2025- 03 - 31   |   بحث في الموقع  
logo حلف إسرائيلي ــ أميركي ــ أذربيجاني ناشئ لعزل إيران logo اللاجئون الفلسطينيون في لبنان الجديد logo المطلوب دولياً نزع سلاح حزب الله وليس استراتيجة دفاعية! logo ضغط إسرائيل وأحقاد الداخل logo استدراج شابّة من سن الفيل إلى مخيم البداوي.. إليكم التفاصيل! logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأحد logo الأمن العام اللبناني يكشف تفاصيل عن مطلقي الصواريخ من الجنوب logo تمرين عسكري إسرائيلي على الحدود.. وماكرون: لحصرية السلاح بالدولة
يوم القدس العالمي.. قضية أمّة يهدّدها الأخطبوط الإسرائيلي!.. وسام مصطفى
2025-03-28 03:26:08

اعتاد المؤمنون بفكرة تحرير فلسطين أن يحييوا كل عام ذكرى يوم القدس العالمي.. هذه المناسبة التي أطلقها الامام الخميني قبل أكثر من نصف قرن، وقبل أن تنتصر الثورة الإسلامية في إيران، أريد لها أن تكون “محطة جامعة للعرب والمسلمين وللأحرار والمستضعفين في العالم” تلتقي حولها وبها الطاقات والجهود على مستوى الشعوب والأنظمة من أجل طرد الاحتلال وإجهاض المشروع الصهيوني الاستيطاني والتوسّعي، ليس في فلسطين فقط بل في كل المنطقة التي كانت وما تزال تحت مجهر الأطماع الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً، ولكنها هذا العام تأتي وسط متغيّرات ميدانية وجيوسياسية حسّاسة وخطرة تهدّد أساس الفكرة كلّها وتضربها من جذورها في ظل التغوّل الأمريكي في عهد دونالد ترامب في العالم والسعار الإسرائيلي المهووس بمشروع “إسرائيل الكبرى” في عهد بنيامين نتنياهو.


في الحقيقة أن يوم القدس العالمي لم يكن مجرد مناسبة سنوية على غرار الأعياد الوطنية وأذكار الاستقلال “المسلوب” في الوطن العربي، بل كان بالفعل موعداً تجدّد فيه حركات المقاومة والتحرير شحذ النوايا واستنهاض الهمم وتقويم المراحل السابقة واستشراف التطوّرات اللاحقة، وشكّل نقطة استقطاب محورية تتقاطع فيه الرؤى والآفاق في حركة فاعلة تجسّدت من خلال تراكم الإنجازات في محور مقاومة تدعمه إيران ويشكّل فيه حزب الله رأس الحربة فيما تحتل المقاومة داخل فلسطين موقع القلب منه. واستطاع هذا المحور مع انضمام العراق واليمن إليه أن يفرض حضوره ضمن خارطة القوى الكبرى في المنطقة، ويسهم في تعميق جوانب أزمة “الصراع من أجل الوجود” التي كرّستها نظرية “بيت العنكبوت” في إطار الصراع العربي- الصهيوني، وتحوّلت المناسبة إلى إعلان هوية وتثبيت هدف يختصر جوانب الصراع كلها، وهو تحرير فلسطين والقدس.


بات يوم القدس العالمي وشيجة ارتباط بين الفعل والفاعل، فأي عمل تقوم به أي جهة ضمن محور المقاومة تستهدف فيه “إسرائيل” يترجم هذا الارتباط في وحدة هدف حتى أصبحت “إسرائيل”، بما تمثّل من مشروع توسّعي تتقاطع فيه أهداف الدول الكبرى وأطماعها، تشعر بأنها تحت الحصار، وفشلت في أن تقلب المعادلة لمصلحتها في كثير من المحطات الحربية التي شنّتها على قوى المقاومة في فلسطين وعلى الجبهة اللبنانية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تاريخ تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” وما رافقها من “جبهة الإسناد” وما تلاها من معركة “أولي البأس”، وهي الحرب التي لم تنتهِ بإعلان نتنياهو “وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار” في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بل ما تزال مستمرة على الجانبين اللبناني والفلسطيني قصفاً وقتلاً وتدميراً من قبل “إٍسرائيل” بتغطية أمريكية شاملة، ومن المرجح أن تتوسّع رقعتها على الجبهتين اليمنية والإيرانية دون إغفال تمدّد الاحتلال في سوريا والتهديدات الإسرائيلية التي تستهدف العراق.


لطالما شكّل يوم القدس العالمي مظلّة واسعة عملت حركات المقاومة في فيئها، حيث نجح من منطلق كونه مشروعاً استنهاضياً في استعادة فلسطين لتكون القضية المركزية التي تجمع قضايا العرب والمسلمين، لذا عملت واشنطن وحلفها الغربي و”إسرائيل” على إسقاط مشروعية هذه القضية كمقدّمة لإسقاط مشروعية الهدف الذي رفعه محور المقاومة في تحرير القدس، وسعى هذا الاتجاه إلى عزل الفعل المقاوم في بوتقة محصورة بحركات خارجة عن شرعية الكيان الرسمي التي تنتمي إليه (المقاومة في لبنان وفلسطين)، وبدول (العراق واليمن وإيران) تتناقض مع الاتجاه الغالب على الدول العربية التي اختارت مسار التطبيع كحل دائم للصراع، وانتهجت “إسرائيل” في ذلك أسلوب “الأرض المحروقة” واستهدفت البشر والحجر في حرب إبادة شاملة، لتتحوّل القضية من “تحرير الأرض والإنسان” إلى “إعمار الأرض والإسكان”، أما القدس فتصبح قضية خلاف على ملكية يتم حلّها في محاكم محليّة إسرائيلية.


في أحد اللقاءات النادرة روى فاروق القدومي (أبو اللطف) أحد أكثر الأشخاص معرفةً بياسر عرفات (أبو عمار) أنه خلال مباحثات “كامب دايفيد” في يوليو/ حزيران 2000 طلب الرئيس الأمريكي بيل كلينتون من عرفات بحضور رئيس حكومة العدو آنذاك ايهود باراك أن يتم حسم قضية القدس كعاصمة مشتركة لدولتي فلسطين و”إسرائيل” تأسيساً على نتائج مذكرة واي ريفر (بلانتيشن) عام 1998، والتي قسّمت مناطق النفوذ الفلسطيني والإسرائيلي في الأراضي المحتلة، فأجاب عرفات بما معناه: “لو افترضت أنني قبلت معكم بذلك فإن مرافقي في الخارج سيقتلني.. القدس هي ضمير فلسطين والعرب”.. ولكن شتّان ما بين ذلك الزمن على تعاسته وتنازلاته وبين حاضرنا اليوم الذي أضحت فيه القدس الابن الذي ينكر فيه أغلب العرب أبوّته له، وهنا يبرز جوهر إبقاء القدس قطب رحى قضايا العرب والمسلمين، فلو سقطت لما عاد لهم قضية ولما عاد لهم هدف، وبذلك عاجلاً أم آجلاً سيطلق الاخطبوط الإسرائيلي أياديه في عواصم العرب ليقضمها حتى آخر رمق.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top