عادة ما تشهد مواسم الأعياد نشاطاً اقتصادياً استثنائياً، إذ تتحول الأسواق إلى مراكز نشاط مكثف يعكس تغيّرات جوهرية في أنماط الاستهلاك والإنفاق. وتُعد مواسم الأعياد فرصة لجني الأرباح للبائعين، خصوصًا في عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان. إلا أن العيد هذا العام جاء من دون زخم اقتصادي، بل حركة خجولة، وسيارات كثيفة تزدحم بها شوارع بيروت بلا جدوى.
ارتفاع كلفة المعيشةوفي ظل ارتفاع كلفة المعيشة أمام ضعف القدرة الشرائية، تقول سيدة، وهي تتجول مع ابنتها: "أشعر وكأن اليوم هو يوم عادي أو أقل من ذلك، لا فرحة مع الأوضاع الأمنية المتوترة". وبالنسبة للوضع الاقتصادي، فلا قدرة مادية تستطيع أن تضاهي الغلاء، حيث تضيف السيدة: "الغلاء بدأ مع حلول شهر رمضان، إذ ارتفعت أسعار الخضار وبلغ سعر الخسة تحديدًا 100 ألف ليرة لبنانية، بينما كان يتراوح سعره بين 50 و75 ليرة لبنانية".
ويعتبر العيد فترة انتعاش للسوق التجاري، خصوصًا لمحال الحلويات وصالونات التجميل والحلاقة. يقول صاحب محل حلويات: "في رمضان والأعياد يشتهي المواطن الحلويات، فيكثر الطلب عليها مما يزيد من أرباحنا". الأمر نفسه بالنسبة لصالونات الحلاقة، إذ أشار أحد أصحاب الصالونات إلى أنه لم ينم ليلًا لتلبية طلبات الزبائن.إسعاد الأطفال أهم من الربحتتفاوت الآراء بين بائع وآخر. ففي مهرجان أقامته جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية داخل الملعب البلدي في طريق الجديدة، أفاد أحد التجار المشاركين لعرض وبيع منتجاته، أن مشاركته تعتبر رمزية لإسعاد العائلات وضمان شعور الأطفال بأجواء العيد. وقال: "تعتبر أسعار البيع رمزية داخل "الكيرمس" الذي تديره الجمعية مقارنةً بأسعار السوق، وتتراوح أسعار الألعاب بين 25 ألف ليرة لبنانية و100 ألف ليرة لبنانية".
ولمس البائعون في الشوارع، حركة بيع خفيفة. وقال أحدهم، وهو يمتلك محلًا لتصليح الأدوات الكهربائية: "بدلًا من أن يلجأ الفرد لتصليح الأدوات الكهربائية، فإنه يوفر أمواله لشراء المواد الغذائية". وفي موسم يعتبر مناسبة وفرصة لجني الأرباح من خلال حركة البيع والشراء، خلّف الوضع الأمني بصماته عليه، فانعكست الحرب والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة جموداً على الأسواق التجارية، فتراجعت القدرة الشرائية لدى المواطن، صار الموسم عادياً ولا يشبه موسم الأعياد بالشكل الذي اعتاده التجار. وتمنى بائع المشروبات الساخنة على الطريق "العيش بأمن وأمان تحت غطاء الدولة"، وأن ينعكس ذلك إيجابيًا على الوضع الاقتصادي.