أكد مصدر سوري من واشنطن لـ"المدن"، قرار الإدارة الأميركية بتغيير وضع البعثة السورية، من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة، إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة، موضحاً أن القرار هو جزء من تحرك أمني لمراجعة جميع التأشيرات للدول التي بها حروب و"إرهاب".
أسباب القرار
وقال المصدر اليوم الاثنين، إن القرار أتى ضمن سياق أمني أميركي لا يشمل سوريا فقط، إنما يشمل مراجعة جميع التأشيرات من الدول التي لديها حروب على أرضيها وجماعات مصنفة على إنها "إرهابية"، مشيراً إلى أن القرار بدأ التحضير له قبل تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية أعطت إشارات قبل إصدار القرار، وذلك عبر إصدار مذكرة منعت بموجبها قيام أعضاء مجلس الشيوخ بأخذ صور تذكارية مع العلم السوري الجديد، إلى جانب منع رفعه على مبنى السفارة السورية المغلق في واشنطن.
وذكر المصدر أن الإدارة الأميركية ستصدر خلال الساعات المقبلة، توضيحاً حول أسباب القرار، مؤكداً بأن خلفية القرار أمنية وليست سياسية.
البعثة الدبلوماسية
وفي وقت متأخر من مساء الخميس، أبلغت واشنطن البعثة الدبلوماسية السورية في نيويورك، بتغيير ضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة، حسب ما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية ليل أمس الأحد.
ونصّت المذكرة التي تبلغتها البعثة عبر الأمم المتحدة، على إلغاء التأشيرات الممنوحة لأعضاء البعثة من فئة "ج-1"، المخصصة للدبلوماسيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة والمعترف بحكوماتهم في البلد المضيف، إلى فئة "ج-3" التي تُمنح للمواطنين الأجانب المؤهّلين أممياً للحصول على سمة، من دون أن تكون الولايات المتحدة معترفة بحكوماتهم.
بدوره، أرسل الوفد السوري برقية إلى الخارجية السورية في دمشق، لأجل تبليغها بمضمون المذكرة الأميركية.
وجاء في البرقية أن "البتّ بقرار منح السمات الجديدة يعود للهيئة الأميركية لخدمات المواطنة والهجرة، وذلك بعد القيام بعدد من الخطوات والإجراءات الرامية لتغيير الوضع القانوني للوفد وأعضائه، كما هو مبين في المذكرة".
وأشار الوفد في نص المذكرة التي حصلت عليها الصحيفة، إلى أن المذكرة الأميركية "تضمنت إعلاناً صريحاً ومباشراً بعدم اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالحكومة الانتقالية السورية الحالية، وقد تتبعها خطوات مماثلة لجهة عدم الاعتراف من قبل دول أخرى تشاطر الإدارة الأميركية بعض مشاغلها".