حذّر مسؤولون إسرائيليون من احتمال أن يفتح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الباب أمام عودة حركة "حماس" إلى سوريا.
ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الشرع بأنه "إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة"، وقال: "سوريا ستدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت لقوى معادية لإسرائيل بالتمركز على أراضيها"، وفق تقرير لمجلة "الإيكونوميست" نُشر أمس الإثنين.
وربطت المجلة هذا التحذير بمخاوف إسرائيلية متزايدة من الدور التركي في دعم الحكومة السورية الجديدة، وإمكانية استخدام هذا الدعم كقناة لعودة "حماس" إلى دمشق.
غارات ليلية مركّزة
ونفّذت إسرائيل سلسلة غارات جوية على مواقع عسكرية سورية في 2 نيسان/أبريل الحالي. واستهدفت الغارات، بحسب "الإيكونوميست"، قاعدة "تي-4" الجوية قرب تدمر، ودمّرت مدرجها ومنظومات الرادار فيها، بعد تحركات تركية مكثفة في المنطقة. واعتبرت تل أبيب هذه الغارات جزءاً من استراتيجية ردع موجهة ضد محاولات أنقرة ترسيخ وجود عسكري في سوريا، قد يخدم ترتيبات تتجاوز الدعم اللوجستي وتصل إلى بناء تحالفات أمنية جديدة.
صمت دبلوماسي محسوب
من جانبه، تجنب الشرع الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بإسرائيل منذ تسلمه منصبه، بحسب "الإيكونوميست"، وشدّد في مناسبات عدة على أن "سوريا لا تسعى إلى علاقات عدائية مع جيرانها"، في موقف فُسّر على أنه رغبة في تجنب التصعيد الإقليمي وتحييد الساحة السورية عن الاستقطاب المباشر. ورغم ذلك، لم يبدد هذا الصمت الحذر، الشكوك الإسرائيلية حول نوايا الشرع، لا سيما مع دعم أنقرة العلني لحكومته، بحسب المجلة.
من غزّة إلى سوريا
لم تلقَ الأخبار التي تحدّثت عن نية إسرائيل ترحيل سكان من غزة إلى جنوب سوريا قبولاً في الأوساط العربية والإقليمية. غير أنّها تقاطعت مع هواجس إسرائيلية من استخدام سوريا كأرضٍ بديلة أو منطقة نفوذ موازية، في حال تزايد الضغط الدولي على سياسات الاحتلال في غزة. وربطت المجلة بين هذه الطروحات والتخوف الإسرائيلي من أي تقارب سوري–تركي يتيح لحماس إعادة التموضع في الجغرافيا السورية، في تحدٍّ مباشر للتوازنات القائمة جنوب البلاد.
تحالفات تتبدّل سريعاً
في المقابل، اتهمت أنقرة، إسرائيل بدعم الأكراد في سوريا عبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وذكرت "الإيكونوميست" أنها رصدت اتصالات إسرائيلية مع قوات "قسد"، التي تصنفها أنقرة امتداداً لـ "حزب العمال الكردستاني"، وتعتبر أي دعم لها محاولة لتقويض النفوذ التركي في سوريا. وأشارت المجلة إلى أن هذه الاتهامات، دفعت تركيا إلى فتح قنوات تفاوض سرّية مع عبد الله أوجلان، أسفرت عن إعلان وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرق سوريا في آذار/مارس الماضي.
استقرار مشروط مؤقّت
واستبعدت مصادر غربية تحدثت للمجلة، اندلاع مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل في المدى القريب. ونقلت المجلة عن مصدر استخباراتي إسرائيلي، قوله إن "نجاح الشرع في تثبيت حد أدنى من الاستقرار في سوريا، حتى إن جاء برعاية (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان، يبقى أفضل من فوضى جهادية مفتوحة". وأكدت "الإيكونوميست" أن الطرفين يركّزان حالياً على ترسيخ توازن ردع في سوريا، في ظل انشغال كل من أنقرة وتل أبيب بعلاقاتهما المعقدة مع واشنطن وأوروبا.