تسود حالة من الاستياء، خصوصاً على مستوى "النخب" في مدينة حلب، وذلك على خلفية التغييرات التي تشهدها المدينة على مستوى المسؤولين، خصوصاً في المفاصل المؤسساتية الحيوية.
ويشتكي الحلبيون في نقاشاتهم اجتماعية، من طريقة توزيع المناصب في مؤسسات الدولة، متهمين الإدارة السورية بـ"أدلبة" حلب، وذلك في امتعاض واضح من إيكال المناصب القيادية لأبناء محافظة إدلب، أو من يلوذ بهم.الوظائف الهامة
وكانت الحكومة السورية قد استبدلت عمداء الكليات في جامعة حلب بعد إسقاط النظام، وكذلك عزلت غالبية المسؤولين في المؤسسات الحكومية مثل المحافظة ومجلس المدينة، والنقابات، وغرف التجارة والصناعة وغيرها.
ووفق تأكيد أحد الأكاديميين في حلب لـ"المدن"، لم تراعِ التعيينات الجديدة في الجامعة الكفاءة العلمية، بل اعتمدت معاييراً مناطقية، مبيناً أن "عزل عمداء الكليات السابقين، اتُخذ بدون تقديم تفسيرات مُقنعة". وأوضح أن الإدارة أبلغتهم بعدم ثبوت مخالفات أو تهم "تشبيح"، لكن مع ذلك تم إنهاء مهمة العمداء، بدعوى "التغيير الثوري".
من جهته، نفى مصدر حكومي رسمي من حلب، الحديث عن "أدلبة" في توزيع المناصب في حلب، وقال لـ"المدن": "بعد تحرير حلب كان هناك ضرورة لتحرك عاجل، لسد الفراغات التي حصلت، وتم اللجوء إلى الخبرات (التكنوقراط) من الثوار".
وأضاف أنه على هذا الأساس تم توزيع المناصب في هذه المرحلة الاستثنائية، واختيار المناصب تم على أساس "الثورية" أولاً، مع التخصص، وبالتالي لم يتم توزيع المناصب على أساس مناطقي، مؤكداً أن "كثير من الحلبيين تسلموا المناصب، لكن في بعض الأحيان استدعت الحاجة بعض الموظفين من خارج حلب".
وفسّر ذلك، بحاجة حلب الكبيرة للكوادر، وقال: "تتسع حلب لأبنائها، وقد تكون بحاجة إلى كفاءات من خارج حلب". ولفت المصدر إلى "الخلط" بين حلب المدينة وريفها، وقال: "أحياناً يتم تعيين موظفين من ريف حلب، غير أن بعض الحلبيين ينظرون إليهم على أنهم من إدلب".
وختم بقوله: "على كل حال هي مرحلة استثنائية انتهت، أو في طريقها للانتهاء، لأن الوزارات تشكلت، والتعيينات ستتم عبر معيار الكفاءة والثورية".
أئمة المساجد
و"ما زاد الطين بلة" من وجهة نظر بعض الحلبيين، بحسب الأحاديث المنفصلة التي استمعت إليها "المدن"، هو تعيين غالبية أئمة مساجد حلب من لون واحد، وطغيان أسلوب الانتقاد لأهالي حلب في خطب الجمعة ودروس الوعظ في المساجد.
وقال أحد الحلبيين لـ"المدن"، إن الخطباء لا يكفون عن مخاطبتنا بـ"أنتم"، وقال: "في كل خطبة هناك ملاحظة على الحلبيين، من الخروج سريعاً من المسجد بعد انتهاء الصلاة، إلى عدم إتمام الصفوف الأولى، وغيرها من الملاحظات"، معتبراً أنه "لا بد من مخاطبة أهالي حلب بما يليق بتاريخ وعراقة وأصالة أهلها".
لكن المصدر الرسمي وصف ما سبق بـ"المبالغة"، وقال: "منذ تحرير حلب والإدارة لم تخاطب أهالي حلب إلا بكل ود واحترام، ولا ننسى أن قسماً كبيراً من الإدارة في حلب هم من أبناء المدينة ذاتها".