ظهرت مراسلة "تلفزيون سوريا" حنين عمران، في بث مباشر عبر صفحتها الشخصية في "فايسبوك" وهي داخل سيارتها في مدينة حرستا بريف دمشق، لتروي تفاصيل المضايقات والتهديدات التي تعرضت لها مع زميلها المصور أثناء محاولتهما إعداد تقرير ميداني في المنطقة.
وقالت عمران في البث المباشر الذي ظهرت فيه بحالة من الانفعال والاستياء، أن "ضابط أمن" تابع للمجلس التشريعي في المدينة، اعتدى على المصور وسحب منه البطاقات الصحافية، أثناء محاولتهما توثيق شكاوى من سكان المدينة بشأن "تجاوزات المجلس".وأشارت عمران إلى أن الضابط الذي يُدعى أبو ماجد، ويُعرف عن نفسه كعضو في "مجلس الشورى" المحلي المكلف بإدارة الشؤون الإدارية، قام بالتدافع مع المصور طاهر عمران وسحب البطاقات الصحافية منه، مضيفة أن "حرستا تبدو خارجة عن سلطة الدولة وعن القانون"، ودعت وزارة الإعلام السورية إلى التدخل.وفي مقطع الفيديو، ظهر أبو ماجد وهو يطلب منها المغادرة، زاعماً أن البطاقات الصحافية التي بحوزتها "غير صادرة عن وزارة الإعلام"، بينما هددها شخص آخر قال أنه من مجلس الشورى، بأن "لا يُسمح لها بمغادرة حرستا" إن لم تتوقف عن البث المباشر، في تهديد اعتبرته عمران صريحاً ومباشراً ضدها.وأضافت عمران أن ما تعرضت له "استعراض للقوة" من جهة لا تخضع لأي سلطة رسمية، وقالت أن هذه الممارسات تعيد إلى الأذهان الأساليب الأمنية التي كانت سائدة في عهد نظام الأسد السابق. ونقلت عن أبو ماجد قوله لها من نافذة السيارة: "أنتِ تتجاوزين حدودك"، معتبرة أن هذه الحادثة "برسم وزارة الإعلام"، فيما تحدثت عن اعتداء جسدي ولفظي بحق المصور المرافق لها أيضاً.وأوضحت عمران في منشور لاحقاً، أن أشخاصاً من وزارة الداخلية والأمن العام تواصلوا معها، وأبلغوها أن الشكوى وصلت، وتم التعهد بحل القضية. وذكرت أنها حذفت مقطع الفيديو "احتراماً لخصوصية المدينة"، مؤكدة أن هدفها لم يكن إثارة الجدل أو الإساءة لأي جهة، بل فقط إيصال الشكوى. وشكرت كل من تضامن معها، وأوضحت أن المعتدين ينتمون إلى "مجلس الشورى" وليس إلى الجهات الرسمية التابعة للأمن العام.وبحسب ناشطين، فإن "مجلس الشورى" هو كيان محلي غير رسمي، يتألف من أفراد من سكان المدينة، يتولون إدارة الشؤون اليومية، ويشبهون إلى حد ما "اللجان الشعبية" التي كانت تعمل زمن نظام الأسد. وأشار بعض المعلقين إلى أن أعضاء المجلس يرتدون زياً عسكرياً ويحملون السلاح، ما يثير تساؤلات حول طبيعته وحدود سلطته القانونية كما أن الاسم يعطي دلالات بأن المجلس ذو طبيعية دينية.في ضوء ذلك، عبر عدد من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم مما جرى مع عمران، معتبرين أن الحادثة تمثل استمراراً للممارسات القمعية السابقة. وكتب أحدهم: "نعم، إنها سوريا الحرة يا سادة".من جهته، أعرب المراسل كنان البريهي، زميل عمران في القناة، عن تضامنه معها في منشور قال فيه: "صديقتي وزميلتي حنين، أنتِ جزء من هذه الثورة العظيمة، والثورة السورية فخورة بك".ويعتبر "تلفزيون سوريا" من أبرز المنصات الإعلامية المعارضة لنظام الأسد، ولعبت دوراً محورياً في تغطية معارك "ردع العدوان" عقب سقوط النظام، ويغطي مراسلوها مختلف المناطق السورية، بينما تبث القناة برامجها من مقرها في تركيا.وعملت عمران مراسلة لـ"تلفزيون سوريا" من داخل دمشق منذ قبل سقوط النظام، وكانت آنذاك تمارس عملها الصحافي بسرية تامة، ما عرضها لاحقاً للاعتقال من قبل أجهزة الأمن السورية.