بعد لقاء استمر لأكثر من ساعة، غادرت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، قصرا بعبدا بعد لقائها مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، من دون الإدلاء بأي تصريح.
وفي مقابل تمنع أورتاغوس عن التصريح، أكدتّ مصادر متابعة لـ"المدن" أنّ الأجواء في بعبدا كانت بناءة وايجابية ولم تحمل معها أي تصور أو تهديدات، بل أنّ"أورتاغوس تعوّل على عامل الوقت"، وقد "استفسرت عن جملة ملفات أبرزها السلاح والشأن المالي والاصلاحات الإقتصادية، مع التركيز خصوصاً على موضوع السلاح"، وقد لُمس منها في قصر بعبدا تفهمها للأوضاع.وبحسب المعلومات فإنّ أورتاغوس ستمدد زيارتها إلى لبنان لغاية الغد، ليتسنى لها اللقاء مع مجمل الأفرقاء السياسيين والقادة العسكريين. وعُلم أنّها ستلتقي برئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، وقائد الجيش رودولف هيكل، كما ستجتمع مع حاكم مصرف لبنان كريم سعيد ووزير المالية ياسين جابر. لقاء سيتضمن مناقشة الاصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي.
يأتي هذا في وقت يُنتظر من هذه الزيارة أن تضع النقاط على الحروف، لجهة مطالبة لبنان بالانسحاب الفوري والكامل لإسرائيل من النقاط التي تحتلها في الجنوب اللبناني والتزام إسرائيل بتنفيذ القرار 1701، ووقف العدوان على المناطق اللبنانية وموجة الاغتيالات التي ينفذها الطيران الإسرائيلي.بعبدا: لجان تعاون غير ديبلوماسيمن جهتها، الرئاسة اللبنانية أفادت بأن الاجتماع بين رئيس الجمهورية وأورتاغوس، كان بنّاءً، وتم البحث بين الوفدين، في عدد من الملفات، أبرزها: الوضع في الجنوب اللبناني والحدود اللبنانية-السورية والإصلاحات المالية والاقتصادية لمكافحة الفساد.
فيما أشارت معلومات إلى انّ النقاش بين الجانبين تطرق إلى مسألة الحدود اللبنانية مع سوريا وإسرائيل والاصلاحات المالية والاقتصادية. بينما في المقابل ستعيد أورتاغوس التأكيد على الموقف الأميركي الضاغط لتشكيل لجان بين لبنان وإسرائيل، لجان سياسية غير عسكرية، وهو ما لا يزال لبنان الرسمي يرفضه.
وقد استهلت أورتاغوس الجولة التي بدأتها أمس إلى لبنان، بزيارة رئيس الجمهورية رافقها نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وسوريا نتاشا فرانشيسكا ووفد مرافق، إضافة الى السفيرة الأميركية السيدة ليزا جونسون. وسادت اللقاء أجواء بناءة، وسبقته خلوة بين الرئيس عون والموفدة الميركية التي كانت ترتدي للمرة الثانية قلادة نجمة داوود، استمرت نحو نصف ساعة.بري: نسخة عن قوانين الاصلاحكذلك التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة نائبة المبعوث الاميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، التي غادرت أيضاً من دون تصريح.
وتناول اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وثلث الساعة، تخللته خلوة بين رئيس المجلس وأورتاغوس، الأوضاع والتطورات الميدانية المتصلة بالخروقات والإعتداءات الإسرائيلية على لبنان والتي تتسبب بسقوط ضحايا يومياً وذلك خلافاً لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701 .وكذلك الإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد خاصة في القطاعات المالية والإقتصادية والإدارية.وزود بري الموفدة الاميركية بقائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري لا سيما مجلس الإنماء والإعمار . ووصف بري اللقاء بأنه كان جيداً وبناء.سلام: للاتفاق مع صندوق النقدوفي السرايا الحكومي، استمر اللقاء بين سلام وأورتاغوس والوفد المرافق أكثر من ساعة أيضاً. سبقته خلوة بين رئيس الحكومة والموفدة الأميركية. وتخلل اللقاء بحث في ملفات الإصلاح المالي والاقتصادي، حيث أثنت أورتاغوس، بحسب المكتب الاعلامي لسلام، على خطة الحكومة الاصلاحية، ولا سيما الخطوات التي باشرت بها، من جهة رفع السرية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة، وخطط الحكومة للإصلاح الإداري والمؤسساتي ومكافحة الفساد. كما جرى تشديد على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وحول تطورات الوضع في الجنوب، تناول البحث التدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701 واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية، بالتعاون مع لجنة المراقبة العسكرية، بالاضافة الى استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
وعبّرت الموفدة الأميركية عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. كذلك جرى تناول تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى بالاضافة إلى منع كل أشكال التهريب.معراب: السلاح غير الشرعيوضمن جولة اللقاءات، التقى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع أورتاغوس في معراب وتم خلال اللقاء التركيز على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات المرتبطة به، لا سيما تنفيذ القرار الدولي 1701 بمندرجاته.
وتم خلال اللقاء بحث شامل في الأوضاع اللبنانية والإقليمية، مع التركيز على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات المرتبطة به، لا سيما تنفيذ القرار الدولي 1701 بمندرجاته كلها، وفي طليعتها بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، ضبط الحدود مع سوريا، السيطرة الكاملة على المعابر الجوية والبحرية، والانتهاء من الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المتبقية في الجنوب اللبناني.
كما تناول البحث مشاريع إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد اللبناني، بما يتماشى مع تنفيذ الاتفاق، حيث أن المدخل الأساسي لأي نهوض اقتصادي حقيقي يبدأ بتطبيق السيادة الكاملة للدولة وبحصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية.
وأكد جعجع أن "موضوع نزع السلاح غير الشرعي هو مطلب لبناني أساسي، لأنه الطريق الوحيد للوصول إلى دولة فعالة في لبنان، ومن دون دولة فعالة في لبنان سنبقى على ما كنا عليه في السنوات العشرين الأخيرة".
كذلك استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس مع وفد مرافق بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وتم البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.