2025- 04 - 10   |   بحث في الموقع  
logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الخميس logo منيمنة يتحدّث عن “تعمية خبيثة عن المسؤوليات”! logo جعجع يكشف عن خارطة طريق لتحرير الأراضي في الجنوب وهذا ما قاله لأورتاغوس logo أحمد الحريري: تطبيق الـ 1701 ضرورة logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo بالصورة.. القضاء يخرج امين سلام من نقابة المحامين في طرابلس logo إلى جميع الناخبين.. إليكم هذا الخبر من “الداخلية”
الشهابية...هل ما زالت ممكنة؟
2025-04-04 13:26:10

غداة انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وقراءة خطاب قسمه في مجلس النواب، سارع محللون وسياسيون ومتفائلون ووسائل إعلام، إلى القول بأنه "شهابية جديدة". وراج في المقالات والعجالات، حديث كثير عن الحقبة الإصلاحية والإنقاذ والتعافي، "ولدينا فرصة" و"حان الوقت" وإلى من هنالك من تعابير ومصطلحات ومفاهيم وقفشات.. لكن السؤال الذي يمكن طرحة الآن، بغض النظر عن النوايا والطموحات والتمنيات والأحلام، هل ما زالت الشهابية ممكن في وقتنا؟ هل يعيد الزمن نفسه؟ هل لبنان ما زال هو نفسه، أم دخل في تحولات وتعقيدات؟ هل ما زالت طرائق الحكم هي نفسها، أم تبدلت وأصبحت رهن تركيبة جديدة من الشخصيات والزعامات و"أكَلَة الجبنة" والفروع الطائفية والحزبية؟ كثرٌ سيقولون إنه من المبكر المقارنة والحكم على عهد جوزاف عون في شهوره الأولى، أو أن الشهابية "فكرة والفكرة لا تموت"، أو هي "أسلوب" بتعبير الصحافي الفرانكوفوني جورج نقاس. وبغض النظر عن إيجابيات فؤاد شهاب الكثيرة والمتعددة في العدالة والإصلاحات والاستقرار، وأسلوبه وديغوليته وعيشه في الخفاء في سنواته الأخيرة، أو سلبياته وتفرده في الحكم ومكتبه الثاني وانتخاباته التي تشبه العهود السابقة، أو حتى أسطورة مقولته "الاحتكام إلى الكتاب" (الدستور)... أحسب أن المسألة ليست قالباً يمكن إسقاطه، بل هناك وقائع ومعطيات يمكن سرد تفاصيلها، أو ملامح منها، والبناء عليه. ستيفان مالساين، الكاتب وأستاذ مادّة التاريخ في معهد الدراسات السياسية في باريس (Sciences-Po)، هو مؤلّف كتب عديدة، من ضمنها "فؤاد شهاب: شخصية منسيّة من تاريخ لبنان" الصادر عن دار Karthala للنشر في العام 2011. قال في مقابلة مع مايكل يونغ في موقع "كارينغي": "إن المقارنة بين رئاسة شهاب والحاضر اللبناني ليست سابقة لأوانها فحسب، بل هي أيضًا مقاربة غير مُجدية تاريخيًا. فالسياقان مختلفان تمامًا ويجب على المؤرّخين تجنّب اقتراف هذا الخطأ". أضاف: "ليس من الحكمة الحديث عن شهاب جديد في العام 2025 مقابل جوزاف عون، كما فعل البعض. ثمّة بعض أوجه التشابه، بما في ذلك حقيقة أن الإثنَين قائدان سابقان للجيش اللبناني تمّ انتخابهما في سياق الحرب بعد التوصّل إلى توافق إقليمي ودولي، وقد رأى الكثير من المراقبين الغربيين في شهاب وعون رجلَين قادرَين على إنقاذ بلادهما. لكن الشبه ينتهي عند هذا الحدّ"...
في بداية ولاية فؤاد شهاب، عند نهاية حرب أو أزمة العام 1958، عاين بيئةً إقليمية أكثر استقرارًا ممّا هي عليه اليوم، سواء نظام عبد الناصر وشعبيته، أو التوازنات الدولية والإقليمية. ولم تكنْ اسرائيل بهذه الشراسة والعدوانية، ولم تكن الأزمة الرئاسية بهذا الاستعصاء. وقد سهّل عليه ذلك تنفيذ إصلاحاتٍ حظيت بدعم غالبية الأحزاب السياسية المتناحرة والشعب. واجتمعت هذه الأحزاب في السابق ضمن حكومة تشكّلت تحت شعار "لا غالب ولا مغلوب" عقب الثورة أو الحرب الأهلية المصغّرة في العام 1958. إذ وفّرت للبنان نحو ست سنوات من الاستقرار النسبي على الرغم من الانقلاب الفاشل الذي نفّذه الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1961. وقد سهّلت هذه الأوضاع المستقرة، النظر في تطبيق إصلاحاتٍ طويلة الأمد، تهدف إلى إرساء دولة حديثة قائمة على مبادئ الإصلاح والعدالة الاجتماعية وتنمية المناطق بشكلٍ متناسق.
