أصدر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قراراً بنقل السفيرين السوريَين في السعودية محمد أيمن سوسان، وروسيا بشار الجعفري إلى القيادة المركزية في دمشق، حسبما أفاد مصدر مسؤول في الوزارة لوكالة "سانا".تغييرات دبلوماسيةوقال المصدر للوكالة السورية إن قرار الشيباني يأتي في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي بدأت للتو، موضحاً أن تسيير شؤون السفارتين سيتم عبر القائم بالأعمال، وذلك ريثما يصدر الرئيس السوري أحمد الشرع التعيينات الرسمية كبدلاء في المنصبين في الفترة المقبلة.الإجراء، هو الأول من نوعه الذي يستهدف السفراء السوريين المعينين في مناصبهم منذ حقبة النظام المخلوع، بالتزامن مع مطالبات سورية كثيفة بإقالتهم ومحاسبتهم.ويأتي القرار السوري بعد إبلاغ الولايات المتحدة البعثة الدبلوماسية السورية في نيويورك، بتغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة حكومة غير معترف بها من قبل الحكومة الأميركية. وفسّر سياسيون سوريون في واشنطن، القرار بأنه موجه ضد أفراد الوفد السابق المعتمدين منذ حقبة نظام الأسد وحكومته، وبالتالي هو موجه ضد الأخير الذي سقط قانونياً، وليس موجه ضد الإدارة الجديدة.وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، إن الإجراء الأخير المتعلق بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هو "إجراء تقني وإداري بحت"، ويرتبط بتسوية وضع البعثة السابقة، ولا يشير إلى أي تغير في الموقف السياسي الدولي من الحكومة السورية الجديدة.بشار الجعفريوالجعفري المستهدف الأول بقرار الشيباني، هو سفير سوريا المعيّن في روسيا من قبل رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022. وشغل قبل ذلك عدداً من المناصب في السلك الدبلوماسي السوري، بينها الممثل الدائم لسوريا في الأمم المتحدة، ونائب وزير الخارجية السابق فيصل المقداد.والجعفري هو أحد الوجوه التي اعتاد السوريون على مشاهدتها في موقع الدفاع الشرس عن سردية وممارسات نظام الأسد الوحشية ضد المناطق الثائرة، أمام الوفود الدولية في مجلس الأمن، وذلك منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011.وتحوّل بسبب الدفاع عن تلك السردية، إلى أحد الوجوه الدبلوماسية المعروفة لدى السوريين، مما دفعهم للمطالبة مبكراً بعد سقوط النظام، إلى إقالته من منصبه كسفير لدى روسيا، ومحاسبته كذلك.أيمن سوسانأما سوسان، فقد عيّنه الأسد في منصب سفير سوريا لدى لسعودية، في 6 كانون الثاني/يناير 2024، وذلك عقب استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض والنظام المخلوع، بعد انقطاع دام أكثر من عقد كامل.وشغل سوسان منصب معاون وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014، كما كان سفيراً لسوريا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى العام 2012. وشارك في السنوات الأخيرة، في التفاوض في عدد من الملفات ضمنها تقارب النظام المخلوع مع السعودية وتركيا.وكان الوزير الشيباني قد التقى سوسان في مبنى السفارة السورية في الرياض، خلال زيارة الوزير إلى السعودية قي كانون الثاني/يناير الماضي.