2025- 04 - 01   |   بحث في الموقع  
logo بالصور: إسرائيل تحاول عرقلة الجيش اللبناني.. logo ريفي استقبل وفدًا من “القوات اللبنانية” في طرابلس logo رسامني: لا تهريب بمطار بيروت...والطيران الإيراني لا يهبط فيه logo “حزب الله” نعى الشهيدين علي حسن بدير وحسن علي بدير logo عون وسلام يبحثان تداعيات العدوان الإسرائيلي ونتائج زياراتهما الخارجية logo فصيل درزي يهدد حكومة دمشق بالقتال: حذارِ الفشل logo شو الوضع؟ الإعتداءات الإسرائيلية تتواصل على الضاحية... والتعاطي الرسمي بين الإرتباك والتحريض فالإنقسام الحكومي! logo عون وسلام بحثا تداعيات العدوان الإسرائيلي
ضغط إسرائيل وأحقاد الداخل
2025-03-31 00:26:24


تستمر إسرائيل في استباحة اتفاق وقف إطلاق النار، فتعمل على تكريس احتلالها وتوسيعه في الجنوب اللبناني، وتتنصّل من كل التزاماتها، وتحظى بدعم أميركي مفتوح، تجلى آخر مظاهره بمواقف السيدة مورغان أورتيغوس، نائبة موفد الرئيس ترامب إلى المنطقة، وأبرز ما جاء فيها:1- "انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس من لبنان يجب أن يتم عبر التفاوض". وهذا يعني تبنياً كاملاً للسياسة الإسرائيلية التقليدية. فإسرائيل تفاوض وتناور وتبتّز بالقوة والنار والمذابح والدمار والخراب، ثم تصل إلى اتفاق. تتنصّل، وتذهب إلى المطالبة مجدداً بالتفاوض على نقاط واردة في الاتفاق. وهذا ما تفعله اليوم، في محاولة لجرّ لبنان إلى تفاوض سياسي مباشر، علماً أن الاتفاق قد حظي بدعم أميركا وفرنسا والعالم، وشكلت لجنة برئاسة ضابط أميركي كبير لمراقبة تنفيذه. ولذا، فإن الموقف الأميركي يعني بطريقة أو بأخرى تنصلاً أيضاً من الاتفاق، وإطلاق يد إسرائيل. وهذا غير مقبول.2- "لا يمكن القول إن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار مع لبنان. وإسرائيل لديها الحق في الرد على الصواريخ التي أطلقت من لبنان"! أعتقد أن السيدة أورتيغوس تعلم تمام العلم أن كل اللبنانيين أدانوا إطلاق الصواريخ، واعتبروه أمراً يعرّّض لبنان لمخاطر كبيرة. وأكدت الدولة اللبنانية أن لا علاقة لحزب الله به، وأن الجيش اللبناني فتح تحقيقاً ويجري مداهمات في مناطق مختلفة لتوقيف الفاعلين. وليس ثمة عاقل ووطني في لبنان يريد بأي شكل من الأشكال العودة إلى أي شيء يذكرهم بما جرى خلال الأشهر الماضية. لكن أن تبرّئ السيدة أورتيغوس إسرائيل من انتهاك قرار وقف النار، فهذا اعتداء على الحقيقة والوقائع واللجنة العسكرية التي يرأسها الضابط الأميركي وعلى الشكاوى التي قدمتها الحكومة اللبنانية. وقد سجل أكثر من 2000 خرق اسرائيلي. كما هو اعتداء على دور "اليونيفيل" التي تراقب وتسجّل كل شيء. وشاءت الصدف أن يتزامن هذا الطرح مع اعتداء إسرائيلي مباشر على دورية فرنسية تابعة لهذه القوات الدولية، بعد ساعات من اعتداء إسرائيل على الضاحية بذريعة الرد على الصواريخ، وتدخّل الرئيس الفرنسي ماكرون الذي كان يستقبل الرئيس