على شاكلة ما حصل الأسبوع الماضي عندما دعا وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجّار الهيئات الناخبة في محافظة جبل لبنان للإنتخابات البلديّة والإختيارية المرتقبة في 4 أيّار المقبل، ملتزماً القانون بتوجيه الدعوة لها قبل شهر على الأقل من موعد هذه الإنتخابات، يُنتظر أن يوجه الحجّار هذا الأسبوع دعوة مماثلة إلى الهيئات الناخبة في محافظتي الشّمال وعكّار للمشاركة في الإنتخابات المحلية المنتظرة في 11 أيّار المقبل، على أن يكون يوم الجمعة المقبل أبعد حدّ لتوجيه هذه الدعوة.
غير أنّ المرشّحين للإنتخابات المحلية في الشّمال وعكّار، بلدياً واختيارياً، لم ينتظر قسم كبير منهم دعوة الحجّار للهيئات الناخبة في محافظتيهما للشروع عملياً في إطلاق حملاتهم الإنتخابية، إذ بادر بعضهم إلى إعلان ترشّحهم ونشر صورهم وبرامجهم الإنتخابية على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، وتعليق صور لهم على أعمدة وجدران أحياء المدن والبلدات التي سيترشحون فيها، بعدما تيقنوا أن قطار الإنتخابات قد انطلق فعلياً، بعد طول تردّد، إثر دعوة الحجّار للهيئات الناخبة في جبل لبنان.
لكنّ اللافت أنّ أغلب هؤلاء المرشّحين لم يسبق لهم أن خاضوا أيّ إنتخابات محليّة سابقة، أو أنّ بعضهم كان ترشّح ولم يحالفه الحظ بالفوز، في حين أنّ رؤساء وأعضاء البلديات الحالية، والمخاتير الحاليين، لم يعلنوا حتى الآن ترشّحهم للإنتخابات المقبلة من عدمه، مفضلين الإنتظار إلى حين فتح أبواب الترشّح للإنتخابات كي يبنوا على الشيء مقتضاه، ترشّحاً أو عزوفاً.
تجربة السنوات التسع الماضية، السّنوات القانونية الستّ إضافة إلى سنوات التمديد الثلاث، جعلت الكثير من رؤساء البلديات والأعضاء والمخاتير يعلنون عدم حماستهم للترشّح مجدّداً، بعد تجربة السّنوات التسع الماضية التي جعلت كثيرين يفضلون عدم تكرار التجربة مرة ثانية، لأسباب مختلفة.
فالأزمات العديدة التي عصفت بالبلديات، من خلافات داخلية وانقسامات وتدخلات سياسية، وعدم تجانس رؤساء وأعضاء أغلب المجالس البلدية ما أدى إلى شلّها أو إلى حلّها، فضلاً عن أزمة الإنهيار المالي وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية التي جعلت أغلب البلديات مفلسة وصناديقها فارغة، وعاجزة عن القيام بالحدّ الأدنى من واجباتها تجاه المواطنين ضمن نطاقهم، دفعت كثيرين إلى تفضيل عدم خوض العمل البلدي، سواء بتكرار التجربة أو خوضها لأول مرّة.
وبرغم ذلك فإنّ الأحزاب والتيّارات والقوى السّياسية في المدن والبلديات الكبرى، والعائلات في أغلب البلديات، لم تتردد في عقد اجتماعات لها للكشف عن مرشحيها، أو إعلانها مبدئياً عن قيامها بتحالفات إنتخابية، تحت شعارات رفعتها تتضمن رفضها أن تتخلى عن “مكاسب” و”مواقع” نفوذ لها، أو “إخلاء” السّاحة لخصومها، قبل عام من موعد الإنتخابات النيابية المرتقبة في أيّار من العام المقبل.
ومع أنّ إتصالات واجتماعات قد بدأت تُعقد تحضيراً للإنتخابات المحلية في معظم المناطق اللبنانية، حزبياً وعائلياً، فإنّه يُنتظر أن يشهد الإستحقاق البلدي والإختياري المقبل تطورات لم يعرفها في الإستحقاقات السّابقة، يرجح أن يكون من أبرزها تدني نسب الإقتراع ونجاح أشخاص تنقصهم الخبرة في العمل البلدي، وهي تطوّرات يُنتظر أن تتضح تباعاً في الايام المقبلة.
موقع سفير الشمال الإلكترونيكلمات دلالية: ار المقبل الس للإنتخابات ترش الإنتخابات الناخبة الحج |