قبيل أيام من الزيارة المرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، وعلى وقع استمرار إسرائيل التصعيد الخطير، وإدخال بيروت عبر الضاحية الجنوبية مجدداً إلى كرة النار، وفيما توحي المعطيات كافة إلى جملة شروط أميركية ضاغطة ستعززها أورتاغوس أمام المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً وأنها منحازة للجانب الإسرائيلي، يترقب لبنان المسار التفاوضي، على الرغم من ثبات موقفه الرسمي لجهة التعاطي مع إسرائيل والتأكيد أولاً على ضرورة انسحابها من المواقع التي تحتلها في الجنوب.
على الجانب الإسرائيلي، يتطرق الإعلام العبري إلى المرحلة المقبلة، يعوّل على ما أسمته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بـ"الفرصة النادرة" للبدء في حوار سري مع الرئيس اللبناني جوزاف عون "قبل فوات الآوان". إذ نشرت الصحيفة تقريراً أشارت فيه إلى أنّه رغم أنّ "عون ليس صديقاً لإسرائيل، إلا أنه في الوقت نفسه ليس حليفًا لأعدائها".الدبلوماسية الحقيقيةالصحيفة انطلقت من فكرة أنّ لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، "في وقت يسيطر فيه حزب الله على البلاد، وهو ما يجعل من تصريحات الرئيس عون فرصة نادرة للدبلوماسية الحقيقية، في ظل انهيار وقف إطلاق النار"، على حد زعمها، موضحة أنّ عون "أبدى مواقف صعبة خلال زيارته الأخيرة إلى باريس نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان عالقًا بين المبادرات الدبلوماسية والتوترات الإقليمية المتصاعدة".
وتوقفت الصحيفة عند إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على خمسة مواطنين لبنانيين اتهموا بتحويل أموال لصالح حزب الله، من بين هؤلاء كان هناك امرأتان، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها أسماء نساء على مثل هذه القائمة.
كما توقفت عند زيارة عون إلى باريس، وتزامن تنفيذ إسرائيل الغارة على الضاحية الجنوبية، رداً على ما اعتبرته إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية.نظرة إيجابية في إسرائيلمن جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن عون، الذي يشغل منصب قائد الجيش السابق، يحظى بنظرة إيجابية في إسرائيل بسبب خلفيته العسكرية ومعارضته الطويلة لـ"حزب الله". وفي المقابل، يُنظر إلى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام على أنه شخصية أكثر إشكالية في أعين المسؤولين الإسرائيليين، بالنظر إلى انتقاداته المتكررة لإسرائيل.
وضمن المقارنة التي أجرتها الصحيفة العبرية، فأشارت إلى أنّه "بينما كان عون في مواقف أكثر تشددًا في تصريحاته العلنية، اتخذ سلام موقفًا أكثر اعتدالًا، حيث وصف الأحداث بأنها "تصعيد خطير"، وحث السلطات اللبنانية على تحديد مصدر إطلاق الصواريخ. وقد دفع فشل الصواريخ في إحداث أضرار كثيرة من المحللين إلى الاستنتاج بأن حزب الله ليس وراء الحادث.
وعليه، تعتقد الصحيفة أن الوقت قد حان لإعادة فتح قنوات اتصال سرية مع كبار القادة العسكريين اللبنانيين، معتبرة أنّ "استقرار الوضع يصب في مصلحة الجميع"، ومشيرة إلى أن إسرائيل "تدرك هشاشة موقف الرئيس عون في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان، وكذلك نفوذ حزب الله المستمر".إيلي شارفيت رئيساً للشاباكعلى صعيد اخر، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،عن تعيين اللواء المتقاعد إيلي شارفيت، قائد البحرية الأسبق، رئيساً جديداً لجهاز الأمن العام "الشاباك". ومعروف عن شارفيت أنّه قاد تطوير قوة الدفاع البحري في المياه الاقتصادية الإسرائيلية، كما أشرف على الأنظمة التشغيلية المعقدة ضد حركات مثل حماس وحزب الله وإيران.