اللبناني جوزاف عون، والذي أكد أنه سيجري اتصالات مع الرئيس ترامب ورئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، مع إشارته إلى أن ليس حزب الله من أطلق الصواريخ. فجاء الرد الإسرائيلي ضربة في الضاحية ورسالة إلى فرنسا في الجنوب. وقد اتصل الرئيس ماكرون بنتنياهو وأبلغه موقفه.3- "حان وقت الدبلوماسية بين لبنان وإسرائيل". لبنان لم يقفل يوماً باب التفاوض. عندما كانت الاجتماعات بين ممثلين للدولة اللبنانية وآخرين إسرائيليين في مقر الأمم المتحدة في الناقورة، وتحت رعايتها، جاء سلف أورتيغوس، السيد آموس هوكشتاين وأبلغ الجانب اللبناني: "لا لقاءات ثلاثية". يعني أن لا دور للأمم المتحدة. وكان يدرك أن لا إمكانية لتفاوض مباشر. فقرر أن يقوم بزيارات مكوكية بين لبنان وإسرائيل، وتوصّل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية. لم يكن ثمة حرب. لم يأت لبنان تحت الضغط. ذهب بقناعة ورغبة لإنهاء المشاكل العالقة مع إسرائيل ووقع اتفاقاً. إذاً، إرادة لبنان، رغبته، نيته الوصول إلى اتفاق. فلماذا الضغط اليوم والإصرار على الدخول في تفاوض مباشر؟ في وقت يمكن اعتماد الأسلوب ذاته الذي اعتمد سابقاً، والوصول إلى النتائج المرجوة، إذا كان هذا هو الهدف. مع الإشارة إلى أن الذين كلفوا بالتفاوض كانوا عسكريين وخبراء مدنيين من اختصاصات مختلفة، فلماذا الإصرار على التفاوض الدبلوماسي؟ هل يريد الأميركيون الانتقام مما جرى في 17 أيار 1983 والمعادلات كلها مختلفة، وبالتالي استضعاف لبنان؟ الموقف اللبناني واضح. إذا كان الهدف التطبيع، ثمة إجماع في المواقف المعلنة ضده. وإذا كان المطلوب تثبيت وقف النار، يعني المطلوب التزام إسرائيل بالانسحاب والذهاب إلى حل للنقاط العالقة في ترسيم الحدود البرية. وهذا مطلب لبناني أساسي، والتزام باتفاق وقف النار في الوقت ذاته. أما ممارسة الضغوط واستخدام لغة التهديد باستهداف هذا المسؤول أو ذاك في الدولة، فلا يمكن قبوله، رغم جهود بعض اللبنانيين الذين يعملون في الأروقة الاميركية منذ فترة طويلة، ولم يتوقف عملهم أبداً. ولا أكشف سراً إذا قلت إن رسائل وصلت في الأيام الماضية من الخارج تحمل هذه التهديدات، وأن اجتماعات عقدت مع مسؤولين في الداخل، ولم تكن الطروحات "الدولية" فيها عقلانية ومنطلقة من اتفاق وقف النار. وكانت الأجوبة قوية في رفضها مثل هذا السلوك. إذا كانت النية معقودة على الخير كما يقال، أي على تنفيذ الاتفاق، وحل المشاكل، فلبنان جاهز ولا مشكلة.. وهو صاحب مصلحة. أما إذا كان الهدف تحقيق الشروط الإسرائيلية الصغيرة والكبيرة لحماية نتنياهو في مواجهة مشاكله الداخلية أو لتحقيق غايات "إسرائيل الكبرى"، فهذا أمر خطير جداً وينبغي أن يكون الموقف اللبناني موحداً، حرصاً على سيادة الأرض واستقلال البلد.
كلمة أخيرة: آن الأوان ليخرج بعضنا من أحقاده الدفينة التي تسيطر عليه.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top