2025- 04 - 02   |   بحث في الموقع  
logo إشكال وإطلاق نار في فنيدق عكار logo أردوغان ينقض على المعارضة: ضربة معلم؟ (2) logo صندوق النقد "يكشف": الحرب تؤثّر على تحليلنا للوضع اللبناني logo مجلس الإفتاء الأعلى السوري.. تحجيم "التيار السلفي" لإطفاء الحرائق logo الخارجية الأميركية: رايبورن يتولى ملف سوريا والعقوبات قيد المراجعة logo منذ فجر اليوم..سلسلة عمليات نفذها الدفاع المدني logo تحذير “عاجل” للسائقين logo انقطاع شامل للكهرباء بسوريا.. أعطال وسرقات تطال البنية التحتية
"بالدم": ماغي بوغصن الخارقة الحارقة...زوجة المنتج
2025-03-31 14:28:02

ينال مسلسل "بالدم" الكثير من الإعجابات، ليتصدر المسلسلات اللبنانية لموسم رمضان الحالي من حيث المشادة والاحتفاء، وهو من إنتاج شركة "إيغل" لصاحبها جمال سنان، زوج ماغي بوغصن، وبالتالي فهو (قطعاً؟!) من بطولة ماغي بوغصن.في رمضان الماضي عُرض لشركة الإنتاج نفسها مسلسل "عَ أمل"، وكان أيضًا بطولة ماغي بوغصن. قسم كبير من طاقم التمثيل مشترك في العمليَن، فبالإضافة إلى بوغصن شارك في المسلسلين: بديع أبو شقرا، نوال كامل، كارول عبود وماريان نعمان.في "بالدم" أدوار لممثلين لم نرَهم في الشاشة منذ مدة مثل: جوليا قصار، سمارة نهرا، وإلسي فرنيني، بالإضافة إلى آخرين ليسوا بعيدين من الشاشة وإن بوتيرة متفاوتة، مثل غبريال يمين، باسم مغنية، سعيد سرحال، رولا بقسماتي، جيسي عبدو، ووسام فارس... وهناك سينتيا كرم بإطلالة درامية أولى مبهرة في دور "عدلة".(إلسي فرنيني)قصة "بالدم" لا تشبه قصة "ع أمل"، على الأقل في الظاهر. يدور "بالدم" حول "غالية" التي تكتشف أنها ليست إبنة الأهل الذين ربّوها (رفيق على أحمد وجوليا قصار) بعدما صار تبديل في المستشفى عند الولادة. فيما قصة "ع أمل" كانت عن "سهى" الهاربة من سلطة أخيها (عمار شلق) الذي ظن أنه قتلها في جريمة شرف."سهى" و"غالية" هما ماغي بوغصن. "سهى" هي "غالية"، و"غالية" هي "سهى". لو تمكّنا من نقل "سهى" إلى "بالدم" و"غالية" إلى "ع أمل" لن يتغير شيء. الانفعالات ذاتها، الملابس ذاتها، والإكسسوارا والخاتم في الخنصر، الأسلوب والرصانة، والمساحة ذاتها التي تسمح للشخصية بالاستيلاء على حياة الشخصيات الأخرى. عدا عن أن الزوج والحبيب في العملين هو بديع بو شقرا، وبالتالي المكمّل للبطلة أيضاً بالنظرات نفسها المفترض أنها نظرات حب والمشاكل العاطفية نفسها أيضاً. لكنهما، في "بالدم"، يرددان لازمة مرهقة للمُشاهد يتبادلانها تقريباً في كل حلقةز يقول لها "حبيت وبحبك ورح ضل حبك"، فترد عليه "لآخر نفَس".مرهق اعتماد لازمة في علاقة زواج عمرها على الأقل 18 عاماً. أشبه بورطة تلفزيون "الجديد" عندما قرر أن يظهر في الشاشة عدّاداً لأيام "ثورة 17 تشرين"، أو عندما وضع تيار "المستقبل" عدّاداً للأيام في انتظار ظهور حقيقة اغتيال رفيق الحريري.العمَلان كُتبا لأجل بطلة واحدة، ماغي بوغصن، حتى لو تشعبت الأحداث ودارت في أجزاء منها حول الشخصيات الأخرى، ومهما كبرت أسماء الممثلين الآخرين. للوهلة الأولى، يظن المشاهد أن البطولة جماعية في "بالدم"، وهي كذلك ربما من حيث المَشاهد والمساحة. لكن فعلياً، هناك بطلة واحدة، كُتب لأجلها النص، وضم قضايا لأجلها بل وضم ممثلات "الزمن الجميل" كي تكون عودتهن في مسلسلٍ هي بطلته، فتكون مسؤولة عن جمع كل الوجوه في مسلسل كما تجمعها في حفلة عشاء."سوبر وومن" لا يستعصي عليها شيء!