2025- 04 - 10   |   بحث في الموقع  
logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الخميس logo منيمنة يتحدّث عن “تعمية خبيثة عن المسؤوليات”! logo جعجع يكشف عن خارطة طريق لتحرير الأراضي في الجنوب وهذا ما قاله لأورتاغوس logo أحمد الحريري: تطبيق الـ 1701 ضرورة logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo بالصورة.. القضاء يخرج امين سلام من نقابة المحامين في طرابلس logo إلى جميع الناخبين.. إليكم هذا الخبر من “الداخلية”
نَول سجاد "الفاكهة" وموردها الاقتصادي ينسج آخر فصول المهنة
2025-04-04 13:26:10

كانت مهنة حياكة السجّاد حرفة أساسية والمصدر الأول لعيش أهل "الفاكهة" في البقاع الشمالي قبل أن تصبح مهددة بالزوال والانتقال لتصبح جزءاً من الذاكرة كحكاية جميلة عن تاريخ البلدة. مضى على هذه المهنة ما يقارب 300 عام، لدرجة أن اسمها ارتبط باسم البلدة نفسها، وغدا نمط حياتها. لكن هذه المهنة تجاهد اليوم من أجل البقاء.
هواية صارت صناعةيروي ابن البلدة أبو محمد محي الدين (87 عامًا) أن الفاكهة لم تكن مشهورة بحياكة السجّاد. وصلت هذه المهنة إلى البلدة عن طريق الصدفة، عندما تزوَّج المرحوم يوسف سكرية شابة تركمانية اسمها رحمة من بلدة عيدمون الشمالية. كانت هذه الكنَّة تُجيد حياكة السجّاد، فتوَلَّت تعليم فتيات بلدتها الجديدة فن الحياكة. بعدها دخلت هذه الحرفة كلّ بيت، وأصبحت بمثابة العمود الفقري الاقتصادي لأبناء البلدة ومورد رزقهم الأول.نادرا ما تجد بيتاً في البلدة، لا تقع فيه على نولٍ أو أكثر للحياكة. الصغير تعمل عليه فتاة واحدة، والنول الكبير تحيك عليه عدّة فتيات، ويكون مخصصًا لصناعة السجّاد الكبير، وقد تبلغ مقاساته 4 أمتار طولاً، وثلاثة عرضًا.مهنة نسائيةالغالبية الساحقة من أهالي بلدة الفاكهة كانوا يعيشون في الماضي من عملهم في حياكة السجَّاد. السيدة نهلة السكرية هي من القليلات اللواتي يواصلن العمل في هذه المهنة. وتؤكد سكرية لـ"المدن" أنّ لحياكة السجّاد فضلٌ على البلدة. فـ"العوائد المالية للسجّاد هي التي سدّدت الأقساط المدرسية والجامعية لأبنائنا وأخواتنا. عشرات الأساتذة والأطباء والمهندسين عملت أمهاتهن في حياكة السجاد كي تؤمِّن لهم المال للعلم". وتضيف أن "الأمهات كنَّ يعملن في حياكة السجاد، كلّ الوقت، في الليل والنهار، من دون كللٍ أو مللٍ. كنّ مندفعات في العمل كمصدر رزق ولتعليم الأبناء. لكن انخراط فتيات البلدة في هذه الحرفة، أدّى إلى حرمانهن من تحصيل العلم. فزيادة الانتاج كان يتطلب زيادة العمل والطلب على اليد العاملة. ما دفع الأهالي إلى تفريغ بناتهن في أعمال الحياكة، كون العوائد المالية كبيرة.التصنيع على مراحلوتعد حياكة وصناعة السجّاد مهنة نسائية بامتياز، احترفتها غالبية نساء البلدة وبناتها، في كلّ مراحلها. من مرحلة غزل الصوف وصولًا إلى مرحلة المنتج الجاهز. يُصنَع سجاد الفاكهة من صوف الغنم الطبيعي. وكل مرحلة في صناعته تحتاج إلى خبرة ومعرفة متخصصة، كما شرحت سكرية.