في السياق الراهن، تبدو الشروط آنفة الذِّكر لانتهاج سياسة إصلاحية مستقلة تحظى بقبول جميع اللبنانيين، غير متوافرة، بسبب البيئة الخارجية غير المستقرة إطلاقًا، وعنجهية دونالد ترامب، وعدوانية إسرائيل نتنياهو، وإيديولوجية إيران وأتباعها، واضطراب سوريا وفقدانها الدور المحوري، وانشغال السعودية بمشروعها ورؤيتها. ورث عهد جوزاف عون-نواف سلام بحراً من الأزمات المعقدة، اقتصادية ومالية وإعمارية ومعيشية وبنيوية. ركام انفجار مرفأ بيروت ما زال في الطريق، العدالة في هذا الشأن عالقة بين الاستجواب والقرار الظنّي. ركام حرب الإسناد يحتاج سنوات لرفعه معنوياً ومادياً. إسرائيل ما زالت تحتل لبنان بالنار والمسيرات والاغتيالات والغارات، بل تحتلّ فيه خمسة مواقع، على الرغم من بنود ومندرجات 1701 التي تنصّ على انسحابها الكامل من جنوب لبنان. كما يرزح لبنان تحت الوصاية الأميركية والدولية المباشرة، ووعظ مورغان أورتاغوس وتوجيهاتها، ويعتمد على المساعدات المالية الغربية لتنفيذ الإصلاحات المنشودة. ولن تكون المساعدات سهلة. فالعهد وحكومته مُطالَبان بتقليص نفوذ حزب الله قدر المستطاع، بل ونزع سلاحه، ولا تنفع المواربة وتدوير الزوايا في هذا المجال، وإلّا ذهبت المساعدات المالية هباء، وربما هي مجرد وعود خاوية وسط حاجات مالية ضخمة للإعمار. أكثر من ذلك، دخل لبنان في نفق الابتزاز السياسي والنغمة المعلنة/المضمرة: إنزعوا السلاح أو الحرب، أو لا مساعدات من دون التطبيع، ولا إعمار من دون التطبيع ولا عودة للمهجرين من دون التطبيع، أو بالمختصر " الاستسلام أو الحرب"،. أما حزب الله الذي حوّل لبنان بورة لمستودعات السلاح، فيحتفظ بترسانة عسكرية كبيرة ويطلق التصريحات الصاروخية ويربط بقاء المقاومة بالخلود والحكومة بالزوال. قضية حزب الله غاية في التعقيد، وليست عابرة مثل حرب 1958 التي مهدت لـ"فجر جديد" كما قيل. بات عمر الحزب أكثر من أربعين عاماً، خزّن خلالها السلاح وتمدّد عسكرياً وإيديولوجيا في لبنان والمجتمع الشيعي، وقراره مرهون بسياسات إيران وعلي خامنئي. لذلك لن تكون سهل إعادة الحزب إلى طبيعته "السياسية" من دون وهج سلاحه، لن يكون سهلاً تخلي الحزب عن "دولته"".
بعد حرب 1958 ومقولة "لا غالب ولا مغلوب"، كان لشهاب مطلق الحرية في تنفيذ برنامج إصلاحي طموح من دون ضغوط دولية، وساهم موقفه الحيادي في السياسة الخارجية واستقلاليته عن القوى العظمى في تسهيل عملية اتخاذ القرارات. وورث شهاب نظاماً كان ثرياً ويعيش الازدهار و"البحبوبة" المالية بسبب الانقلابات العربية والتأميمات وهجرة أموال الأثرياء والنفط إلى المصارف اللبنانية، وبفضل السياحة إذ كان لبنان واحة و"جنة أهالينا". أما اليوم، فقد تبدلت الأمور كثيراً، بل انقلبت رأساً على عقب. يقول سياسي محنّك إن لبنان كان سوبر ماركت في صحراء، واليوم صار دكاناً وسط بحر من المولات المنافسة. باتت غالبية الدول المحيطة (تحديداً الخليجية) تنافس لبنان في السياحة وعالم الاستثمارات والمال. حتى في الثقافة والمهرجانات وطباعة الكتب، تراجع لبنان لمصلحة محيطه، عدا عن أنه مطوق بالأزمات، من المصارف إلى السلاح، ومن الإعمار إلى الترهل، ومن التهريب إلى الكبتاغون.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top