أدى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أول صلاة عيد له بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مؤكداً على أن الطريق لبناء سوريا الجديدة "طويل وشاق".صلاة بقصر الشعبوأدى الشرع صلاة عيد الفطر في مصلّى قصر الشعب في دمشق، إلى جانب عدد من الشخصيات في الحكومة الجديدة ومفتي سوريا الجديد أسامة الرفاعي، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين في وزارة الدفاع، بينما كان الظهور اللافت لوالد الرئيس السوري، حسين الشرع.وألقى الشرع كلمة مقتضبة في قصر الشعب بمناسبة عيد الفطر، تطرق فيها إلى تشكيل الحكومة الجديدة قبل يومين، مؤكداً بأنها تشاركية، وبعيدة عن المحاصصة الطائفية.وقال إن الشعب السوري عانى وضحّى كثيراً طوال 14 عاماً، من أجل "للوصول إلى هذا الموقف وهذا المكان الذي نجلس فيه اليوم"، في قصر الشعب بدمشق.وأضاف "يتطلب منا الآن أن نلتفت للبناء، فسوريا اليوم يكتب لها تاريخ جديد تسطّروه أنتم ونسطره نحن جميعاً، بعد الدمار الذي خلّفه هذا النظام الساقط". وتابع: "أمامنا الآن طريق طويل وشاق، واعتقد أن كل مقومات البناء تملكها سوريا اليوم، على كافة المستويات والمجالات. ما يتطلب منا أن نعمل سوياً، نتفق ولا نختلف. كل ما بعد سقوط النظام هيّن"."هدفنا البناء"وتطرق الشرع إلى تشكيل الحكومة الجديدة، قائلاً: "سعينا قدر المستطاع أن نختار الأكفّاء (...) راعينا التوسّع والانتشار والمحافظات وتنوّع المجتمع السوري". وأضاف "رفضنا المحاصصة الطائفية، وذهبنا باتجاه المشاركة، ولم نستجب لأي حالة من حالات التقسيم، لأن التقسيم السياسي سيدفع لحالة من التعطيل".ولفت إلى أن اختيار الوزراء، تم بناء على الخبرة والكفاءة ومن دون توجهات فكرية أو سياسية معينة، مشدداً على أنه سيوفر جميع الإمكانيات ليكونوا ناجحين ويقدموا خدمات مثلى "تطرق بيت كل مواطن سوري".وقال: "لن نستطيع إرضاء الجميع، أي خطوات سنتخذها لن تحصل على التوافق وهذه حالة طبيعية، لكن علينا أن نتوافق بالحد الأدنى"، مؤكداً أن ردود الفعل بعد تشكيل الحكومة "إيجابية ومطمئنة" و"هدفنا البناء".عيد بدون الأسدفي الاثناء، تبادل السوريون التهاني بمناسبة العيد، وأدوا صلاة العيد بساحات جماعية خصصتها السلطات السورية بأماكن معينة ومحدّدة، بسبب التهديدات الأمنية (راجع المدن).وهذا أول عيد للسوريين بدون الأسد ونظامه، وبدون خوف أو حذر من قصف يستهدف المساجد أو الساحات أثناء تأدية الصلاة، كما حصل في مناطق سورية معارضة على مدى السنوات الـ14 الماضية، فيما نفّذ الأمن العام إجراءات أمنية مشددة، قبل ساعات من الصلاة في الساحات المحددة.ووصل المصلون السوريون لأول مرة إلى مناطق كانت محظورة عليهم على مدى أكثر من عقد من الزمن، مثل ساحة الجندي المجهول في جبل قاسيون بدمشق، فيما أدى مصلون صلاتهم لأول مرة في القصير في ريف حمص، في حين صلّى آخرون أول صلاة عيد لهم في مناطقهم بعد أن هجروا منها قسراً إلى الشمال السوري، لسنوات طويلة.