أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه سيقوم بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في أيار/مايو المقبل، لتكون أول محطة خارجية له في ولايته الثانية، في خطوة قال إنها تهدف إلى توقيع اتفاق استثماري غير مسبوق تتجاوز قيمته تريليون دولار، يشمل صفقات عسكرية واقتصادية ضخمة.
وأكد ترامب في تصريحات اليوم الثلاثاء، من البيت الأبيض، أن جولته ستشمل كذلك قطر والإمارات، مشيراً إلى أن زيارته إلى الرياض تفتح الباب لتفاهمات إقليمية أوسع، وتأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التوترات في أوكرانيا وملف تطبيع العلاقات في الشرق الأوسط.
محادثات جدة ومحاولة للتهدئة
بالتوازي مع الزيارة المرتقبة، تواصل السعودية لعب دور دبلوماسي محوري في الملف الأوكراني، حيث استضافت أخيراً جولات من المباحثات بين مسؤولين روس وأوكرانيين وأميركيين في مدينة جدة، في محاولة لتحقيق وقف جزئي لإطلاق النار.
وفي هذا الإطار، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة الأول الى جدة. وناقش الطرفان آفاق التعاون الثنائي، والضمانات الأمنية، وسبل الوصول إلى "سلام عادل ومستدام"، بحسب ما نشره زيلينسكي على منصة "إكس".
اقتراح روسي.. ورد أوكراني
في المقابل، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 30اذار/مارس مقترحاً يقضي بفرض "إدارة مؤقتة" على أوكرانيا وتنظيم انتخابات جديدة قبل توقيع أي اتفاق سلام، مشككاً في شرعية زيلينسكي. وردت كييف برفض كامل، معتبرة أن المقترح الروسي "تعدٍ مباشر على سيادة البلاد"، ويمثل محاولة لفرض نظام سياسي جديد بقوة الأمر الواقع.
كما تطالب موسكو بانسحاب كييف من طموحات الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاعتراف بسيادة روسيا على أربع مناطق أوكرانية، وهي شروط اعتبرتها الحكومة الأوكرانية "استسلاماً غير مقبول".
تصعيد بين ترامب وبوتين
في تطور لافت، عبّر ترامب عن "غضبه الشديد" من موقف بوتين في شأن وقف إطلاق النار، واعتبر أن التشكيك في شرعية زيلينسكي "أمر غير مبرر"، رغم أنه سبق ووصف الرئيس الأوكراني بـ"الديكتاتور".
وفي مقابلة مع شبكة NBC أمس الإثنين، لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 25 و50% على صادرات النفط الروسي، قد تشمل دولاً تتعامل مع موسكو، في حال استمرار ما وصفه بـ"عرقلة بوتين" لمساعي السلام.
وقال ترامب: "إذا لم نتوصل أنا وروسيا إلى اتفاق، وإذا اعتقدت أن روسيا هي المسؤولة، فسأجعل شراء النفط الروسي مكلفاً جداً على كل من يتعامل معها".
موسكو ترفض المقترحات الأميركية "بصيغتها الحالية"
من جانبها، أكدت روسيا عبر نائب وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أنها "تأخذ مقترحات واشنطن على محمل الجد"، لكنها لا تستطيع قبولها بصيغتها الحالية. وأضاف أن المقترحات الأميركية "لا تتضمن أي حلول حقيقية لجذور النزاع"، مثل رفض انضمام أوكرانيا للناتو أو الاعتراف بالمطالب الروسية الإقليمية.
وفي تصريحات نقلتها مجلة "الشؤون الدولية" الروسية اليوم، قال لافروف: "نحن لا نرى معالجة واضحة للمشكلات التي دفعتنا إلى بدء هذه العملية، ويجب على المقترحات أن تعكس هذه القضايا".
كما صرّح المتحدث باسم "الكرملين" ديميتري بيسكوف، أن الاتصالات مع الجانب الأميركي "لا تزال قائمة"، لكنه وصف الملف بـ"المعقد للغاية".