أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي، اليوم الأحد، في منشورٍ عبر منصة "إكس"، أنّ رئيس الأركان الإسرائيليّ الجنرال إيال زامير قام بتقييم الوضع الأمنيّ على الحدود اللّبنانيّة في إطار استعدادات الجيش الإسرائيليّ للأعياد المقبلة. وأوضح أدرعي أن زامير أجرى الجولة برفقة قائد المنطقة الشمالية، قائد الفرقة 91، وعدد من القادة العسكريين، حيث التقى خلالها بالقادة النظاميين وقيادات الاحتياط العاملين في الجبهة، معبّرًا عن تقديره لجهودهم. وأضاف أن رئيس الأركان استعرض الخطط العملياتية الخاصة بالمراحل المقبلة على الصعيدين الدفاعي والهجومي.
وفي تعليقه، أكدّ زامير أن الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز جهوده الدفاعية ويظهر روح المبادرة والقدرة الهجومية في مختلف الجوانب. كما شدد على أهمية تعزيز قوات الاحتياط على كافة الأصعدة في ضوء المستجدات. وفي نهاية التصريح، أعاد زامير التأكيد على تعليماته بشأن عدم السماح للمواطنين الإسرائيليين بالتجول خلف الحدود الدولية، مع تحديد الأماكن التي يمكن فيها تنظيم جولات سياحية وفقًا للأوضاع الأمنية الحالية.اعتداءات إسرائيليّةليلا، أغارت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي على بلدة الناقورة قرب مركز للجيش اللبناني.وكانت مسيّرة إسرائيليّة استهدفت، صباح اليوم الأحد، حفارة لاستصلاح الأراضي بين قريتي زبقين والشعيتية في قضاء صور وأُفيد عن وقوع عددٍ من الجرحى، ليعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة لاحقًا، في بيان، أنّ "الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على بلدة زبقين أدت في حصيلة إلى استشهاد مواطنين". وفي هذه السّياق أعلن الجيش اللّبنانيّ، في بيانٍ له أن "المكان الذي قصفته إسرائيل صباحا في بلدة زبقين بالجنوب واستشهد فيه شخصان لا يحوي وسائل عسكرية". كما أفادت تقارير ميدانية بأنّ طائرة مسيّرة إسرائيليّة استهدفت مركبة من طراز "رابيد" على طريق بلدة الناقورة في قضاء صور، إلّا أنّ المسيّرة لم تصب هدفها مباشرة، بل انفجرت على سقف السيارة. وفي سياقٍ متصل، ذكرت تقارير ميدانيّة اليوم الأحد أنّ مسيّرة إسرائيليّة أخرى ألقت قنبلة بين بلدتي الطيبة وربّ ثلاثين في جنوب لبنان، فيما ألقى الجيش الإسرائيلي عددًا من القنابل المضيئة في الأجواء المقابلة لبلدة حولا الحدوديّة.
على صعيد موازٍ، سجّل توغّل لجرافة عسكرية إسرائيليّة تؤازرها دبابة "ميركافا" باتجاه بركة النقار عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شبعا، حيث عملت على تنفيذ عمليات تجريف ورفع سواتر في المنطقة. يُشار إلى أنّ آخر استهداف إسرائيليّ في جنوب لبنان وقع مساء الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه الاعتداءات في توقيت حسّاس يتزامن مع زيارة المبعوثة الأميركيّة الخاصّة بلبنان مورغان أورتاغوس، حيث أكّد المسؤولون اللّبنانيون، خلال لقائهم بها ضرورة إيجاد آلية لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللّبنانيّة وإطلاق الأسرى."سيبقى لبنان في حالة حصار"من جهةٍ أخرى، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيليّة تقريرًا جديدًا أشارت فيه إلى أنّ قطع علاقات إيران ببيروت سيساعد لبنان على استعادة أمجاده السّابقة. وبحسب ما جاء في التقرير، فإنّ "إيران مسؤولة إلى حدٍّ كبير عن عزلة لبنان؛ إذ تمكّن وكيلها الأقوى، حزب الله، من التسلّل إلى مختلف جوانب المجتمع اللّبنانيّ، بينما شنّ هجمات على الحدود الشماليّة لإسرائيل".