في المسلسلَين، تؤدي بوغصن دور المرأة التي يدور حولها كل شيء. القوية التي تتعرض لكافة أنواع المشاكل في البيت والزواج والعمل ومع بناتها. والجميع، خصوصاً زوجها، يضطلع بدور الداعم. لا تنفك تتحدث عن قوتها ونجاحها وشخصيتها المسيطرة والتي تفكر في الجميع وتريد أن تساعد القريب والبعيد بغض النظر عن المخاطر. وهي مسيطرة أيضاً، بفضل المشاكل التي تتعرض لها، وكأن الكون يمتحنها أو يتحداها هي بالتحديد. وكل ما يفعله حبيبها أو زوجها هو مناصرتها. لا وجود له خارج هذا الدعم إلا في مغامرة عاطفية قصيرة أثناء طلاقهما. في العملَين، ماغي بوغصن هي "سوبر وومن"، تأخذ على عاتقها إصلاح كل شيء. ماغي بوغصن تطلب ذلك من "غالية". حتى أن الشخصية أعطيت الحق بممارسة دور المرشد والناصح والمحاسب للجميع، لبناتها وزوجها، كما لأختها وأمها وأبيها والممرضة وشقيق الممرضة والطبيب. المحامية الخارقة التي تصبح فجأة تحرّية أيضاً، فتتمكن من إيجاد العصابة ورئيستها "نظيرة" بعد أن يذكرها زوجها بأن "غالية سعد" لن تترك قضية كهذه من دون أن تفضحها.لا تتوقف البطولة الخارقة هنا، فستتبرع غالية بكِليتها لأختها البيولوجية المريضة، وستشتري بيتاً لأهلها البيولوجيين في الحي حيث تسكن، كما أنها ستحفظ رقم سيارة شقيق "عدلة" إذ شهدت قتله شقيقته، وبفضلها سيتم القبض عليه. وبفضل فطنتها، تتمكن في الحلقة الأخيرة من إرشاد الشرطة إلى مكان أختها التي اقتادتها العصابة إلى جهة مجهولة. ولأن سلطتها مطلقة، طلبت من القوى الأمنية أن تتبعها، وبما أن شجاعتها خارقة وصلت المكان ودخلت قبل وصول القوى الأمنية لتواجه رئيسة العصابة ثم تقوم أمامها بمرافعة جديدة حول الإنسانية المفقودة وأنها وعصابتها "عم ينهشوا بلحم البشر". وبعد عراك، سقطت غالية بإصابة بليغة لكنها تمكنت من إصدار آخر تعليماتها للطبيب كي يعطي كِليتها لأختها في حال موتها. وماتت غالية كي تتربع على عرش البطولة اللامحدودة.المحامية غالية هي أيضًا مرشدة اجتماعية وعاطفية وأستاذة جامعية وزوجة وأم وإبنة وتحرية ومناصرة لحقوق المرأة والطفل والأيتام وذوي الدخل المحدود والمظلومين والمرضى النفسيين والباحثين عن فرص جديدة. لكنها، رغم تلك القوى الخارقة كلها، لا تمانع أن تظهر أحياناً عوارض الإنهاك من هذه المهام الشاقة التي لا تخلو من السلطة والتي قررت أن تمارسها.
زحمة قضاياالكاتبة نادين جابر والشركة المنتجة يسعيان إلى دراما توعوية من خلال تطعيم المسلسلات بقضايا يلقون الضوء عليها. في "ع أمل" كانت قضية الشرف وتمكين المرأة، فجعلا "أمل" المذيعة المحرضة من خلال منبرها ومقدمات كتب التنمية الذاتية. وفي "بالدم"، سُلّط الضوء على قضايا الإتجار بالبشر والتبني غير الشرعي ومسألة تحريم التبني في الإسلام، بالإضافة إلى تمرير قضية الشرف عندما يظهر شقيق "عدلة" ليقتلها بعدما لوثت شرف العائلة، ثم يحتفل بغسل العار. ومن ضمن سلة القضايا: مسألة المرأة العاقر، فنستمع إلى إحدى مرافعات المحامية خارج المحكمة وهي تخبر لين، زوجة وليد (شقيق زوجها)، أن المرأة التي لا تحمل ليست ناقصة بل كاملة، إلى جانب قضية التبرع بالأعضاء.