تواجه أستراليا عالماً يشهد حالة من عدم اليقين الجيوسياسي المتصاعد بشكل حاد.
في فبراير، أرسلت الصين زوارق بحرية لتطويق الساحل الأسترالي، في الوقت الذي تُجري فيه مناورات بالذخيرة الحية.
في أبريل، بدا أن سفينة أبحاث “تان سو يي هاي” التي يُشتبه بأنها “سفينة تجسس” صينية، تُبحر حول أستراليا، مُقتربةً من كابلات الكهرباء البحرية في البلاد.
تستمر الحروب في إسرائيل وغزة وأوكرانيا.
يُطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أستراليا بزيادة إنفاقها الدفاعي، ويُحذر بعض خبراء الأمن القومي من أن التحالف الأسترالي الأمريكي قد يكون في طور التفكك.
لا يزال الإرهاب العالمي يُمثل تهديداً مُستمراً.
يوجد حالياً دعم من الحزبين لصفقة أوكوس، التي تتضمن حصول أستراليا على غواصات تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولكن هناك اختلافات واضحة بين حزب العمال والائتلاف حول مجموعة من مسائل الأمن القومي الحيوية وكيفية التعامل معها.
إليكم كيف يتعامل حزب العمال والائتلاف مع القضية الجوهرية المتمثلة في الحفاظ على أمن أستراليا وحريتها وسيادتها.
حزب العمال
ميناء داروين: يُجري حزب العمال “محادثات مع صناديق التقاعد” حول إعادة ميناء داروين إلى أستراليا. لم يُقدم أنتوني ألبانيزي تفاصيل كاملة بعد، لكنه قال إن “مشاركة دافعي الضرائب” قد تكون ضرورية لإنهاء عقد إيجار شركة لاندبريدج هولدينجز الصينية لمدة 99 عاماً، والذي منحته حكومة الإقليم الشمالي آنذاك عام 2015.
دراسة دور حفظ السلام للجنود الأستراليين في أوكرانيا: أعرب رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي عن انفتاحه على مشاركة أستراليا في تحالف لحفظ السلام لدعم أمن أوكرانيا.
حظر منصة الذكاء الاصطناعي ديب سيك: في فبراير 2025، حظرت الحكومة استخدام ديب سيك – وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني – في جميع الأنظمة والأجهزة الحكومية. يتماشى هذا القرار مع الإجراءات التي اتخذتها دول أخرى، ويستند إلى تقييمات من وكالات الأمن والاستخبارات بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة بالمنصة.
الاستثمار في تقنيات الدفاع: خصصت الحكومة أموالاً لتسريع تطوير تقنيات تهدف إلى مواجهة أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة للأعداء المحتملين.
وضع استراتيجية وطنية للأمن الغذائي: إدراكاً منها لأهمية حماية سلاسل الإمداد الغذائي، أعلنت الحكومة عن استثمار بقيمة 3.5 مليون دولار أمريكي لوضع خطة “تغذية أستراليا”. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز أمن ومرونة أنظمة الإنتاج الزراعي والغذائي في أستراليا، وضمان استقرارها في مواجهة أي اضطرابات محتملة.
الاستثمار في تقنيات الدفاع المتقدمة: تعمل الحكومة على تسريع تطوير تقنيات لمواجهة أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة للأعداء المحتملين. ومن خلال برنامج تسريع القدرات الاستراتيجية المتقدمة، تم التعاقد مع شركتين أستراليتين لتطوير هذه القدرات، بما يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية لقوات الدفاع الأسترالية.
دعم سلاسل توريد غواصات أوكوس: تم تخصيص 262 مليون دولار أمريكي إضافية لدعم الصناعات الدفاعية المحلية وتطوير سلسلة توريد الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في أستراليا في إطار شراكة أوكوس. يؤكد هذا الاستثمار التزام الحكومة بتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية الوطنية والمساهمة في جهود الأمن الجماعي مع الحلفاء.
تطوير قدرات الحرب الإلكترونية: تموّل الحكومة شركات مقرها كانبرا لتطوير تقنيات الحرب الإلكترونية. تُعد هذه المبادرة جزءاً من تحدي أوكوس للابتكار، وتهدف إلى توفير قدرات حيوية لقوات الدفاع في أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في محاولة لتعميق الابتكار الدفاعي التعاوني.
الائتلاف.
ميناء داروين: سيبدأ الائتلاف عمليةً مدتها ستة أشهر بعد الانتخابات لإيجاد مستأجر جديد معتمد، على أن تستحوذ الكومنولث على عقد إيجار ميناء داروين في حال فشل ذلك.
معارضة دور حفظ السلام للجنود الأستراليين في أوكرانيا: يعارض بيتر داتون نشر قوات أسترالية في أوكرانيا بصفة حفظ سلام.
ترحيل المواطنين مزدوجي الجنسية الذين يرتكبون جرائم خطيرة: اقترح السيد داتون إجراء استفتاء لتعديل الدستور للسماح للحكومة بترحيل المواطنين مزدوجي الجنسية الذين يرتكبون جرائم خطيرة.
تضييق الخناق على قوانين التأشيرات لمنع معاداة السامية: يقول السيد داتون إنه سيُرحّل الأشخاص الذين يُثبت نشرهم للكراهية المعادية للسامية.
زيادة الإنفاق الدفاعي: عقب دعوة من كبير مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، إلبريدج كولبي، لأستراليا لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، أعلن الائتلاف أنه سيزيد حصة الحكومة من التمويل في حال انتخابه.
الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: صرّح السيد داتون بأنه سيتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال “الأيام الأولى” للحكومة الائتلافية الجديدة لاستعادة العلاقات بين أستراليا وإسرائيل.
إصلاح الشؤون الداخلية: سينقل الائتلاف مسؤولية وكالة الاستخبارات الأمنية الأسترالية، والشرطة الفيدرالية الأسترالية، ومركز الاستخبارات والتحليل والتتبع، ووكالة الاستخبارات الجنائية إلى وزارة الداخلية بعد أن سُلّمت إلى النائب العام في عهد حزب العمال.
28 طائرة إف-35: تعهد الائتلاف بتقديم 3 مليارات دولار لشراء 28 طائرة مقاتلة من طراز إف-35، مما يزيد أسطول أستراليا إلى 100 طائرة. ألغى حزب العمال هذه الخطط بعد أن راجع الإنفاق الدفاعي وأعاد ترتيب أولوياته.