ذكرت وسائل إعلام أميركية الخميس أن دونالد ترامب أقال عدداً من مسؤولي الأمن القومي الأميركي بعدما شككت في ولائهم ناشطة يمينية متطرفة معروفة بتبنيها نظريات المؤامرة، خلال اجتماع لها مع الرئيس في البيت الأبيض.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، المعروفة بتبنيها نظرية أن هجمات 11 أيلول/سبتمبر كانت عملاً داخلياً، عرضت مخاوفها على ترامب، الأربعاء، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".وخلال حديث مقتضب مع الصحافة زعم ترامب أن قرارات الإقالة "لا ترتبط على الإطلاق" بنصائح لومر، ثم وصفها بـ"الوطنية العظيمة"، وقال: "إنها تقدم توصيات. وأحياناً أستمع إلى تلك التوصيات.. لديها دائماً ما تقوله وعادة ما يكون بناء".وكانت "نيويورك تايمز" من أولى الوسائل الإعلامية التي نشرت خبر دعوة هذه الشخصية المقربة من الرئيس الجمهوري، إلى البيت الأبيض الأربعاء للاجتماع مع ترامب وعدد من كبار المسؤولين. وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن لومر انتقدت بشدة، خلال الاجتماع، شخصية بعض المستشارين وولاءهم، أمام رئيسهم مستشار الأمن القومي مايك والتز.وتحدثت وسائل إعلام أخرى مثل "سي إن إن" و"واشنطن بوست" و"أكسيوس" و"وول ستريت جورنال" عن انعقاد الاجتماع الذي أكدت لومر لاحقاً حصوله. وكتبت لومر في منصة "إكس": "احتراماً للرئيس دونالد ترامب وللسرية في المكتب البيضوي، لن أكشف أي تفاصيل عن لقائي". وأوضحت أنها قدمت ما سمته "أبحاثها" إلى الرئيس، وأنها شددت على "ضرورة الاختيار الدقيق جداً" لأعضاء فريقه.وأتت عمليات الإقالة التي تم الإبلاغ عنها في وقت يواجه مجلس الأمن القومي تدقيقاً بسبب فضيحة إضافة صحافي من طريق الخطأ إلى محادثة على تطبيق "سيغنال" ناقش فيها مسؤولون تنفيذ ضربات جوية على اليمن.وبحسب "نيويورك تايمز"، تمت إقالة ستة أشخاص من مجلس الأمن القومي بعد الاجتماع مع لومر، من بينهم ثلاثة من كبار المسؤولين في الهيئة التي تقدم المشورة للرئيس في أهم قضايا السياسة الخارجية من أوكرانيا إلى غزة. وعندما سئل عن التقارير بشأن عمليات الفصل، قال ترامب للصحافيين في وقت لاحق: "سنقوم دائماً بتسريح الأشخاص. الأشخاص الذين لا نحبهم أو الأشخاص الذين يستغلون أو الأشخاص الذين قد تكون لديهم ولاءات لشخص آخر".من جهته، ذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز أن المجلس "لا يعلق على شؤون الموظفين"، علماً أن "مجلس الأمن القومي" هو مجموعة صغيرة نسبياً من مستشاري البيت الأبيض الذين يعملون في أكثر القضايا الدبلوماسية والعسكرية حساسية.وغالباً ما كانت لومر البالغة من العمر 31 عاماً تسافر مع ترامب على متن طائرة حملته الانتخابية خلال انتخابات 2024. واتهمت بالعنصرية مراراً وتكراراً، خصوصاً عندما قالت في مواقع التواصل الاجتماعي أن منافسة ترامب الديموقراطية كامالا هاريس التي تتحدر والدتها من أصول هندية ستجعل رائحة البيت الأبيض "مثل الكاري" إذا فازت.وخاضت لومر سباق الانتخابات التشريعية للوصول إلى الكونغرس مرتين، بلا جدوى، وهي معروفة بسلوكها المهين الذي يجذب الانتباه. ففي العام 2018، حظر موقع "تويتر" حسابها، بسبب انتهاكها سياسات منع الكراهية. ولم تعد لومر إلى المنصة بعد شراء الملياردير إيلون ماسك لـ"تويتر" ورفعه الحظر السابق عن آلاف المستخدمين من المتطرفين والمتحرشين ومروجي نظرية المؤامرة والمؤمنين بتفوق العرق الأبيض.كما جرى حظر لومر في العديد من التطبيقات الخدمية، مثل "أوبر" بسبب تعليقات متطرفة ضد السائقين المسلمين، حيث قالت أنها تريد شكلاً "غير إسلامي لأوبر"، كما زعمت أن سائقاً مسلماً طردها لأنها "يهودية". وظهرت في مناسبات أخرى ضمن البودكاست اليميني المتطرف "ناشيوناليست ببليك راديو"، وقالت فيه: "سألني أحدهم: هل أنت مؤيدة لتفوق العرق الأبيض؟ نعم أنا مؤيدة لتفوق البيض، لكن الليبراليين واليساريين والماركسيين اليهود لا يفهمون ذلك". وأضافت: "لقد تم بالفعل بناء هذا البلد باعتباره عرقياً مسيحياً يهودياً أبيض، بشكل أساسي. بمرور الوقت، والهجرة وكل هذه الدعوات للتنوع، بدأ تدمير هذا البلد"، في حديثها عن الولايات المتحدة.