وأضاف التقرير أنّ "تدفّق اللاجئين السوريين أثقل كاهل موارد لبنان المحدودة، ممّا أضعف الحكومة المركزيّة، وبات استقرار لبنان ووجوده موضع شكّ منذ عقود". وتابع: "لا شكّ أنّ التطورات الأخيرة، ومنها ما ذُكر عن اغتيال أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله، والهجوم على أعضاء الحزب، دفعت الجماعة المسلحة إلى التراجع، في حين أنّ انتخاب قائد الجيش السابق، جوزاف عون، رئيسًا للجمهوريّة، حسّن بشكلٍ كبير من آفاق لبنان".
لكنّ التقرير أشار في الوقت ذاته إلى أنّ "لبنان لا يزال بعيدًا عن استعادة مكانته التاريخية كدولة ذات سيادة متعدّدة الثقافات والطوائف. كما أنّ راعي حزب الله، أي النظام في إيران، لا يزال صامدًا برغم مشكلاته الهيكليّة. وإلى أن تشعر إسرائيل بالأمان على حدودها الشمالية، سيبقى لبنان في حالة حصار".
وعن الموقف الأميركيّ، ذكر التقرير أنّ "إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب خصّصت 95 مليون دولار لدعم الجيش اللّبنانيّ". وفي هذا الصّدد، نقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون لبنان وسوريا فراس مقصد قوله إنّ "ضخّ الأموال في الأيدي المناسبة فكرة جيّدة دائمًا"، مؤكّدًا أنّ "بيروت لا تملك المال الكافي لدعم جنودها، فيضطر كثير منهم إلى العمل كعمّال توصيل طعام بعد انتهاء نوبات خدمتهم؛ وهذا أمر لا يمكن أن يُدار به بلد".
وبيّن التقرير أنّ لبنان يعتمد نظامًا معقدًا لتقاسم السلطة منذ عام 1943، في ظلّ الترويكا المؤلفة من رئيس مسيحي ماروني، ورئيس وزراء سنّي، ورئيس مجلس نوّاب شيعي، فضلًا عن انقسامات اجتماعيّة وسياسيّة عميقة. وأشار إلى أنّ "إيران استغلّت لبنان قبل الثورة الإسلامية وبعدها، إذ جرى في أوائل السبعينيات تدريب ميليشيات معارضة للشاه في بيروت للمساهمة في إشعال الثورة بإيران، كما نُسخت أشرطة كاسيت لخطب آية الله الخميني اللاذعة وأُرسِلت لتنتشر في شوارع إيران".
ورأى التقرير أنّ "استعادة لبنان تتطلّب مواجهة النظام الإيراني على الصعيدين الإيديولوجي والعملي"، موضحًا أنّ "دعم الجيش اللبناني بالعتاد والأموال والمعنويات قد يعزّز قوة اللبنانيين الاقتصادية في ظلّ ارتفاع التضخم والبطالة، ويوفّر شعورًا بالتماسك يُشجّع على المشاركة المدنية. وعندها، قد تتغيّر البيئة التي يجتذب منها حزب الله عناصره، فتصبح الدولة هي الجهة الموفّرة للسكن والرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة، لا الحزب".
ولفت التقرير إلى إمكانية إعادة هيكلة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لتصبح مهمّتها دعم إعادة الإعمار وبناء الرخاء في البلاد، مشيرًا إلى أنّه "تمشّيًا مع روح الإدارة الأميركية آنذاك، ينبغي أن يعود لبنان ريفييرا الشرق كما كان قبل 50 عامًا. ولتحقيق ذلك، قد يُساهم حراك دبلوماسي قويّ يهدف إلى إدراج لبنان في اتفاقيات أبراهام في جذب الاستثمار الأجنبي، ويرسل إشارة إلى طهران بأن البلاد لم تعد ساحتها المفتوحة".