2025- 04 - 02   |   بحث في الموقع  
logo إشكال وإطلاق نار في فنيدق عكار logo أردوغان ينقض على المعارضة: ضربة معلم؟ (2) logo صندوق النقد "يكشف": الحرب تؤثّر على تحليلنا للوضع اللبناني logo مجلس الإفتاء الأعلى السوري.. تحجيم "التيار السلفي" لإطفاء الحرائق logo الخارجية الأميركية: رايبورن يتولى ملف سوريا والعقوبات قيد المراجعة logo منذ فجر اليوم..سلسلة عمليات نفذها الدفاع المدني logo تحذير “عاجل” للسائقين logo انقطاع شامل للكهرباء بسوريا.. أعطال وسرقات تطال البنية التحتية
مأمون الحمصي وشجعان آخرون
2025-03-31 14:28:02

قابلته عند مدخل المصعد في فندق "القيصر" في دمشق، وحييته بحرارة، ولم أكن متأكدا أنه هو الرجل الذي لا تزال صورته مطبوعة في ذهني، وصدى وقفاته الشجاعة، لم يفارقني طوال أعوام الثورة السورية، التي عرفت مدا وجزرا، وفي كل مرة، كانت جذوتها، على وشك أن تنطفئ كليا، يظهر رجال شجعان ليوقدوا نارها من جديد، من أمثال المحامي مأمون الحمصي، أحد الذين لم ينحنوا أمام إرهاب دكتاتورية آل الأسد وأجهزتها، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر، رجل الأعمال رياض سيف، المحامي مأمون البني، المحامي خليل معتوق، رجل الأعمال محي الدين الحبوش.مأمون الحمصي أحد رموز ذاكرة المقاومة السياسية السورية لمرحلة التسعينيات، التي كانت فيها أجهزة الأسد الأب في أوج شراستها وتوحشها. ومن موقعه كعضو في مجلس محافظة دمشق عام 1986 عاين الفساد والتخريب على يد دولة النهب والقمع والسجون والمجازر، وتمكن عام 1990 أن يحوز على عضوية مجلس الشعب كمستقل من بين عدة ممثلين للعاصمة، في سن 34 عاما، كأصغر عضو في تاريخ البرلمان السوري، ولأنه حاول أن ينقل صوت الشعب إلى داخل المجلس، كان أول نائب في تاريخ هذا المحفل، يتم تجريده من الحصانة، ومحاكمته وسجنه لمدة خمسة أعوام، بسبب بيان أدلى به داخل المجلس، يدافع فيه عن الحريات، ويطالب بإلغاء قانون الطوارئ، ووقف تسلط أجهزة المخابرات، وقيام الدولة بواجبها تجاه الوضع الاقتصادي المتردي، الذي أوصل فئات واسعة من المجتمع إلى حافة الجوع.ساومت أجهزة الأمن النائب الحمصي ليخضع، ويتراجع عن مطالبه ويعتذر عنها، لكنه رفض، وصرح في حينه، أنه يحمل أمانة على كتفيه، لا يستطيع أن يتخلى عنها، مهما كان الثمن، ولذلك تم تجريده من الحصانة البرلمانية والحقوق المدنية، وحينما أغلقت السلطة المجال أمامه، احتج ونزل إلى الشارع، وأعلن الاضراب عن الطعام، لكن النظام رد عليه بعنف شنيع بأن حكم عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام بسبب نشاطه في ربيع دمشق، الذي بدأ بعد توريث الرئاسة لبشار الأسد، ولم يكتف بذلك، بل صادر ثروته وثروة عائلته، كعقاب جماعي، ومنعه مع جميع أفراد العائلة من السفر للخارج، حتى بعد نهاية محكوميته عام 2006، حينما تمكن من الوصول سرا إلى لبنان، ومكث لفترة قصيرة، وبعد أن طارده النظام وحاول اغتياله في بيروت، قرر الهجرة إلى كندا، بسبب رفض عدة دول أوروبية منحه اللجوء، كيلا تعكر صفو علاقتها مع نظام الأسد.وفي كندا بدأ الحمصي من الصفر واشتغل في عدة مهن من أجل تأمين حياة كريمة له ولأسرته، وأمضى هناك قرابة 19 عاما، ليعود إلى دمشق بعد ثلاثة أسابيع من سقوط نظام الأسد، وصدرت عنه عدة تصريحات لافتة، منها حديثه عن الزعيم رياض الترك الذي وصفه بـ"مانديلا سوري"، وميشيل كيلو، ومأمون البني، وقال، إنهم تحركوا وقاموا بخطوات سلمية على طريق خلاص السوريين من الدكتاتورية الأسدية، وتأتي أهمية استعادة ذكر هؤلاء في ظل تناسي الثوار الجدد لهذه القامات الوطنية التي ناهضت الدكتاتورية. والتصريح الثاني مثار الاهتمام هو المطالبة بضرورة إطلاق مسار للعدالة الانتقالية، والتسامح الذي ينصف الضحايا ويحاسب المجرمين.انطباعه بأن البلد مخرب، وتم نهب مقدراته لعدة أعوام للأمام، وهو يحتاج قبل كل شيء إلى تكاتف السوريين، وتحليهم بالموقف الوطني، من أجل صيانة النصر السوري والمشاركة في الوقوف أمام التحديات، وركز على إعادة الاعتبار لاستقلال سوريا، وتدارك الأخطاء ومواجهة التركة الأسدية، وفي رأيه تحتاج سوريا إعادة اعمار من جديد، لا يكفي الترميم، لا بد من البناء من جديد، والولادة من جديد، وهذا يتطلب إعطاء فرصة للعهد الجديد، كي ينهض بمهمة تحويل سوريا إلى ورشات عمل، سياسية.الحمصي، رياض الترك، ميشيل كيلو، مأمون البني، خليل معتوق، مي سكاف، برهان غليون، يوسف عبدلكي، صادق جلال العظم، الياس مرقص، بسمة قضماني، وفرج بيرقدار، والقائمة تطول لتشمل الآلاف. هؤلاء الرجال والنساء الذين تحدوا الخوف، يشكلون رأس مال رمزي للسوريين، ومرجعية لذاكرة الذين ثاروا عام 2011 للخلاص من الأبد الأسدي المتوحش. وهم في الوقت ذاته، صمام أمان بقاء البلد فوق الحسابات السلطوية العابرة، التي تقوم على التقاسم والتقسيم.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top