاده على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة، بحسب ما أعلنت الحكومة الهولندية في بيان، اليوم الثلاثاء.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الهولندي بالسفير الإسرائيلي غداً الأربعاء، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وفي السياق، أعلنت الحكومة الهولندية الإثنين تشديد القيود على تصدير جميع المنتجات العسكرية والسلع ذات الاستخدام المزدوج المتجهة إلى إسرائيل.
وقالت في خطاب إلى البرلمان، إنه من المقرر فحص جميع الصادرات المباشرة والمنتجات العابرة إلى إسرائيل للتأكد من توافقها مع الأنظمة الأوروبية، ولن تتم بعد الآن بموجب تراخيص التصدير العامة.