تبدأ صناعة السجّادة بجمع الصوف وغسله وتنظيفه. بعدها يُنشَر في الشمس عدّة أيام ليجف، ثم تأتي عملية التمشيط كي يصبح ناعمًا. وهنا ينتقل العمل إلى مرحلة غزل الصوف وتحويله إلى خيطان رقيقة، ثم صبغه بالألوان المختلفة.مرحلة الصباغ، بحسب سكرية، تستوجب "معلَّمية". تبدأ بالغلي على النار لمدة ساعتين، ويُضاف إلى الصوف المغلي مادة اسمها "فطام" تساعد على تثبيت اللون. بعد غسل الصوف المصبوغ بالمياه الباردة، يتم تجفيفه مجددًا ولفّه بشكلً كروي (كبكوب)، ويوضع على النول الخشبي (المُسدّى)، وتبدأ عملية الحياكة وخلط الالوان حسب الرغبة وحسب الطلبات أحيانًا.بعد اكتمال هذه المراحل نكون أمام سجَّادة كبيرة، أو مسندًا، أو دوشكًا، أو تِكَّايةً، أو سجادة صلاة، أو لوحة فنّية. علما أنَّه في السنوات الأخيرة لم تعد الحياكة تقتصر على السجاد فقط، بل أصبحت تشمل لوحات فنية، صور تاريخية أو شخصية يختارها الزبون، مثل قلعة بعلبك، أو العلم اللبناني، كذلك يتم أحيانًا حياكة سجّادة عليها صور لشخصيات سياسية، رمزية، وحتّى فنية لتزيين الجدران.الخطر يتهدّدهاصناعة السجاد في بلدة الفاكهة، كانت توأم المرأة في تلك البلدة البقاعية النائية، بحسب جورية المسلماني. هي حكاية عمرٍ من الجهد والكد والعمل والصبر. للمرأة يعود الفضل في شهرة السجّاد، سواء من ناحية الفن والجمال أو مهارة الحبك، كما ترمز هذه الصناعة إلى الدور الاقتصادي للمرأة، ومساعدتها عائلتها في العيش الكريم، وفي تحصيل العلم.اليوم تواجه هذه المهنة الجميلة صعوبات جمّة تهدّد وجودها. والأسباب كثيرة بحسب المسلماني، أولها أن الفتيات اللواتي يُشكّلن عصبها، لا يفكرن، حاليا، فيها أبدًا. أكثرهن شققن طريقًا آخر نحو مستقبلهن ولا وقت لديهن، وبعضهن تتعالين على هذه المهنة كونها لا تلبي طموحاتهن. كذلك الغلاء الفاحش في أسعار المواد التشغيلية التي كانت بغالبيتها تستورد من سوريا، بأسعار مقبولة ومناسبة. لكن بعد الثورة تقلَّصت المواد وارتفعت أسعارها بشكل كبير، ما أدّى لارتفاع أسعاد المنتجات.فناء أم بقاءمستقبل هذه المهنة الجميلة قاتم، وقد تندثر في السنوات القليلة القادمة، وترحل مع القلّة الباقية ممن يعملن فيها، لذلك ترى سكرية أن الحفاظ عليها واجب الجميع في البلدة، سواء البلدية أو المؤسسات أو الأفراد، لأن هذه المهنة لها فضل علينا جميعا، كما تقول.وتؤكد سكرية استعدادها لتعلميها لكل راغبة في ذلك، والأهم هو استعادة من تُجدِن الحياكة إلى العمل، عبر خلق حوافز ومبادرات تشجعهن على العودة، كما حصل منذ سنوات قليلة مع الوكالة الاميركية للتنمية التي ساعدت في تعليم 12 فتاة مهنة حياكة السجّاد. فالخبرة موجودة، والموارد متوفرة، تبقى إرادة الحفاظ عليها من المتمولين في البلدة، تختم سكرية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top