في "ع أمل" استطاعت الكاتبة إلى حد لا بأس به أن تبرز خصوصيات بيت من بيئة مسلمة لم نعهد مشاهدتها من قبل. وفي "بالدم" سلط المسلسل الضوء على كليشيه "المسجد يعانق الكنيسة"، إذ تعيش في شارع واحد عائلتان من دينَين مختلفين، جمعتهما صداقة تطورت مع الجيل التالي إلى مصاهرة، وظلوا جميعاً قاطنين الحي نفسه. حي يحاكي الإعلانات السياحية ومشاهد الفيديو كليب. وظهرت مع هذا "العناق"، كليشهات على لسان "غالية" المسيحية المتزوجة من مسلم، وهي تقنع "إكرام" بعلاقة "حنين" و"آدم"، مسهبة في أن الأخلاق هي المهمة وإن اختلاف الأديان ليس سبباً للمشاكل بل بالعكس، ففي العائلة المختلطة يصبح "العيد عيدين والهدية هديتين". الكلام نفسه قالته بوغصن في إحدى المقابلات كونها مسيحية متزوجة من مسلم.نسمع في مسلسل "بالدم" أسماء لم نعهد اختيارها من قبل، مثل "حسين" و"جورج"، لكنها ليست أسماء لشخصيات أساسية. كل الشخصيات الأساسية أسماؤها كأسماء الأبطال زمن "العاصفة تهب مرتين".أما المشكلة "الوجودية" التي تبرز في "بالدم"، فمفتعلة. أسئلة "من أنا؟" تبدأ مباشرة عندما تكتشف غالية أنه تم تبديلها بطفل آخر عند ولادتها، وأنها تربت مع عائلة ليست عائلتها البيولوجية. فقدت هويتها لحظة اكتشاف التبديل، رغم إعلانها المتكرر لاحقًا أنها لا تريد أن تعرف أهلها البيولوجيين، إلا أنها بقيت تقول أنها "كذبة" وأنها لا تعرف من تكون. وكأن في تلك الحقيقة المكتشفة نسفاً لـ45 عاماً عاشتها وصارت خلالها من هي فعلاً. حتى في الحلقات الأخيرة، عندما قالت لوالدتها تكراراً أنها لا تريد أن تعرف أهلها الحقيقيين، فإنها في المشهد التالي تقول لزوجها الحاضر دوماً على هامشها، أنها لم تكن تتوقع أن تسأل نفسها يوماً من هم أهلها!...والمزيد من خوارق الطبيعة البشريةعندما تظن أنها وجدت أمها البيولوجية، وأن الأخيرة تمتلك كاباريه وتتاجر بالمخدرات، تخبر زوجها أنها تتفهم قراره إذا أراد الإنفصال بسبب النسب غير المشرف، لاعبةً دور المرأة المراعية والمتفهمة لحساسية الظرف بشكل مبالغ فيه. كما أن عدم تعاطفها مع الأم المفترضة صاحبة الكاباريه وإحساسها بوجود أمر مثير للريبة، ليتبين لاحقًا أنها ليست أمها، فهذا كله محاولة إضافية لجعل "غالية" سوبر وومن.ولاحقًا عندما تكتشف علاقة غرامية لزوجها خلال فترة الطلاق، وبعد تهديد المرأة الأخرى لغالية وابنتها ومحاولة قتلهما، تبرز مرة أخرى المرأة الخارقة، وترفض أن ترفع دعوى عليها لأن ما فعلته سببه مرض نفسي والمرضى مكانهم المستشفى للعلاج. رسائل توعوية إضافية في المسلسل. لكن التركيز في مسألة الخيانة كان على "إيغو" السوبر وومن، وليس تفهمها. لأنها حتى رفضت أن تسمع أن العلاقة التي ربطت بين زوجها وتلك المرأة كانت خلال فترة الطلاق. كان يفترض أن تنتهز الكاتبة هذه النقطة لتبرز رسالة توعية جديدة: ما يحصل أثناء الطلاق لا يجب أن نُحاسب عليه!لكن سينتيا كرم في دور امرأة متخلّفة عقلياً، أثبتت تفرّداً وحساسية عالية، وكأن لا علاقة للمخرج فيليب أسمر بهذا الدور، بل أدّته سينتيا وحدها. فلو كان للمخرج تأثير، لكنا لمحنا هذا المستوى في أدوار البقية، تحديداً بوغصن وأبو شقرا. مشاهدة سينتيا كرم كانت مدهشة. دور سمارة نهرا كان دافئاً جداً، ومشاهدة رفيق علي أحمد في دورٍ أبٍ لا تمتع بسلطة أو زعامة أو ثروة، بل في دورٍ يمكن القول أنه ثانوي، بدا أكثر إمتاعاً.أخيراً، في الحفلات التي تقيمها ماغي بوغصن وتظهر مقتطفات منها في السوشيال ميديا، لا سيما بعد الانتهاء من تصوير مسلسلٍ ما، فلا تظهر ماغي كصاحبة الحفلة فحسب، بل كصاحبة العمل، وهي تحضن وتقبّل وتعانق وتغني وترقص مع الآخرين. هي البطلة قبل المسلسل، ثم في المسلسل، ثم في الحفلة بعد التصوير حيث تجمع الكلّ حولها، تماماً كما جمعهتم -وزوجها المنتج- في الشاشة الصغيرة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top